في الوقت الذي يخطط معسكر الرئيس الأمريكي جو بايدن لجر منافسه دونالد ترامب لمناطق استفزازية خلال المناظرة المرتقبة بينهما الخميس المقبل، فإن مستشاري الرئيس السابق يحاولون تحصينه ضد الانجراف إلى تلك المساحة، وضبط النفس أمام أي أسئلة استفزازية محتملة.
وما يساعد على خلق أجواء استفزازية خلال المناظرة، هو أن كلا المرشحين للانتخابات الأمريكية، شغل منصب الرئيس في سابقة تاريخية، ومن ثم سيكون على ترامب وبايدن الدفاع عن سجلاتهما في البيت الأبيض، وبالتالي سيتصادمان في ظل ظروف فريدة عندما سيكون لدى شبكة سي إن إن القدرة على إسكات ميكروفونات المرشحين دون وجود عامل الجمهور في الاستوديو.
ويدخل بايدن وترامب المناظرة مع مخاوف واسعة النطاق بشأن اللياقة البدنية والشخصية للمنصب، فضلاً عن كونها معروفين جيداً للرأي العام العالمي، وبالتالي كل تصريح أو رد منهما سيخضع للتدقيق وفق تصرفات وقرارات اتخذها كل منهما في السابق.
ووفق تقرير لقناة إن بي سي نيوز الأمريكية، فإن معسكر الديمقراطي جو بايدن يعكف على دراسة تصريحات منافسه دونالد ترامب، والتي كثيراً ما تأتي صارخة، وذلك لمحاولة اصطياد الكلمات القادرة على استفزازه خلال المناظرة، ويشير مراقبون إلى أن بايدن سيحاول استغلال «تهور ترامب» وإخراجه عن التمسك بالردود المعدة.
وتوضح المصادر أنه في حال حاول ترامب ضبط النفس والظهور برزانة أكبر فسيسعى بايدن على مدار 90 دقيقة إلى إظهار ما يصفه مستشاروه بـ«ترامب الحقيقي». ويؤكد نائب الرئيس السابق دان كويل، وهو جمهوري: «إذا كنت سأنصح بايدن، فسأحاول أن أسخر من ترامب. حاول أن تسخر منه. وهذا سيثير جنونه».
ويبدو أن ترامب متفطن جيداً لتلك النقطة، فقد قال خلال تجمع حاشد في فيلادلفيا، موجهاً كلامه لحشد من مؤيده: «هل يجب أن أكون قاسياً وسيئاً وأقول فقط: «أنت أسوأ رئيس في التاريخ؟ أم يجب أن أكون لطيفاً وهادئاً وأدعه يتكلم؟»، وبالتالي فإن المناظرة بأكملها قد تتوقف على قدرة أحد المرشحين على استفزاز الآخر.
وإذا كانت أكثر الكلمات استفزازية لترامب هي وصفه بـ«الخاسر»، فبالتالي سيعمل بايدن على تذكيره بخسارته لانتخابات 2020، وما تلاها من اقتحام مبنى الكابيتول والتحريض على التمرد في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
ويحاول مستشارو ترامب نشر الثقة في معسكرهم وقد قال الرئيس المشارك للحملة، ميتش لاندريو، إنه لا يهم حقاً كيف سيظهر ترامب، مضيفاً: «إذا أتى مضطرباً، كما هي الحال في معظم الأوقات، أو جلس هادئاً، فسيعرف الناس أنه مجرم مدان تمت محاكمته مرتين».
في المقابل، فإن هناك فريقاً في معسكر بايدن يرى أنه لا حاجة إلى استفزاز ترامب لقول أشياء معينة؛ بل محاولة الظهور بمظهر الرجل الناضج القادر على تحمل المسؤولية واستكمالها.
أما ترامب فيتحضر للإجابة عن أسئلة حول التهديدات التي تواجه الديمقراطية الأمريكية ووعده بالعفو عن مثيري الشغب المتورطين في هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول. وقد أخبر رفاقه بأنه سيؤكد أنه سيتعامل مع العفو الصادر في 6 يناير/كانون الثاني على أساس «كل حالة على حدة» وسيميز بين أولئك الذين ارتكبوا أعمال عنف وأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
ويركز ترامب بشكل خاص على ثلاثية من التطورات التي يعتقد أنها تصور إدارته في ضوء أكثر إيجابية، وهي ارتفاع التضخم، والتورط الأمريكي في حربين خارجيتين جديدتين، وزيادة في المعابر الحدودية منذ ترك منصبه، وهو ما يدفعه لإلقاء اللوم بانتظام على سياسات بايدن.