بغداد: زيدان الربيعي
عادة عندما تتقدم السن باللاعبين، لاسيما من كبار النجوم، يكون تأثير وجودهم سلبياً وعديم الفائدة في أكثر الأحيان على المنتخبات والفرق التي يلعبون لها، لأنهم بسبب سطوتهم الكبيرة ونجوميتهم الساطعة، خصوصاً من يلعبون في خط الهجوم، يريدون تمرير الكرات لهم من قبل بقية لاعبي المنتخب أو الفريق الذي يمثلونه، وبالتالي يقوم اللاعبون بتمرير الكرات لهم، إلا أنهم يهدرونها بسبب نقص اللياقة نتيجة تقدم العمر، لذلك يمثل وجودهم ضياعاً لجهود الفريق أو المنتخب في أكثر الأحيان.
النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو، يكاد ينطبق عليه ذلك، مع بعض الاستثناءات، لأن «الدون» لم يزل يشكل وجوده في مقدمة خط هجوم منتخب البرتغال قلقاً كبيراً لكل المدافعين وحراس المرمى المنافسين، لكونه من الهدافين الكبار في العالم، إلا أن للعمر أحكامه، حيث شهدت مباراة البرتغال وسلوفينيا عدم قدرة رونالدو على استغلال الكرات الثابتة على غير العادة التي تميز بها، إذ أهدر 4 ركلات حرة مباشرة، كما تسبب بضياع ركلة جزاء عند الدقيقة 105 من الشوط الإضافي الأول، إذ تصدى لها الحارس السلوفيني يان أوبلاك بمهارة فائقة.
إضاعة رونالدو ركلة جزاء جعلته يبكي بحرقة كبيرة، إلا أن زملاءه قاموا بمواساته وتشجيعه على نسيان ما حدث والاستعداد للشوط الإضافي الثاني، إذ كادت المباراة تضيع من البرتغال في الرمق الأخير منها، إلا أن الحارس البرتغالي ديوجو كوستا، استطاع تصحيح هفوة زميله بيبي بكل براعة، وقد تناسى رونالدو ما حصل له في ضياع ركلة الجزاء، ليبقى يتحرك داخل ساحة المنتخب المنافس.
وعند اللجوء لركلات الجزاء الترجيحية لحسم المباراة، نجح رونالدو في تسجيل إحدى ركلات الترجيح الثلاث لمنتخب بلاده، ليقوده للتأهل إلى دور الثمانية بعد تألق كبير للحارس كوستا، الذي تصدى للركلات الثلاث الأولى بكل براعة.
رونالدو، وبرغم تاريخه المميز ونجوميته الساطعة، إلا أن العمر بدأ يأخذ من مستواه الفني والبدني الكثير، لذلك يطالبه كثيرون بأن يعترف بسطوة الزمن ويفكر في الاعتزال الدولي بعد هذه البطولة، حتى لا يتسبب بقاؤه بتشويه ماضيه الجميل في عيون محبيه، وما أكثرهم.
ولا شك أن القرار النهائي بالاعتزال أو مواصلة اللعب سيكون بيد رونالدو نفسه، كذلك هو في يد الطاقم التدريبي لمنتخب البرتغال، الذي ما زال يمنح رونالدو فرصة اللعب، والاستمرار في قيادة منتخب بلاده من أجل تسجيل أرقام جديدة، قد يصعب تحطيمها في المستقبل.