أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «أعاد تأكيد التزامه» بمقترح وقف إطلاق النار في غزة خلال لقائهما في القدس، معتبراً أن ترحيب حركة «حماس» بالقرار يبعث على الأمل، بينما أكد الوسطاء أنهم لم يتلقوا ردوداً رسمية حول مقترح وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المرحبة بقرار مجلس الأمن حول غزة.
وقال بلينكن: «التقيت برئيس الوزراء نتنياهو الليلة قبل الماضية، وأكد مجدداً التزامه بالاقتراح»، مضيفاً أن ترحيب حماس بقرار وقف إطلاق النار الذي صوت عليه مجلس الأمن الدولي الاثنين، إشارة تبعث على «الأمل».
وأضاف: «إنها علامة تبعث على الأمل، مثلما كان البيان الذي صدر بعد أن قدم الرئيس جو بايدن مقترحه قبل عشرة أيام باعثاً للأمل. لكن هذا ليس كافياً»، مطالباً بالتزام رسمي.
وقال: إن ما «قد يكون كافياً هو قرار يأتي من غزة ومن قيادة حماس في غزة. هذا المهم. وهو ما لم نحصل عليه بعد». وأضاف: «ننتظر الرد من حماس»، في إشارة إلى أن الحركة تنتظر تعليمات رئيس مكتبها السياسي في قطاع غزة يحيى السنوار. وكان القيادي في حركة «حماس» سامي أبو زهري قال، أمس الثلاثاء: إن «حماس قبلت قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار والانسحاب وتبادل الأسرى وجاهزة للتفاوض حول التفاصيل». وأضاف أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية في حماس في الخارج: «الإدارة الأمريكية أمام اختبار حقيقي للوفاء بتعهداتها بإلزام إسرائيل بالوقف الفوري للحرب كتنفيذ لقرار مجلس الأمن».
بدورها، لم تعلن إسرائيل رسمياً بعد عن قبولها لاقتراح وقف إطلاق النار، الذي كشف عنه بايدن في 31 أيار/مايو. وفي تناقض واضح مع ما يقوله بلينكن، قال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية، أمس الثلاثاء إن «إسرائيل لن تنهي الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها وهي القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية، وعودة جميع الرهائن لدينا، والتأكد من أن غزة لن تشكل خطراً بعد الآن». وتابع: «الاقتراح المطروح يمكّن إسرائيل من تحقيق هذه الأهداف، وستفعل إسرائيل ذلك بالفعل».
وكانت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة ريوت شابير بن نفتالي، قالت إن بلادها ستواصل عمليتها في غزة، ولن تشارك في مفاوضات «لا معنى لها مع حركة حماس». وقالت: «إسرائيل ثابتة على مبادئها، وهي لم تتغير، سنستمر حتى إعادة جميع الرهائن، وحتى يتم تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية، هذه كانت أهدافنا منذ اليوم الأول، ولن تسمح إسرائيل لحماس بإعادة تسليح نفسها أو إعادة تنظيم صفوفها، بحيث تشكل غزة تهديداً لإسرائيل. وهذا هدف لا يتزعزع ونسعى إلى تحقيقه».
وفي السياق، ذكر مسؤول مطلع على المحادثات ل«رويترز»، أمس الثلاثاء إن الوسطاء القطريين والمصريين لم يتلقوا ردوداً رسمية من حركة «حماس» أو إسرائيل بشأن اقتراح وقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة. وأضاف المسؤول: «المحادثات مستمرة بين الوسطاء وإسرائيل وحماس بالتنسيق مع الولايات المتحدة».
من جهة أخرى، رحب الاتحاد الأوروبي بتبني مجلس الأمن القرار رقم 2735 الذي يدعم اقتراحاً جديداً لوقف إطلاق النار حول غزة. ودعا الاتحاد الأوروبي، في بيان، إلى تنفيذ القرار بشكل فوري وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي أرقام 2728 و2720 و2712. وأشار الاتحاد الأوروبي إلى دعمه الكامل لخريطة الطريق الشاملة التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بينما حثّ الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على قبول وتنفيذ الاقتراح. كما رحب فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بقرار مجلس الأمن رقم 2735، وقال جيريمي لورنس المتحدث باسم المفوض السامي، في مؤتمر صحفي أمس، إن المفوض شدد على أهمية أن تكون الأولوية العاجلة ضمان التدفق الكامل وغير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى السكان هناك.
وعربياً، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، باعتماد مجلس الأمن لمشروع القرار الأمريكي المؤيد لمقترح الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة. وكتب أبو الغيط، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: إن المجلس تأخر كثيراً في الاضطلاع بمسؤوليته وسمح بذلك بسقوط آلاف الضحايا من الفلسطينيين، مضيفاً أنه «لابد من لجم جماح العدوان الإسرائيلي بشكل فوري». كما رحب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بالقرار، معرباً عن أمله في أن يتمكّن مجلس الأمن من توفير كل الضمانات اللازمة لتنفيذ هذا القرار، والتزام جميع الأطراف به حقناً لدماء الأبرياء. ورحبت كل من مصر والسعودية والأردن والكويت والرئاسة الفلسطينية بقرار مجلس الأمن الدولي، وطالبت إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها وفقاً لأحكام القانون الدولي، ووقف الحرب التي تشنها ضد قطاع غزة، وما تسببت فيه من قتل وتدمير طال الفلسطينيين وكامل البنية التحتية في القطاع. ودعت كلاً من إسرائيل و«حماس» إلى اتخاذ خطوات جادة تجاه إتمام هذه الصفقة في أسرع وقت، والبدء في تنفيذ بنودها دون تأخير أو شروط. (وكالات)