بعد إعلان إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، مجدداً عن تأجيل عودة مركبة الفضاء «ستارلاينر» التابعة لشركة بوينغ المبتلاة حالياً بالعديد من المشاكل إلى الأرض من محطة الفضاء الدولية، ثارت التساؤلات حول طبيعة الأعطال التي أدت إلى هذا التأجيل، خصوصاً أنه جاء دون الإعلان عن موعد آخر للعودة، في الوقت الذي ضجت منصة إكس بمطالبات لإيلون ماسك بالتدخل لإعادة رائدي الفضاء اللذين على متنها.
ناسا أرجعت هذا التأجيل إلى الحاجة لإتاحة المزيد من الوقت لمراجعة أمور تقنية واجهتها، لكن رواد فضاء بوينج ستارلاينر، ما زالوا عالقين في محطة الفضاء الدولية، فيما يسابق المهندسون على الأرض الزمن لإصلاح مشاكل متعددة.
التأجيل الثالث لرحلة العودة أصاب المتابعين بالقلق على مصير رائدي الفضاء، وبحسب ما ذكر موقع نيويورك بوست، فإن أمام المهندسين على الأرض 45 يوماً فقط لإصلاح الأعطاب وإعادتهما.
ويقول مسؤولون: إن وحدة العودة لمركبة ستارلاينر متصلة بوحدة هارموني التابعة لمحطة الفضاء الدولية، لكن هارموني بها وقود محدود ما يجعل نافذة رحلة العودة الآمنة تضيق بشكل متزايد.
وذكرت شبكة «سي إن إن»، أن المشاكل التي واجهتها ستارلاينر شملت خمسة محركات دفع توقفت فجأة عن العمل، إضافة إلى سلسلة من تسربات الهيليوم.
وحثت منشورات على موقع إكس إيلون ماسك، إلى إنقاذ رواد الفضاء بإحدى مركباته الفضائية سبيس إكس دراغون.
وقال أحد المتابعين عبر منصة إكس: «ما مدى خطورة ستارلاينر التابعة لشركة بوينغ؟ قد تحتاج سبيس إكس لإنقاذ روادها من محطة الفضاء الدولية». وكتب الكابتن كورونادو: «تنهار بوينغ ستارلاينر حرفياً في الفضاء الآن». وفي الوقت الذي شبه بعضهم المركبة ب«مصيدة الموت»، رأى آخرون أن الموقف ليس خطيراً كما يبدو.
وقال خبير الفضاء جوناثان ماكدويل لصحيفة «ذا بوست»: إنه من الممكن «تفقد بعض المحركات الدافعة ولا تزال بخير لأن هناك الكثير منها، ولكن»المهندسين يسعون حالياً إلى التأكد من أن هذه المشاكل لا تخفي ما هو أكبر».
وقال ماكدويل: إنه في أسوأ السيناريوهات، سيتعين على رواد الفضاء الانتظار حتى تقوم مركبة الفضاء دراغون التابعة لماسك برحلتها المقررة إلى محطة الفضاء الدولية في أغسطس.
وبعد سنوات من التأخير والتوقف مرة واحدة في اللحظة الأخيرة، انطلقت كبسولة ستارلاينر التابعة لشركة بوينج أخيراً في أول رحلة مأهولة لها من محطة كيب كانافيرال الفضائية بولاية فلوريدا في 5 يونيو، وهي تقل رائدي الفضاء الأمريكيين بوتش ويلمور، وسوني وليامز. وبعد اختبارها برحلتين غير مأهولتين منذ عام 2019، واجهت المركبة ستارلاينر هذه المرة خمسة أعطال في إجمالي 28 محرك دفع وتسرباً خمس مرات لغاز الهيليوم المخصص لزيادة ضغط تلك المحركات.