أظهرت إحصائية حديثة أن جو بايدن، ودونالد ترامب، أكبر بنحو 16 عاماً على الأقل، من متوسط أعمار زعماء وقادة العالم، وفق صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ويشير التقرير إلى أنه عندما يصعد الرئيس بايدن (81 عاماً) والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب (78 عاماً) إلى مرحلة المناظرة، يوم غد الخميس، سيدخلان التاريخ باعتبارهما أقدم مرشحي الحزبين الرئيسيين في التاريخ الأمريكي، يتنافسان على الوصول إلى المكتب البيضاوي.
كما أوضح أنه في الولايات المتحدة، يميل الرؤساء إلى أن يكونوا أكبر سناً بسبب الطريقة المتبعة هناك، إذ يقول كيفن مونجر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية بنسلفانيا، إن نظام الحزبين في أمريكا يعني أنه يتعين عليك العمل بشكل أساسي داخل الحزب من أجل التقدم إلى النقطة التي يمكنك فيها أن تصبح المرشح فعلياً.
وأشار إلى أنه عندما تم انتخاب الرئيس السابق، باراك أوباما، وهو في السابعة والأربعين من عمره، فإن شبابه وقِصر وقته في السياسة الوطنية جعل نجاحه مفاجأة، وهذا أيضاً هو ما دفع الناخبين الشباب إلى أن يكونوا، على حد تعبير استطلاع أجراه مركز بيو عام 2008، «نشطين بشكل غير عادي في الحملة الانتخابية».
وأكد التقرير ان الحديث عن مسألة العمر في الولايات المتحدة يعتبر من الأمور الحساسة، لأنه غالباً ما يرتبط بتلميحات عن اللياقة العقلية، وكثيراً ما لجأ ترامب للحديث عن عمر بايدن، ولياقته، أو كما يطلق عليه «بايدن النائم».
وفي تصريح لافت، قال ترامب أثناء حملته الانتخابية في صيف عام 2020: «الرجل لا يعرف حتى أنه على قيد الحياة». لكنه تراجع عن ذلك في ذكرى ميلاده الثامن والسبعين، وهو العمر الذي كان عليه بايدن، عندما تم تنصيبه لأول مرة، وقال في مايو/ أيار إن:«جو بايدن ليس أكبر من أن يصبح رئيساً.. وليس قريباً حتى من ذلك». وفي 14 يونيو/ حزيران، نشر بايدن على منصة إكس متمنياً لترامب ذكرى ميلاد سعيدة، بالقول: «خذها من رجل عجوز إلى آخر: العمر مجرد رقم».
ويبدو أن أوروبا تخالف هذا الاتجاه، فهناك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، 46 عاماً، ورئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، 46 عاماً، والأيرلندي تاويستش سيمون هاريس، 37 عاماً. وقال جان بيرز، الباحث في معهد العلوم السياسية بجامعة جوته في فرانكفورت، إن زعماء أوروبا أصغر سناً لأن شعبية الأحزاب القائمة تراجعت في العقود الأخيرة. وقد أتاح هذا «الفرص للسياسيين الشباب لإنشاء أحزاب سياسية جديدة ودخول مناصبهم»، وعلى سبيل المثال، أسس ماكرون حزبه قبل وقت قصير من توليه الرئاسة، وهو في التاسعة والثلاثين من عمره.
ويؤكد دانييل ستوكيمر، الأستاذ في كلية الدراسات السياسية بجامعة أوتاوا، أنه في بعض الأحيان قد يؤثر العمر في القضايا التي يتبناها القائد، موضحاً: «لن أقول حتى إن جو بايدن لا يفعل شيئاً من أجل الشباب.. ولكن يجب أن يكون هناك هذا الارتباط العاطفي».