خلفت موجة الحر التي ضربت عدة دول في العالم عشرات القتلى في المكسيك، وحرائق في تركيا، وانقطاع للتيار الكهربائي غرب البلقان، فيما تسببت الفيضانات، التي اجتاحت النيجر وأجزاء من الصين، بوفاة العشرات والكثير من الدمار وآلاف المنكوبين.
في المكسيك، سجّلت البلاد 155 حالة وفاة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة منذ آذار/مارس، من بينها 30 حالة الأسبوع الماضي وحده، وفق ما أعلنت الحكومة المكسيكية. وعانى 2567 شخصاً على الأقل مشاكل صحية مرتبطة بالحرارة المرتفعة منذ 17 آذار/مارس، وفق ما جاء في التقرير الأسبوعي لوزارة الصحة، علما أن موسم الحر يستمر إلى 5 تشرين الأول/أكتوبر.
وحطّمت 10 مدن مكسيكية المستويات القياسية لدرجات الحرارة المرتفعة في شهر أيار/مايو، مع أعلى درجة حرارة على الإطلاق سجّلت في مدينة مكسيكو في 25 أيار/مايو.
وفي الوقت نفسه، نفقت عشرات القردة في جنوب المكسيك مع ارتفاع درجات الحرارة. وانخفضت المياه في الكثير من السدود إلى مستويات حرجة، على الرغم من هطول الأمطار في بعض المناطق التي ضربتها العاصفة المدارية «ألبرتو» هذا الأسبوع.
وفي تركيا، قضى ما لا يقل عن 11 شخصاً في حرائق الغابات التي اندلعت في عدة قرى بجنوب شرق تركيا، على ما أعلنت السلطات، أمس الجمعة. وكتب وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة على منصة إكس: «فقد 11 شخصاً حياتهم»، وأكد إصابة 78 شخصاً آخر جراء الحرائق نقل بعضهم إلى المستشفى، مشيراً إلى أن خمسة منهم في العناية المركزة. وخلفت النيران مساحات شاسعة من الأراضي المتفحمة والمسودة في عدة مناطق بإقليمي ديار بكر وماردين.
وفي غرب البلقان تسببت موجة الحر بانقطاع الكهرباء على نطاق واسع، أمس الجمعة، ما تسبب بضغط على شبكة الكهرباء. وقال مزود الكهرباء الرئيسي في البلاد إن التيار الكهربائي انقطع في معظم أنحاء الدولة الواقعة على البحر الأدرياتيكي.
وقال وزير الطاقة والمناجم في مونتينيغرو ساسا موجوفيتش لوسائل الإعلام المحلية إن انقطاع التيار الكهربائي سببه موجة الحر. وأضاف: «حصلت زيادة مفاجئة في الاستهلاك بسبب ارتفاع درجات الحرارة».
أما في كرواتيا، فقد انقطعت الكهرباء أيضاً عن مساحات واسعة من المناطق الساحلية في جنوب دالماتيا، وقالت شركة الكهرباء الوطنية الكرواتية في بيان نشرته أمس الجمعة: «إن انقطاع إمدادات الكهرباء في أجزاء من كرواتيا كان بسبب الاضطرابات الجوية التي أثرت في عدة دول».
وفي البوسنة انقطعت الكهرباء أيضاً عن العاصمة ساراييفو، وقال مدهيتا كورسباهيتش المتحدث باسم شركة الكهرباء في البوسنة والهرسك إن «السبب الدقيق لانقطاع التيار الكهربائي لا يزال مجهولاً لكننا نفترض أنه يعود إلى زيادة» في الاستهلاك.
في المقابل، أدت الأمطار الغزيرة التي تهطل على النيجر والفيضانات الخطِرة التي تتسبب بها، في مقتل 21 شخصاً وتضرر ستة آلاف آخرين منذ نهاية أيار/مايو، وفق ما أعلن مسؤولون أمس الجمعة، وقال المدير العام للحماية المدنية في النيجر الكولونيل بو بكر باكو عبر التلفزيون العام: «حتى 20 حزيران/يونيو، لدينا في كل أنحاء البلاد، 5926 منكوباً و21 حالة وفاة بينها 8 بسبب الغرق و13 بسبب انهيار منازل».
وأضاف أنه تم تسجيل 26 إصابة ونفوق نحو 4000 رأس من الماشية بسبب الفيضانات.
وقال باكو إن منطقة مارادي (وسط جنوب) هي الأكثر تضرراً مع 14 قتيلاً و2404 منكوبين. وبقيت العاصمة نيامي وسكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، والتي عادة ما تشهد فيضانات قاتلة، حتى الآن في منأى عن الفيضانات.
أما الصين، فقد شهدت هي الأخرى موجة فيضانات أمس الجمعة، أدت إلى مقتل 38 شخصاً على الأقل، وشهدت البلاد فيضانات وانهيارات طينية ناجمة عن الأمطار الغزيرة جنوب الصين. وأدت الأمطار الغزيرة في مدينة ميتشو بإقليم قوانغدونغ إلى فيضانات وانهيارات طينية دمرت آلاف المنازل، وألحقت أضراراً بطرق ومحاصيل، وعطلت الاتصالات وإمدادات الطاقة. (وكالات )