عدن: «الخليج»
جددت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الخميس، التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ودعم طموحاته وتطلعاته، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة، فيما قال المبعوث الأممي لليمن، هانز جروندبرج، إن الأسابيع المقبلة تختبر التزام أطراف الصراع بالهدنة.
وأكدت، في البيان الذي ألقاه أمام المجلس نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، السفير محمد بوشهاب، عن ارتياحها لتزايد الزخم الإيجابي والتوافق غير المسبوق نحو إنهاء الحرب في اليمن بما يحقق السلام والأمن والاستقرار، مشيدة بالجهود الكبيرة المبذولة في سبيل تحقيق إنهاء النزاع، ومنها عقد مشاورات يمنية-يمنية برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربي من 29 مارس إلى 7 إبريل. وقد توجت تلك المشاورات التي شملت تمثيلاً واسعاً ومتنوعاً للمكونات السياسية والمجتمع المدني بالتوصل إلى توافق على رسم خارطة طريق نأمل أن تؤدي إلى حل سياسي دائم وشامل.
ورحبت الإمارات، في البيان، بقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي تشكيل مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية. وأعربت عن أملها أن تساهم هذه الخطوة في التوصل إلى حل سياسي دائم بين الأطراف اليمنية. وأكد البيان دعم الإمارات الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، والهيئات والجهات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه وإنهاء الأزمة، وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، وترسيخ تطلعات شعبه الشقيق في التنمية والازدهار.
إدانة هجمات الحوثي الإرهابية
وجددت الإمارات إدانتها الشديدة للهجمات الحوثية الإرهابية العابرة للحدود والتي تستهدف منشآت مدنية في المملكة كان آخرها الهجوم الإرهابي على منشأة نفطية في مدينة جدة والتي أدانها المجلس في بيانه الصحفي الصادر في 4 إبريل. كما دعت الحوثيين إلى اغتنام هذه الفرصة الثمينة والتوقف عن المزايدات وذلك عبر الانخراط جدياً في الجهود الحثيثة لإنهاء الحرب في اليمن. وحثت جميع الأطراف على العمل مع المبعوث الخاص لإحراز المزيد من التقدم في تنفيذ إجراءات بناء الثقة ومنها تبادل الأسرى وفتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز والعمل على تحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم للأعمال العسكرية والعدائية.
جهود التسوية الشاملة
وقال المبعوث الأممي لليمن، هانز جروندبرج، إن الأسابيع المقبلة تختبر التزام أطراف الصراع بالهدنة. وأضاف في كلمة ألقاها بمجلس الأمن الدولي، أن هذا هو وقت بناء الثقة، لافتاً إلى أن اليمن يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي الآن أكثر من أي وقت مضى. وكشف عن جهود للتحرك نحو التوصل إلى نهاية شاملة وسلمية ومستدامة للنزاع، مضيفاً أن مجلس الأمن يعمل مع الأطراف للبناء على عناصر الهدنة من أجل الحفاظ عليها. وقال إن العمليات العسكرية في محيط مأرب مثيرة للقلق، وذلك في إشارة إلى هجمات الحوثيين البرية. وأشار المبعوث إلى التزام قوات التحالف العربي بالهدنة الإنسانية وعدم وقوع أي ضربات جوية داخل اليمن، لافتاً إلى أنه منذ سريان الهدنة حدث انخفاض كبير في العنف.
إشادة بالسعودية والإمارات
بدورها، حثت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، ليندا توماس-جرينفيلد، الأطراف اليمنية، على الامتثال للهدنة ووقف كل العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود. كما قالت «نرحب بدعم السعودية ودولة الإمارات للاقتصاد اليمني».
وأعرب وكيل الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، عن قلقه الشديد بشأن استمرار ميليشيات الحوثي في اعتقال موظفي الهيئة الأممية في صنعاء. ورأى غريفيث أن الهدنة الإنسانية في اليمن، «خطوة مهمة نحو تخفيض النزاع»، مشيراً إلى أن شحنات الوقود تصل تباعاً إلى ميناء الحديدة وأن أعداد الضحايا يتراجعون. وأشار غريفيث إلى أن سكان تعز اليمنية يعانون من الحصار منذ سنوات من قبل ميليشيات الحوثي، معرباً عن أمله أن تساهم الهدنة في تسهيل الوصول إلى تعز. وأشاد بدور السعودية ودولة الإمارات في دعم العملة اليمنية للتعافي، مؤكدا أن اليمنيين بحاجة لمساعدات إنسانية، وأن الأمم المتحدة بحاجة لمزيد من التمويل للبرامج الإنسانية في اليمن.