«الخليج» – وكالات
يحكم عشاق الساحرة المستديرة في أغلب الأحيان على أداء فرقهم أو منتخبات بلادهم منذ التمريرات الأولى للاعبيهم أو أول مباراة على أقصي تقدي، وعليه يبنون التصورات لما سيكون عليه الاداء العام خلال باقي البطولة ويحددون افتراضاً ما ستحققه فرقهم خلالها.
ولكن بالنظر في تاريخ كرة القدم والوقوف على مقتطفاته لاسيما على مستوى المنتخبات تجد ما يضرب بهذه النظريات عرض الحائط، حيث تعرضت عشرات المنتخبات لبدايات متواضعة أو ربما سيئة في بعض البطولات، تحولت في نهاية المسار انتصارات أسطورية بقيت مخلدة في جداريات التاريخ حتى الان.
وفي ما يلي سرد تاريخي لبعض المنتخبات التي حققت انتصارات لا تنسى بعد افتتاحيات خيبت آمال جماهيرها والمحللين..
جاءت بعض الانتصارات التي لا تنسى في كأس العالم بعد بدايات متواضعة، إذ تعافت الأرجنتين في مناسبتين من الانتقادات لتفوز باللقب أو تبلغ النهائي.
وكانت خسارتها في مستهل مشوارها كحاملة للقب في كأس العالم 1990 أمام الكاميرون من أكبر المفاجآت في تاريخ الرياضة، لكنها تقدمت لمرحلة خروج المغلوب في المركز الثالث بالمجموعة وخسرت في النهائي أمام ألمانيا.
وفي عام 2022، صُنفت خسارتها أمام السعودية من ناحية الإحصاءات على أنها أكبر مفاجأة في تاريخ كأس العالم لكن لم يكن أحد يتحدث عن ذلك بعد شهر عندما رفع ليونيل ميسي اللقب.
في كأس العالم 1966تعرض المنتخب الإنجليزي لانتقادات واسعة بسبب التعادل السلبي في المباراة الافتتاحية أمام أوروغواي، وظن الجميع آنذاك أن منتخب إنجلترا بعيد كل البعد عن الأدوار النهائية للمونديال، لكن حققت إنجلترا خلال البطولة نفسها أعظم انتصار لها وهو الفوز بكأس العالم.
وفي كأس العالم 1986، خسرت إنجلترا أمام البرتغال وتعادلت سلبياً مع المغرب، وبعد سلسلة من الإصابات وتعرض اللاعبين للإيقاف منح المدرب بوبي روبسون حرية الحركة للاعب المفضل لدى الجماهير جلين هودل، ليتحسن أداء الفريق الذي غادر لسوء الحظ من دور الثمانية بعدما سجل دييجو مارادونا هدفه الشهير بيده.
وفي قصة مماثلة بعد 4 سنوات عاشت إنجلترا أحداثاً قريبة من تلك، حيث تفوقت على مصر ليصعد فريق المدرب روبسون لصدارة المجموعة بعد أن سجل هدفين، وذلك عقب تعادلين بأداء باهت، وتقدم الفريق في البطولة بعد تعديلات خططية جزرية بمستوى ثابت، ولكن بعد أسبوعين تعرض للخسارة بركلات الترجيح أمام ألمانيا الغربية في الدور قبل النهائي، ولا تزال هذه التشكيلة هي ثاني أفضل تشكيلة للبلاد بعد النجاح الذي تحقق عام 1966.
ولا يزال يتم تذكر صيف عام 1996 الرائع، حين استضافت إنجلترا بطولة أوروبا، بهدف بول جاسكوين الرائع أمام أسكتلندا والفوز الرائع على هولندا قبل خسارة مؤلمة أمام ألمانيا بركلات الترجيح في الدور قبل النهائي وهي نتيجة منعت كرة القدم من العودة إلى مهدها.
وفي بطولة أوروبا 2020 تعادلت انجلترا أمام سويسرا على ملعب ويمبلي الأمر الذي دفع وسائل الإعلام إلى مهاجمة اللاعبين، ولم تتمكن إنجلترا من تحقيق النجاح المأمول على ملعبها مجدداً في بطولة 2020، وسجلت هدفين مرة أخرى خلال أداء متواضع في دور المجموعات قبل أن تثبت نفسها وتبلغ النهائي للمرة الأولى لكنها خسرت اللقب لصالح إيطاليا.
- البرتغال والدنمارك
خلال الدور قبل النهائي، تفوقت إنجلترا على الدنمارك التي حققت تحولاً مذهلاً بعد خسارتها في أول مباراتين في دور المجموعات.
وكانت نتائج الدنمارك عام 1992 أكثر سوءاً من رحلة إنجلترا لنهائي عام 2020، بعدما توجت باللقب رغم أنها استهلت مشوارها بالتعادل والهزيمة في بطولة لم يكن من المفترض أن تشارك فيها لولا حرمان يوغسلافيا من اللعب.
وشهدت بطولة أوروبا 2016 انطلاقة متواضعة للبرتغال بعدما تعادلت 3 مرات في دور المجموعات لتتأهل مستفيدة من تقدم أفضل 4 فرق حلت في المركز الثالث، وشقت طريقها لتفوز ببطولة كبرى لأول مرة.
بدأت إيطاليا انتصارها المثير عام 1982 ب3 تعادلات باهتة أمام بولندا وبيرو والكاميرون، ما جعل وسائل الإعلام المحلية تطالب باستبعاد باولو روسي المهاجم العائد لتشكيلة المنتخب وقتها.
لكن روسي أحرز ثلاثية في مرمى البرازيل وأضاف هدفين في الدور قبل النهائي وافتتح التسجيل في النهائي أمام ألمانيا الغربية ليصبح معشوق الجماهير في البلاد.
جاءت أعظم انتصارات إسبانيا والفوز بكأس العالم 2010 بعد بداية غير مبشرة عندما خسرت بطلة أوروبا مباراتها الافتتاحية أمام سويسرا ثم تخطت هندوراس وتشيلي بصعوبة قبل أن تسير بثقة لحصد اللقب للمرة الأولى.
في إفريقيا خسرت مصر المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا عام 1986 أمام السنغال بهدف بوكاندي، ثم توجت بلقب البطولة على نفس الملعب (ملعب القاهرة الدولي).
وفي مباراة دور نصف النهائي أحرز نجم مصر طاهر أبو زيد هدفاً من تسديدة صاروخية في مرمى الحارس بادو الزاكي، لتفوز مصر على المغرب بهدف للاشيء..
وأقيمت المباراة النهائية بين مصر المستضيفة والكاميرون حاملة اللقب، في استاد القاهرة، وسط حشد جماهيري اقترب من ال100 ألف متفرج يتقدمهم الرئيس المصري وقتها حسني مبارك، حيث حكم التعادل السلبي مجريات الوقتين الأصلي والإضافي للقاء، قبل أن تبتسم ركلات الترجيح لمصلحة المنتخب المصري 4/5 بعد تألق لافت للحارس المصري الراحل ثابت البطل، لتحرز مصر لقبها الثالث تاريخياً، والأول بعد غياب دام 27 عاماً منذ إحراز لقب 1959.
في كأس الأمم الإفريقية أيضاً هذا العام عندما خسرت ساحل العاج «كوت دي فوار» صاحبة الضيافة وصاحبة التاريخ الكبير 4-0 أمام غينيا الاستوائية الصاعدة في آخر مباريات دور المجموعات.
لكنها انتفضت بعد إقالة مدربها وتأهلت لدور ال16 ضمن أفضل 4 منتخبات حلت في المركز الثالث، وفازت بركلات الترجيح على السنغال حاملة اللقب قبل استعادة مستواها والتفوق على نيجيريا، التي فازت على ساحل العاج في دور المجموعات في النهائي.