يستهل المنتخب الفرنسي الملقب بـ«الديوك»، وأحد أبرز المرشحين لإحراز اللقب بقيادة نجمه كيليان مبابي، سعيه إلى وضع خيباته القارية في السنوات الأخيرة جانباً، ومحاولة إحراز لقبه الثالث، عندما يواجه نظيره النمساوي الاثنين في دوسلدروف ضمن منافسات المجموعة الرابعة. وتضم المجموعة أيضاً منتخبي هولندا وبولندا اللذين يلتقيان الأحد. وفي المجموعة الخامسة، تلتقي بلجيكا مع سلوفاكيا في فرانكفورت، الاثنين، في مباراة سهلة للأولى أقله على الورق نظراً لخبرتها في البطولات الكبرى. وفي المجموعة ذاتها وفي نفس اليوم تلتقي رومانيا وأوكرانيا في ميونخ في مباراة متكافئة، ولكنها تتخطى الإطار الرياضي بالنسبة للأخيرة.
والسؤال الذي يثور هنا: هل ستظل كأس أوروبا عصية على «الديوك» منذ أن استلم ديديييه ديشان تدريبه صيف عام 2012، علماً بأن اللقب الأخير لمنتخب فرنسا يعود إلى عام 2000 عندما كان ديشان قائداً له.
- أوروبا عصية على الديوك
بلغ المنتخب الفرنسي نهائي كأس العالم في النسختين السابقتين عندما توّج باللقب في مونديال روسيا 2018 بفوزه على كرواتيا 4-2، واكتفى بالوصافة في مونديال قطر 2022 بعد سقوطه أمام نظيره الأرجنتيني بركلات الترجيح في مباراة مثيرة بعد تعادلهما 3-3 في نهاية الوقت الإضافي.
كما أحرز المنتخب الفرنسي دوري الأمم الأوروبية عام 2021، لكن كأس أوروبا بقيت عصية على الديوك منذ أن استلم ديديييه ديشان تدريبه صيف عام 2012، علماً بأن لقب «الديوك» الأخير يعود إلى عام 2000 عندما كان ديشان قائداً له.
خسر المنتخب الفرنسي نهائي نسخة 2016 التي استضافها على أرضه أمام البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو بهدف في الوقت الإضافي، ثم أهدر فوزاً في المتناول عندما تقدم على سويسرا 3-1 حتى ربع ساعة من نهاية المباراة في ثمن نهائي النسخة الأخيرة التي أقيمت في أكثر من دولة أوروبية، لينتزع «ناتي» التعادل 3-3 ثم يفوز بركلات الترجيح التي أضاع خلالها مبابي محاولته.
- مبابي والتعويض
يسعى مبابي المنتقل إلى ريال مدريد الإسباني بالتالي إلى التعويض، من خلال قيادة منتخب بلاده لإحراز لقبها الثالث والأول منذ عام 2000، ومعادلة الرقم القياسي الموجود بحوزة المنتخبين الإسباني والألماني.
وقال مبابي في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية خلال الأسبوع الحالي: «أتطلع قدماً إلى بدء المنافسات. بطبيعة الحال، أريد أن أترك بصمة على أرضية الملعب خلال كأس أوروبا. جئنا إلى ألمانيا لكتابة التاريخ».
وتابع: «نملك فريقاً قوياً جداً، نأتي إلى ألمانيا مع طموحات كبيرة، لكن أيضاً مع كثير من التواضع».
لم تُقنع فرنسا كثيراً خلال مبارياتها الاستعدادية، لا سيما سقوطها في فخ التعادل السلبي مع كندا، لكنها دائماً ما تكون على الموعد في البطولات الكبرى، ولا شك أن ديشان يريد إضافة اللقب الوحيد الغائب عن سجله كمدرب.
ويعتمد المنتخب الفرنسي على لاعبي الخبرة، لا سيما في خط الهجوم الذي يقوده، إضافة إلى مبابي، كل من مهاجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان والمخضرم أوليفييه جيرو أفضل هداف في تاريخ منتخب بلاده مع 57 هدفاً في 133 مباراة، إضافة إلى جناح باريس سان جرمان السريع عثمان ديمبيليه.
وقرر جيرو (38 عاماً) اعتزال اللعب دولياً بعد البطولة القارية، علماً بأنه انتقل من ميلان الإيطالي إلى صفوف لوس أنجلوس إف سي الأمريكي.
- النمسا.. الحصان الأسود
في المقابل، يأمل المنتخب النمساوي المرشح للعب دور الحصان الأسود في البطولة بقيادة مدربه المحنك رالف رانغنيك، أن يحقق المفاجأة على الرغم من افتقاده لقائده الرمز دافيد ألابا لعدم تعافيه من إصابة في الرباط الصليبي في كانون الأول/ديسمبر الماضي في صفوف ريال مدريد.
- مهمة سهلة لبلجيكا
وفي المجموعة الخامسة، تلتقي بلجيكا مع سلوفاكيا في فرانكفورت في مباراة سهلة للأولى أقله على الورق نظرا لخبرتها في البطولات الكبرى.
ويكمل المجموعة منتخبا رومانيا وأوكرانيا.
ولم يبق من الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي سوى بعض العناصر أبرزهم صانع الألعاب كيفن دي بروين والهداف التاريخي للشياطين الحمر روميلو لوكاكو ولاعب الوسط المدافع أكسل فيتسل والمدافع المخضرم يان فيرتونغن، وذلك بعد اعتزال الجناح ادين هازار بعد نهائيات كأس العالم الأخيرة، وعدم استدعاء حارس ريال مدريد تيبو كورتوا.
يعتمد المدرب الألماني-الإيطالي دومينيكو تيديسكو على بعض الوجوه الشابة الذين يتألقون في صفوف أنديتهم أمثال جناح مانشستر سيتي الإنجليزي جيريمي دوكو، ولويس أوبندا من لايبزيغ الألماني وشارل دي كيتلار من أتالانتا الإيطالي ولياندرو تروسار من أرسنال وأمادو أونانا من إيفرتون.
- مهمة وطنية لأوكرانيا
وفي المجموعة ذاتها تلتقي رومانيا وأوكرانيا في ميونخ في مباراة تتخطى الإطار الرياضي بالنسبة للأخيرة، في الوقت الذي يخوض جيشها معارك طاحنة ضد روسيا منذ شباط/فبراير عام 2022.
- ونجحت أوكرانيا في تخطي البوسنة والهرسك 2-1 في نصف النهائي ثم أيسلندا بالنتيجة ذاتها في المسار الثاني من الملحق الأوروبي لتحجز مكانها في النهائيات، وستعتمد على بعض العناصر أبرزهم حارس مرمى ريال مدريد أندري لونين وهداف جيرونا الإسباني أرتيم دوبفيك وزميله في خط الهجوم رومان ياريمتشوك من فالنسيا الإسباني، إضافة إلى جناح تشلسي السريع مخايلو مودريك.
وقال مدرب أوكرانيا سيرهي ريبروف في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: «يملك لاعبو فريقي حافزاً كبيراً لتقديم أفضل ما لديهم وجعل أوكرانيا بأكملها فخورة بهم».
في المقابل، اعتبر أسطورة كرة القدم الأوكرانية أندري شفتشنكو الذي يرأس حالياً الاتحاد المحلي للعبة، أن مشاركة بلاده في كأس أوروبا، تشكّل انتصاراً على الشدائد و«ستذكّر العالم بما نمرّ به» جراء الحرب وفق ما قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وقال شفتشنكو: «هناك عنصران هنا. من ناحية، أظهرنا أننا قادرون على المنافسة وعلى مواصلة التألق في كرة القدم حتى أثناء الحرب. ومن ناحية أخرى وهي الأهم، أننا نمثل أوكرانيا بكل فخر ونُذَكِّر العالم بما نمر به».
وشدّد: «كل انتصار لبلدنا، سواء داخل الملعب أو خارجه، هو أمر بالغ الأهمية لكلّ أوكراني، وخاصة للذين يدافعون عنها (البلاد) الآن».