عمّان-أ ف ب
دعا القادة المشاركون في قمة حول الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، الثلاثاء، إلى تيسير دخول المساعدات وبكميات أكبر إلى القطاع الذي دمرته الحرب، معربين عن دعمهم لوقف إطلاق النار الذي طرحته الولايات المتحدة. ويُنظم المؤتمر المنعقد في السويمة على شاطئ البحر الميت، على بعد 50 كم غرب عمّان، بدعوة من العاهل الأردني والرئيس المصري والأمين العام للأمم المتحدة في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات، وبمشاركة 75 دولة.
- غوتيريش: «يجب أن تتوقف هذه المجازر»
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام المؤتمر: «المجازر وأعمال القتل المرتكبة في غزة لا تضاهيها من حيث سرعة وتيرتها وحجمها أي أعمال ارتكبت خلال السنوات التي قضيتها كأمين عام». وتابع: «لقد آن أوان وقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن… يجب أن تتوقف هذه الفظاعات». وأضاف، «أرحّب بمبادرة السلام التي عرض الرئيس بايدن مؤخراً خطوطها العريضة، وأحثّ جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة والتوصل إلى إتفاق».
- «مقترح بايدن»
يمتد تنفيذ المقترح الذي عرضه بايدن على ثلاث مراحل، تبدأ بمرحلة أولى من وقف إطلاق النار لستة أسابيع تنسحب خلالها إسرائيل من المناطق المأهولة، وتفرج حماس عن عدد من الرهائن. ورأى غوتيريش إن «السبيل الوحيد للمضي قدماً يكمن في إيجاد تسوية سياسية تمهد الطريق أمام السلام المستدام، على أساس حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن، على أساس خطوط ما قبل عام 1967… على أن تكون القدس عاصمة للدولتين».
- «وصمة عار على جبين الإنسانية»
ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الحرب في غزة بأنها «وصمة عار على جبين الإنسانية»، ودعا إلى جمع 2,5 مليار دولار لتلبية احتياجات سكان غزة حتى كانون الأول/ديسمبر المقبل.
- «مساعدات دولية للقطاع»
وشدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي وصل إلى الأردن قادماً من إسرائيل، على أنه في انتظار التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، ليس هناك وقت نضيعه لمساعدة سكان غزة، وأعلن أن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 400 مليون دولار كمساعدات جديدة. ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن بلاده ستقدم 16 مليون يورو. وقال الرئيس الإندونيسي المنتخب برابوو سوبيانتو، إن إندونيسيا مستعدة لإرسال فرق طبية ومستشفى ميداني وسفينة مستشفى إلى غزة، قائلاً إنها تستطيع إجلاء 1000 شخص ممن هم بحاجة إلى علاج طبي.
- «سوء التغذية الحاد»
تحوّل جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، وتمّ تهجير أغلبية سكانه بسبب القتال. وتحذر الأمم المتحدة منذ عدة أشهر من مجاعة وشيكة. وقال غوتيريش، إن «أكثر من 50 ألف طفل في حاجة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد». وأوضح أن «تدفق المساعدات الإنسانية الحيوية الموجهة لسكان غزة انخفض بمقدار الثلثين منذ الهجوم على معبر رفح الحدودي قبل شهر واحد».
- السيسي: «إسرائيل تحاصر غزة بالجوع»
واتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة، باستخدام الجوع سلاح حرب، وهو ما تنفيه. وتدخل المساعدات ببطء شديد خصوصاً بعدما باشر الجيش الإسرائيلي عملية برية في رفح مطلع مايو/أيار، وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي الحيوي مع مصر الذي تمر عبره أغلبية المساعدات.
- العاهل الأردني: «أهل غزة يريدون إجراءات فعلية»
من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن «أهل غزة لا يتطلعون إلينا من أجل الكلام المنمق والخطابات، بل إنهم يريدون إجراءات فعلية على أرض الواقع، وهم بحاجة لذلك الآن». وأضاف، «يجب أن نكون مستعدين الآن لنشر عدد كافٍ من الشاحنات لتوصيل المساعدات بشكل يومي، وهناك حاجة إلى مئات الشاحنات داخل غزة، والمزيد من المساعدات لضمان تدفقها المستمر بشكل فاعل عبر الطرق البرية إلى غزة، ولا يمكننا أن ننتظر شهوراً لحشد هذه الموارد، فما لدينا اليوم هو ببساطة بعيد كل البعد عما نحتاج إليه». وأكد أن «الأردن سيواصل أيضاً عمليات الإنزال الجوي، وسينظر في إمكانية استخدام طائرات عمودية ثقيلة لتأمين المساعدات على المدى القصير، وبمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار». وخلص، «لا يمكننا أن نتخلى عن غزة، فيجب أن تكون أولوية الجميع. التاريخ سيحكم علينا من خلال أفعالنا. إنه اختبار لإنسانيتنا وإخلاصنا».
- عباس: «نطالب بفتح المعابر وتسليمها للحكومة الفلسطينية»
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: «تبقى مسؤولية مجلس الأمن وأطراف المجتمع الدولي كافة كبيرة في الضغط على إسرائيل، من أجل فتح جميع المعابر البرية، وتسليمها للحكومة (الفلسطينية) الجديدة». وأضاف، «فوق كل ذلك وقبله، لابد من مواصلة بذل الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة؛ لفتح المجال لقيام دولة فلسطين واستلامها مهامها كاملة».