بيروت: «الخليج»، وكالات
تواصلت الرسائل النارية بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، أمس الأحد، على وقع تهديدات إسرائيلية جديدة، وفيما أغارت طائرات إسرائيلية على عدة أهداف في الجنوب وخرقت جدار الصوت فوق بيروت ومناطق مختلفة من لبنان، رد «حزب الله» بقصف مواقع وأهداف عسكرية إسرائيلية، ونعى ثلاثة من عناصره قتلوا جراء الاستهداف الإسرائيلي، في حين أعلنت المستشفيات الإسرائيلية في الشمال حالة الاستنفار القصوى ودعت موظفيها إلى الالتحاق بها، والاستعداد لإقامة طويلة.
وأكد وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالانت، أن إسرائيل تقترب من اتخاذ القرار بإعادة السكان إلى الشمال، وتغيير الوضع الأمني على الحدود من خلال اتفاق أو بالقوة. أما وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش فقال إنه لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع «حزب الله»، وقال: «لا أستخف بالثمن المتوقع لحرب لبنان، لكن أي ثمن ندفعه اليوم سيكون أقل بكثير مما سندفعه إن لم نتحرك». وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد في وقت سابق بأنه إذا لم يوقف «حزب الله» إطلاق النار وينسحب من جنوب لبنان، فإن إسرائيل سنتحرك ضده بكل قوة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت عن ضابط إسرائيلي كبير، دون أن تسميه، قوله أن إسرائيل أخطأت عندما ركزت اهتمامها على «حزب الله» ولم تستهدف الدولة اللبنانية منذ اللحظة الأولى لاندلاع المواجهات. وبحسب الصحيفة، يقول الجيش الإسرائيلي إنه «في حالة الحرب مع لبنان سيكون الأمر صعباً في إسرائيل ولكن في بيروت سيكون الأمر أكثر صعوبة بمئة مرة».
ومن جانبها دخلت مستشفيات شمال إسرائيل في حالة تأهب قصوى، تحسباً لاندلاع حرب مع «حزب الله». وقال مدير مركز الجليل الطبي مسعد برهوم، ومدير مستشفى زيف سلمان الزرقا، وكلاهما في شمال إسرائيل، إن المستشفيات جمعت ما يكفي من الإمدادات للعمل
ك «جزر منفصلة» لعدة أيام، حسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وطلب الزرقا من الموظفين «الاستعداد للوصول بسرعة إلى المستشفى، وإحضار الأغراض الشخصية الأساسية من أجل إقامة طويلة».
وفيما نعى«حزب الله» ثلاثة من عناصره هم جلال علي ضاهر، ونصرات حسين شقير، وحسين محمد سويدان. فقد أكد الجيش الإسرائيلي استهدافه موقعاً للحزب في بلدة حولا بعد رصده عناصر مسلحة داخله. وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائراته المسيرة أغارت على مواقع ل«حزب الله» في منطقة رب ثلاثين والطيبة بجنوب لبنان، بينما أفادت أنباء عن تعرض أطراف بلدة بيت ليف إلى قصف مدفعي مركز. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش طلب إلى جميع المقيمين في مستوطنة «معيان باروخ» في الشمال البقاء قرب الغرف المحصنة. وذلك بعد أنباء عن إطلاق طائرتين مسيرتين من جنوب لبنان نحو قيادة المنطقة الشمالية. كما أفاد «حزب الله» بأن مقاتليه استهدفوا مبنى يستخدمه الجنود الإسرائيليون في مستعمرة يرؤون. وكذلك أعلن «حزب الله»، في بيان، أن مقاتليه استهدفوا مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بصاروخ «فلق»، فَأُصيبت إصابةً مباشرة ودُمر جزءٌ منها، ووقعت فيها إصابات مؤكدة. كما أكد استهداف مقاتليه لمبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابةً مباشرة. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن «شخصين أصيبا بجروح خطيرة بعد سقوط مسيرة متفجرة في الجولان». كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه هبطت مروحية عسكرية في مستشفى رامبام في حيفا على متنها إصابات جراء انفجار طائرة بدون طيار في الجولان. وكان «حزب الله» أعلن، في وقت سابق، عن شَنَّ مقاتليه هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيرات الانقضاضية على مقر كتائب المدرعات التابعة للواء 188 في ثكنة راوية، مُستهدفةً مبنى القيادة فيها وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابوها إصابةً مباشرة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها ».