بلغ المنتخب الفرنسي ربع نهائي كأس أوروبا 2024 لكرة القدم المقامة في ألمانيا، بفوزه الصعب بهدف عكسي على بلجيكا 1-0 الاثنين في دوسلدورف، ضارباً موعداً مع نظيره البرتغالي الذي تأهّل بصعوبة على حساب المنتخب السلوفيني بركلات الترجيح 3-0 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي في فرانكفورت.
في المباراة الأولى، جاء هدف الفوز عبر المدافع البلجيكي يان فيرتونغن الذي حوّل عن طريق الخطأ تسديدة البديل المهاجم راندال كولو مواني في مرمى فريقه (85). وهي المباراة الخامسة عشرة لمدرب فرنسا ديدييه ديشان (55 عاماً) في كأس أوروبا، متساوياً مع السويدي لارس لاغرباك والبرتغالي فرناندو سانتوش، وخلف الألماني يواكيم لوف (21)، الأول في هذا الترتيب، كما يحمل الأخير الرقم القياسي في عدد الانتصارات (12) أمام ديشان بالذات (8).
وقال ديشان عقب فوز فريقه: «خضنا مباراة كبيرة أمام منتخب عظيم، وكانت المباراة متقاربة حتى لو استحوذنا على الكرة وحصلنا على الكثير من الفرص». وتابع: «يجب ألا نستهين بما حققناه، فنحن في ربع النهائي».
في المقابل، أدخل المدرب الإيطالي- الألماني دومينيكو تيديسكو تغييرات جذرية على التشكيلة التي تعادلت أمام أوكرانيا سلباً في المرحلة الأخيرة من دور المجموعات، فزّج بالمهاجم لويس أوبندا في المقدمة مع روميلو لوكاكو والجناح جيريمي دوكو، ووضع يانيك كاراسكو على الجهة اليسرى.
وقال صانع الألعاب البلجيكي دي بروين عن الهدف العكسي: «أمر مؤسف. كانت الخطة موجودة، كنا نعلم أنهم أقوياء، من المؤسف أن تهتز شباكنا بهدف كهذا».
رونالدو ينهار
وفي المباراة الثانية، تدين البرتغال لحارس المرمى ديوجو كوستا الذي تصدى لركلات الترجيح التي نفذها البديل يوسيب إيليتشيتش ويوري بالكوفيتس والبديل الآخر بنيامين فربيتش، فيما سجّل كريستيانو رونالدو وبرونو فرنانديش وبرناردو سيلفا.
وكان كريستيانو رونالدو أهدر ركلة جزاء في الدقيقة 105، وانهار قائد المنتخب البرتغالي باكياً بعد انتهاء الشوط الإضافي الأوّل في ظل الضغط الكبير عليه وعلى فريقه، وقال «سي آر 7» بعد فوز فريقه: «في البداية كان هناك حزن وتحوّل إلى فرح، هذا ما تُعطيك إياه كرة القدم، لحظات لا يُمكن تفسيرها، شيء من كل شيء».
وتخلّصت البرتغال من عقدة الأدوار الإقصائية في البطولات الكبرى، بعدما كانت خسرت ثلاث مباريات من مبارياتها الأربع الأخيرة فيها. وسيطر المنتخب البرتغالي منذ الدقائق الأولى واعتمد على الكرات العرضية نحو رونالدو الذي إما فشل في الوصول إليها أو شتتها الدفاع.
ولم يُشكّل «سيليساو» أوروبا خطورة تذكر على مرمى حارس أتلتيكو مدريد الإسباني يان أوبلاك، فكانت تسديدة رونالدو من ركلة حرة مباشرة فوق العارضة الأخطر ولو أن الحارس السلوفيني تابعها أيضاً (34).
تحدي أوبلاك
قبل هذه المواجهة، منع أوبلاك المهاجم رونالدو من التسجيل في شباكه في المواجهات الخمس الأخيرة منذ أن سجّل البرتغالي بقميص يوفنتوس الإيطالي ثلاثية «هاتريك» أمام أتلتيكو مدريد ضمن دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019.
وهذه ركلة الجزاء الثالثة من تسع أهدرها رونالدو في البطولات الدولية الكُبرى، علماً أنها الأولى التي يُهدرها في جميع المسابقات بعد 29 ركلة ناجحة.
وطرد الحكم مدرب المنتخب السلوفيني كيك بسبب احتجاجاته المتكررة (105+1). واحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للبرتغال بقيادة الحارس كوستا الذي تصدى للركلات الثلاث الأولى، وحقق رقماً قياسياً بتصدياته، خاصة أنه حافظ على شباكه نظيفة طوال 120 دقيقة «عمر المباراة»، التي شهدت الوقت الأصلي 90 دقيقة، بالإضافة إلى الوقتين الإضافيين 30 دقيقة.
وأصبح كوستا (24 عاماً)، أول حارس في تاريخ كأس أمم أوروبا وكأس العالم ينجح في الخروج بشباك نظيفة في 120 دقيقة، وفي مرحلة تسديد ركلات الترجيح دون أن يتلقى هدفاً من أي نوع، كما أصبح أول حارس في تاريخ كأس أمم أوروبا يتمكن من التصدي لثلاث ركلات ترجيح.