بيروت: «الخليج»، وكالات
ظهر خلاف لبناني، أمس الاثنين، حول ملف ترسيم الحدود، خصوصاً ما بين رئاسة الجمهورية ورئيس وفد المفاوضات غير المباشرة، العميد الركن بسام ياسين، الذي ألمح إلى أن اعتماد لبنان الخط 23 في عملية الترسيم يمثل خسارة مسبقة، ويلبي مطالب إسرائيل، ونكون قد حققنا لها ما تريده، فيما استغربت الرئاسة اللبنانية توقيت خروج مثل هذه التصريحات إلى الإعلام والإيحاء بأن الرئاسة اللبنانية تقدم تنازلات إلى إسرائيل من دون مقابل، وما إذا كان الهدف من وراء ذلك منع عملية الترسيم من السير إلى الأمام، في وقت زارت وفود رسمية وشعبية ضريح رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، إحياء للذكرى 17 لاغتياله، من دون إقامة المهرجان الجماهيري السنوي كالمعتاد.
ترسيم الحدود البحرية
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن ياسين هو من أعلن أنه أول من تنازل عن الخط 29 خلال حديث تلفزيوني، عبر حديثه عن أنه قام بالتخلي عنه خلال جلسة مع الوسيط الأمريكي في الملف آموس هوكشتاين في مقهى يقع في منطقة الضبية، بحضور السفيرة الأمريكية دورثي شيا، حيث ألمح ياسين إلى أنه أبلغ الوسيط الأمريكي أن الخط الذي من الممكن أن يقبل به هو ما بين 23 و29، بعد حفظ حقل قانا. وكان ياسين، أشار في حديث تلفزيوني، إلى أنه «في المفاوضات هناك تنازلات ولا أحد يأخذ كل شيء، وهذا أمر طبيعي». وشدد على أنه «لا يمكن التنازل من دون أي مقابل، وإعلان لبنان أن خطه التفاوضي هو الخط 23، يعدُّ خسارة منذ البدء، ونحن دفعنا كل شي وببلاش ونحن حققنا لإسرائيل ما تريده». وأشار ياسين إلى أن ما حصل مؤخراً، هو أننا تنازلنا وأعلنّا خطّنا ال 23، وإسرائيل حققت أهدافها بضربة واحدة، ونحن لم نستفد شيئاً». وكشف، أنه «كان لدينا خط أحمر قبل المفاوضات، وهو ألّا ننزل على التفاوض وتتم محاصرتنا بال 860 كلم، وقد حصلنا من الرئيس عون على موافقة على ذلك، وكان كل هدف الإسرائيلي والأمريكي في المفاوضات هو حشرنا ب«860 كلم» ولم ينجحوا ونحن لم نتنازل». وأضاف أن «نقطة البدء بالترسيم هي رأس الناقورة، وهذا مصدر خلاف كبير بقي لآخر يوم في المفاوضات». وشدد ياسين على أن «الخطين القانونيين»، هما «خط هوف» و«خط 29».
من جهة أخرى، اقتصرت ذكرى اغتيال الحريري على وقفة أمام ضريحه في جامع الأمين وسط بيروت، وأضيئت الشعلة الموجودة في مكان استشهاده في منطقة السان جورج، وعزفت موسيقى كشافة لبنان المستقبل لحن الموتى، والنشيد الوطني مع التحية. وشهد الضريح منذ ساعات الصباح، تقاطراً للوفود الشعبية والشخصيات السياسية والرسمية، حيث زاره رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ترافقه النائبة بهية الحريري، وأفراد من العائلة، وقرأوا الفاتحة على روحه. كما زار الضريح رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، والأسبق فؤاد السنيورة، إضافة لنواب حاليين وسابقين في «كتلة المستقبل».