«الخليج» – وكالات
على وقع الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوترات بين روسيا والغرب، تطفوعلى السطح التهديدات باستخدام الأسلحة النووية بين فينة، وأخرى، لاسيما عند اشتداد المعارك، أو عند التحركات المؤثرة في توازن القوى الحالي، حول العالم، وبرزت المسألة النووية مجدداً، الخميس، حيث هدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن بلاده تدرس إدخال تعديلات محتملة في عقيدتها بخصوص استخدام الأسلحة النووية.
منذ أوائل الخمسينيات، من القرن الماضي، بذلت القيادة السوفييتية، مدفوعة بالحاجة إلى سد الفجوة التكنولوجية في الأسلحة النووية وأنظمة الاتصالات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، جهداً كبيراً في تسريع برامج أسلحتها النووية.
- العقدية النووية الروسية
ولتقنين تلك الإمكانات أنشأت روسيا ما يعرف «بالعقيدة النووية الروسية»، وهي وثيقة تخطيط استراتيجي، تتضمن مجموعة من السياسات العسكرية، والتقنية، والدبلوماسية، والاقتصادية، للدفاع عن الاتحاد الروسي، تعكس آراءه الرسمية، حول جوهر ومبادئ الردع النووي، وتحدد الأخطار والتهديدات العسكرية، وكذلك ضوابط انتقال روسيا إلى استخدام السلاح النووي.
وأخذت العقيدة النووية خلال الحقبة السوفييتية تتطور، جنباً إلى جنب مع التوازن المتغير للقوى الاستراتيجية في العالم، والتقدم في مفاوضات الحد من التسلح. وشهدت القيادة العسكرية في موسكو، منذ النصف الثاني من حقبة الستينيات، تحولاً في وجهات النظر حول الظروف المحتملة للحرب العالمية.
وفي حقبة الثمانينيات، كان لدى السوفييت عقيدة مفصّلة لاستخدام الأسلحة النووية، حيث اعلنوا، مراراً وتكراراً، حتى أوائل التسعينيات، أن عقيدتهم النووية تحتم عليهم ألا يبدأو باستخدم هذا السلاح المدمر، وأن موسكو سوف تسمح باستخدامه رداً على هجوم نووي فقط.
وصدر أول إعلان رسمي بهذا المعنى من قبل ليونيد بريجنيف، في الدورة الخاصة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 يونيو/ حزيران 1982.
إلا أن تعديلاً جرى قبل نحو 4 أعوام على هذه العقيدة، يسمح لروسيا باستخدام السلاح النووي للردع، بمعنى المبادرة بضربة نووية «استباقية» من دون التعرض لهجوم، أي أن بإمكان روسيا توجيه ضربة نووية إذا حصلت على معلومات مؤكدة وموثوقة عن نية جهة ما، إطلاق صواريخ تجاهها، كما تسمح بتوجيه ضربات نووية رداً على تعرضها، أو أحد حلفائها، لهجوم بأي نوع من أسلحة الدمار الشامل (النووية، أو الكيماوية، أو البيولوجية)، أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة، أو تعرّض مواقع حساسة روسية لهجوم ما.
- سيناريوهات نووية
واستنادا إلى هذه العقيدة، بحسب محللين، فإن هنالك عدة سيناريوهات محتملة، لن يتردد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الضغط على الزر النووي حال حدوثها.
السيناريو الأول:
حصول روسيا على بيانات موثوقة تؤكد عزم جهة ما إطلاق صواريخ باليستية تجاه أراضيها، أو أراضي حلفائها.
السيناريو الثاني:
تعرض روسيا، أو أحد حلفائها، لهجوم بأي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل، والتي تشمل الأسلحة النووية، والكيميائية، والبيولوجية، بكلمات أخرى الأسلحة غير التقليدية.
السيناريو الثالث:
يمكن لروسيا أن تستخدم ترسانتها النووية حتى لو استهدفت بأسلحة تقليدية، لكن في حال كان هذا الاستهداف يهدد وجود الدولة.
السيناريو الرابع:
في حال تعرض مواقع حكومية، أو عسكرية حساسة إلى هجوم من قبل عدو ما، فإن العقيدة النووية الروسية تتيح لها استخدام السلاح النووي للرد.