كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان أن الولايات المتحدة تعتبر أنها اتّخذت «العقوبات الرئيسية» في حقّ موسكو ولا بدّ الآن من التركيز على تطبيقها، لاسيّما في ما يخصّ محاولات الالتفاف عليها، في وقت جمدت لندن أصولاً بقيمة 12 مليار يورو عائدة لمقرّبين اثنين من اوليغارشي صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واحتجزت ألمانيا يختاً فاخراً لأوليغارشي آخر.
مصادرة أصول لتمويل إعادة الإعمار
وقال ساليفان خلال ندوة «نعتبر أننا فرضنا العقوبات الرئيسية،لكن التركيز سينصبّ في الأيام المقبلة» على التصدّي لمحاولات «التهرّب منها» من خلال التفاف روسيا على التدابير المتّخذة في حقّها. وأردف «سوف ندلي بإعلانات خلال الأسبوعين المقبلين للكشف عن الجهات التي تحاول تيسير هذا التهرّب داخل روسيا وخارجها على حدّ سواء».
وتابع ساليفان «لا شكّ في أن مسألة الطاقة في أوروبا لا تزال مطروحة وتجري مناقشات في هذا الشأن» بين الغربيين.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي بخصوص ثروات الأغنياء الروس التي باتت مجمّدة بسبب العقوبات، كيخوتهم وأصولهم المالية، إن «الهدف لا يقضي بإعادتها إلى أصحابها عند انتهاء النزاع». واستطرد قائلاً «هدفنا هو استخدامها استخداماً أفضل». وأضاف «نعرف بعض السبل لذلك ونفكّر ملياً في وسائل أخرى من الممكن تطويرها».
وكان بعض النوّاب الأمريكيين قد دعوا إلى بيع الأصول الروسية المشمولة بعقوبات أو تصفيتها لتمويل إعمار أوكرانيا بعد الحرب.
عقوبات على مقربين
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة فرضت عقوبات على اثنين من الأثرياء على اعتبارهما مقربين الاوليغارشي الروسي رومان أبراموفيتش، وهما يوجين تينينباوم وديفيد دافيدوفيتش في إطار الاجراءات المتخذة رداً على العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
ويخضع كل من تينينباوم من الجنسية الكندية ودافيدوفيتش من الجنسية الروسية لتجميد أصول بقيمة 10 مليارات جنيه إسترليني (12 مليار يورو)، وهو الأكبر الذي فرضته المملكة المتحدة على الإطلاق.
وتؤكد لندن أن يوجين تينينباوم يعرّف نفسه كأحد أقرب شركاء أبراموفيتش في مجال الأعمال. وتولى إدارة شركة استثمارات مرتبطة به هي «إيفرينغتون انفستمنتس ليميتد» في 24 فبراير، مباشرة بعد دخول روسيا الى أوكرانيا. وهو أحد المديرين غير التنفيذيين لعملاق الصلب «إيفراز» الذين استقالوا في أعقاب وضع أبراموفيتش المساهم الرئيسي في المجموعة، على قائمة العقوبات البريطانية.
ودافيدوفيتش قدمته مجلة فوربز على أنه متعاون أكثر تكتماً مع أبراموفيتش. ومنع دافيدوفيتش أيضاً من الإقامة في المملكة المتحدة.
احتجاز أكبر يخت في العالم
حجزت السلطات الألمانية رسمياً على أكبر يخت في العالم يعود للأوليغارشي الروسي أليشر عثمانوف، في إطار العقوبات المفروضة على روسيا، وفق ما أفاد مصدر في الشرطة.
و«ديلبار» هو يخت طوله 156 متراً تقدّر قيمته بحوالي 600 مليون دولار بحسب مجلّة «فوربز» وهو قيد التصليح منذ اكتوبر/ تشرين الأول 2021 في حوض بناء السفن «بلوم+فوس» في هامبورج.
وكانت الجمارك الألمانية تترصّده منذ عدّة أسابيع، لكن لم يتسنّ لها مصادرته رسمياً من قبل بسبب خلاف قضائي.
وفي نهاية المطاف، نجحت الشرطة القضائية الفيدرالية في ألمانيا «بعد تحقيقات طويلة ورغم محاولات التستّر عبر شركات أوفشور في تحديد الجهة المالكة لليخت وهي غولباخور إسماعيلوفا شقيقة أليشر عثمانوف». وأوضحت الشرطة عبر حسابها على «تويتر» أن «اليخت الفاخر بات مشمولاً بالعقوبات وتسنّت مصادرته في هامبورج».
الملياردير الروسي، كما شقيقته، يخضع للعقوبات الأوروبية في حقّ الأثرياء المقرّبين من أوساط السلطة الروسية وأفراد عائلاتهم. واحتلّ عثمانوف (68 عاماً) المرتبة السادسة في تصنيف أثرى أثرياء بريطانيا الذي أصدرته «صنداي تايمز» سنة 2021. وهو من بين عشرات الأثرياء الروس الخاضعين لعقوبات غربية اتّخذت منذ 24 فبراير الماضي.(وكالات)