قدم مسؤولون أمريكيون، أمس الخميس، شرحاً تفصيلياً بشأن مئات شحنات الأسلحة الأمريكية التي أرسلت إلى إسرائيل، خلال الاجتماعات مع وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، عند زيارته إلى واشنطن، فيما حذر الاتحاد الأوروبي، من استمرار الوضع الإنساني «الكارثي» بقطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة لنحو 9 أشهر.
وبحسب ما نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، قدم المسؤولون الأمريكيون شرحهم، في محاولة لدحض مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يؤخر إرسال المساعدات العسكرية. وجمع المسؤولون الأمريكيون الذين اجتمعوا مع غالانت هذا الأسبوع، خبراء من كافة أجهزة الحكومة للمشاركة في مناقشات تناولت بالتفصيل الدقيق الوضع الحالي لشحنات الأسلحة. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: «لقد أتيحت لنا فرصة جيدة للغاية للجلوس مع خبراء من الحكومة ودراسة كل حالة على حدة». وأرجع المسؤول ادعاءات نتنياهو التي أدلى بها عدة مرات خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك في مقطع فيديو باللغة الإنجليزية تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى «سوء الفهم» من جانب الإسرائيليين. وذكر المسؤول الأمريكي: «هناك أشياء تحدث كل يوم حرفياً من الحكومة الأمريكية والنظام الإسرائيلي، وكنا قادرين على مراجعة كل شيء»، مضيفاً أن الولايات المتحدة كانت قادرة على توضيح وضع بعض الشحنات خلال عملية التسليم المعقدة. وصرح المسؤول بأن هناك «تقدماً حقيقياً» في تطوير فهم تلك العملية وتحديد أولويات بعض الحالات، مؤكداً أن هناك اتفاقاً على تحديد أي «أوجه قصور» في المستقبل. وأضاف: «هذه مهمة ضخمة، ولم يتم إيقاف أي شيء سوى تلك الشحنة الواحدة»، في إشارة إلى القنابل التي أوقفها بايدن مؤقتاً الشهر الماضي. وذكر أن هناك مناقشات مستمرة حول كيفية حل هذا التوقف المؤقت.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول أمريكي كان يقدم إفادة صحفية عن اجتماع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان مع غالانت، إن الحكومتين ما زالتا تجريان مناقشات حول الشحنة الوحيدة من القنابل الثقيلة التي علقها بايدن في أوائل مايو بسبب مخاوف من أن الأسلحة قد تتسبب في مقتل عدد أكبر من الفلسطينيين في غزة. وأضاف المسؤول أن الأسلحة الأمريكية الأخرى ستظل تتدفق إلى إسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه الحرب في غزة، وفي الشمال على الحدود مع لبنان.
من جهة أخرى، قال مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تصريحات صحفية قبيل اجتماعات المجلس الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، إن «وقف إطلاق النار الذي أقره مجلس الأمن الدولي لم ينفذ بعد». وأكد «وجوب السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة» الذي تفرض إسرائيل عليه حصاراً مطبقاً أدى إلى حدوث مجاعة. وأضاف المسؤول الأوروبي «ما نراه حالياً هو استمرار للمجاعة والقصف». وأوضح أن «وقف العمل العسكري وتقديم المزيد من الدعم الإنساني لغزة، والنظر في حل سياسي (للحرب) هي الأمور الأكثر إلحاحاً» في الوقت الراهن.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، قوله إن «إسرائيل تخسر الحرب في غزة»، مشدداً على أن «الردع الإسرائيلي تراجع إلى الصفر». وقال ليبرمان إن إدارة غالانت للحرب فاشلة ويتحمل المسؤولية مباشرة بعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضاف أنه مع غياب خطة واضحة للحرب، فإن الإحباط موجود لدى الجنود والضباط في رفح، والحكومة غير قادرة على اتخاذ قرار وعاجزة عن تحقيق نصر في الجنوب والشمال. (وكالات)