طالبت الولايات المتحدة والمانيا بأن يكون للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها دور رئيسي في حُكم غزة بعد انتهاء الحرب في القطاع، في وقت كشفت تقارير إسرائيلية أن الصدام مستمر بين القاهرة وتل أبيب حول مسألة معبر رفح وسيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا المحاذي لحدود مصر مع غزة، كما هاجمت مصر إسرائيل لعدم التزامها بتأمين حماية المساعدات، في حين جددت حركة حماس رفضها أي اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن القاهرة رفضت مقترحاً إسرائيلياً جديداً يسمح بخروج عدد من الجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح تحت قيادة إسرائيل، مشيرة إلى أن الاقتراح الإسرائيلي الذي رفضته القاهرة رفضاً قاطعاً زاد من هذا الصدام. وقالت إن سبب الرفض كان في ضوء اشتراط استكمال إجراءات السفر الخاصة أولاً على الجانب المصري من المعبر، بعد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، وجاء الرفض المصري بناء على موقف القاهرة المتمسك ب «ضرورة تشغيل المعبر تحت إدارة فلسطينية». وتابعت معاريف أن القيادة المصرية ترى أن «التحرك الإسرائيلي الأخير يهدف إلى فرض أمر واقع، خاصة بعد تدمير المعبر بالكامل من الجانب الفلسطيني، ورفض اتخاذ الترتيبات اللازمة لترميمه أو السماح لعناصر فلسطينية بإدارته بشكل كامل». ومن جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، رفض مصر استيلاء بعض العناصر على المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى رفح الفلسطينية. وهاجم الوزير خلال اتصال هاتفي من سيغريد كاخ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، الجانب الإسرائيلي بسبب عدم التزامه بحماية المساعدات وضمان وصولها إلي مستحقيها.
من جهة أخرى، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك والسفير الأمريكي لدى إسرائيل جاكوب ليو الليلة قبل الماضية خلال مؤتمر في هرتسليا الإسرائيلية بأن يكون للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها دور رئيسي في حُكم غزة بعد انتهاء الحرب في القطاع. وقال السفير الأمريكي: يجب أن تكون السلطة الفلسطينية جزءاً من «اليوم التالي» لانتهاء الحرب في قطاع غزة، مشدّداً على الحاجة إلى «إدارة مدنية» للقطاع بعد الحرب. وأضاف ليو «علينا أن نجد طريقة لجعل هؤلاء الأشخاص يعملون معاً بطريقة تناسب احتياجات الجميع. أعتقد أنّ هذا الأمر ممكن»، مشيراً إلى أنّ وجود سلطة فلسطينية في غزة يمكن أن يكون مفيداً أيضاً لإسرائيل. وجدّد السفير الأمريكي التأكيد على أنّ الولايات المتّحدة تؤيد «حلّ الدولتين»، أي قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل وتضمن «أمن وكرامة» الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أعلنت بيربوك عن مساعدات إضافية لغزة بقيمة 19 مليون يورو (20.3 مليون دولار) وانتقدت أطرافاً في الحكومة الإسرائيلية بسبب أفعال قالت إنها تقوض أمن البلاد على المدى البعيد. وقالت، خلال زيارتها إلى إسرائيل، «تزايد أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون ينشر الخوف والرعب في الضفة الغربية مع تعميق الكراهية».
في غضون ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن الحركة ترفض أي اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأكد هنية أن موقف الحركة لن يتغير في أي مرحلة من المراحل. وأضاف هنية في تصريح صحفي عقب فيه على مقتل 11 فرداً من عائلته بينها شقيقته: «إذا كانت إسرائيل تظن أن استهداف أهلي وعائلتي سيغير من مواقفنا ومقاومتنا فهي واهمة لأن كل ضحية في غزة وفلسطين هو من أهلي ومن عائلتي».
إلى ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن يوري أوشاكوف مستشار الكرملين للسياسة الخارجية القول أمس الثلاثاء إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور روسيا. وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن أوشاكوف لم يكشف عن موعد الزيارة لكنه أكد أنه تم الاتفاق على توقيتها بالفعل. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن عباس كان يعتزم زيارة روسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي لكن الزيارة تأجلت بناء على طلب من الجانب الفلسطيني.