بعد ثلاث سنوات من نسخة عكّرتها جائحة «كوفيد-19» واستضافتها 11 مدينة في 11 بلداً بمناسبة الذكرى الستين لانطلاقها، تحتضن ألمانيا كأس أوروبا لكرة القدم بين 14 يونيو و14 يوليو، حيث تتصدّر مع فرنسا وإنجلترا قائمة المرشّحين لاحراز اللقب.
وفي خضم الجائحة، أقيمت مباريات صيف 2021 بسعة ملاعب تفاوتت بين مدينة وأخرى، بيد أن هذه المرّة لا مكان للقيود في ظل توقعات بحضور 2.7 مليوني مشجّع للمباريات ال51 التي تختتم بالنهائي على كأس هنري دولوني في استاد برلين الأولمبي.
وفيما تأمل ألمانيا التي تفتتح البطولة الجمعة أمام أسكتلندا في ميونيخ، أن تعيش من جديد «قصّة الخيال الصيفية» 2006، عندما بلغت نصف نهائي كأس العالم على أرضها، انشغلت بإجراءات أمنية مشدّدة ضمن مسعاها للحفاظ على سلامة وأمن المشجّعين واللاعبين.
من مثيري الشغب المعروفين بال«هوليجنز»، إلى الهجمات الإرهابية المحتملة وحتى الهجمات الإلكترونية، يتطلع منظّمو البطولة القارية إلى احتواء التهديدات وإقصائها، ستُكلّف قوّات الأمن بحماية 24 معسكراً للمنتخبات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، إضافة الى تأمين الملاعب العشرة.
ومن المتوقع أيضاً أن تستقطب المناطق المخصّصة للمشجعين حوالي 12 مليون زائر خلال الحدث القاري.
رياضياً، تتصدّر إنجلترا وفرنسا قائمة المرشحّين، تليهما ألمانيا المضيفة ثم البرتغال وإسبانيا.
يعوّل الإنجليز الذين وقعوا في مجموعة تضم الدنمارك وصربيا وسلوفينيا، على الثلاثي الهجومي الضارب هاري كين، فيل فودن وجود بيلينجهام، وتحمل إنجلترا عبء أنها لم تفز بكأس أوروبا في تاريخها، وبعد الخسارة المؤلمة بركلات الترجيح على يد إيطاليا في نهائي 2021 على ملعب ويمبلي، سقط فريق المدرب غاريث ساوثغيت في ربع نهائي مونديال قطر 2022 بصعوبة أمام فرنسا.
- مبابي برداء جديد
في المقابل، يأمل كيليان مبابي، المنتقل بعد مدّ وجزر من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد الإسباني، في إحراز أول ألقابه القارية بعد تتويجه مع فرنسا بمونديال 2018 وحصوله على الوصافة في 2022، ووقع «الديوك» في مجموعة صعبة تضم هولندا، بولندا والنمسا.
أما ألمانيا بطلة العالم 4 مرات التي ودّعت النسختين الأخيرتين في المونديال من دور المجموعات، فتبحث عن تعكير الأجواء بقيادة المدرب الشاب يوليان ناغلسمان الذي يستهدف منح الدولة المضيفة لقباً قارياً رابعاً قياسياً وهو الأول منذ 28 سنة. أما إيطاليا حاملة اللقب والناجية من التصفيات بعد غيابها عن آخر نسختين من كأس العالم، فوقعت في أصعب مجموعة إلى جانب إسبانيا، كرواتيا وألبانيا.
وفي البرتغال، يعتبر كريستيانو رونالدو أن المنتخب هو «حبّ حياته» مشيراً إلى أن الاستمرار في اللعب على هذا المستوى بعمر ال39 هو «هدية»، وقد استعدّ مهاجم النصر السعودي للبطولة القارية بتسجيله ثنائية في المباراة التي فازت فيها البرتغال على إيرلندا 3-0 ودياً الثلاثاء، معززّاً رقمه القياسي بعدد الأهداف الدولية بعدما رفعه إلى 130 هدفاً.
وقال «أعلم أنه لم يعد لديّ الكثير من السنوات في مسيرتي»، مضيفاً «إنها هديّة أن ألعب عاماً تلو الآخر بعد ال35 من العمر، أنا الآن في ال39 من عمري وكل عامٍ يتعلّق بالاستمتاع بنفسي. التسجيل للمنتخب الوطني هو أمر مميّز. المنتخب الوطني هو حبّ حياتي، والفوز بكأس أوروبا سيكون بمثابة حلم».
ولعب رونالدو مباراته الأولى مع «سيليساو» أوروبا عام 2003 وتوّج بكأس أوروبا عام 2016.