تظاهر، أمس السبت، عشرات الآلاف في شوارع كبرى المدن الأوروبية، تضامناً مع فلسطين، وللمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبينما تدخل الحرب شهرها العاشر اليوم الأحد، تنتظر حركة حماس رداً من إسرائيل على «أفكار» جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
قد شهدت العاصمة البريطانية لندن، أمس السبت، أكبر المظاهرات الأسبوعية المتضامنة مع فلسطين، بينما شهدت العاصمة الألمانية برلين، والمدينة الصناعية الألمانية شتوتغارت، ومدينة أوتريخت الهولندية، مظاهرات احتجاج، ومسيرات لدعم الحق الفلسطيني، ورُفعت الأعلام الفلسطينية في لندن بالمسيرة الحاشدة التي خاطبها جيرمي كوربين الزعيم العمالي السابق، والنائب المستقل في البرلمان البريطاني. وجدد المتظاهرون الأوروبيون الدعوة إلى لجم إسرائيل عن عدوانها الدموي واللاإنساني واللاأخلاقي على المدنيين في قطاع غزة، والمطالبة بوقف الحرب العدوانية وتيسير إدخال المساعدات الإنسانية فوراً، ومن دون قيد أو شرط، إلى القطاع الجريح.
على صعيد آخر، تنتظر حماس رداً من إسرائيل على «الأفكار» الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد أعلن المسؤول بحركة حماس في لبنان، أسامة حمدان، لوكالة فرانس برس، أمس السبت، أن الحركة تتوقع رداً من إسرائيل على مقترحاتها لوقف النار في غزة. وقال «نحن لا نرغب بالتحدث عن تفاصيل هذه الأفكار، بانتظار أن نسمع رداً».
وشدّد حمدان على أن القدرات العسكرية للحركة في قطاع غزة «لا تزال في وضع جيد يُمَكِّنها من الاستمرار» في الحرب. وأصر حمدان على أن «الحديث عن تفاصيل صفقة تبادل الأسرى مبكّر».
وقالت صحيفة «معاريف» العبرية، في تقرير لها مساء أمس السبت، إن هناك حالة من التفاؤل في إسرائيل بشأن تقدم المفاوضات أجل إطلاق سراح الرهائن.وكان متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الليلة قبل الماضية، إن الدولة العبرية ستعاود «الأسبوع المقبل» إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف للنار في القطاع، لافتاً إلى وجود «تباعد بين الجانبين».
وقال مصدر كبير في حركة حماس لرويترز، السبت، إنها قبلت مقترحاً أمريكياً لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بما في ذلك الجنود والرجال، بعد 16 يوماً من المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يرمي إلى إنهاء الحرب على غزة. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، نظراً لسرية المحادثات، لرويترز، إن الحركة تخلت عن مطلب «التزام إسرائيل أولاً بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع الاتفاق»، وستسمح بتحقيق ذلك عبر المفاوضات خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع. وذكر المصدر في حماس أن الاقتراح الجديد يشمل ضمان الوسطاء تحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار، وتوصيل المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، طالما استمرت المحادثات غير المباشرة لتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.
وكان مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة الدولية الرامية لتحقيق السلام قال إن المقترح قد يؤدي إلى اتفاق إطاري، إذا وافقت عليه إسرائيل، وسيُنهي الحرب الدائرة منذ تسعة أشهر بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي، والذي طلب عدم نشر اسمه، إن هناك فرصة حقيقية في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق. ويعكس ذلك تغيراً كبيراً، مقارنة مع مواقف إسرائيل السابقة في الحرب، عندما كانت تقول إن الشروط التي وضعتها حماس غير مقبولة.
من جهة أخرى، وبعد تسعة أشهر من الانتظار المضني، ومن الآمال المتبخّرة، تبدي عائلات رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة تفاؤلاً حذراً إزاء الإعلان عن مناقشات، من شأنها أن تفضي إلى الإفراج عن أحبائها. وتقول عائلات رهائن بدأ صبرها ينفد، إنها منهكة بسبب اضطرارها للتشديد مراراً وتكراراً على أن حياة أحبائها أغلى من أي انتصار عسكري. وفي الأشهر الأخيرة، أشارت نتائج استطلاعات للرأي إلى أن أغلبية كبيرة من المستطلَعين تعتبر أن الأولوية يجب أن تكون لتحرير الرهائن، وليس لانتصار عسكري على حماس.
وتواصل عائلات الرهائن ممارسة ضغوط على السلطات، وتنظّم تظاهرات كل أسبوع، وتنشر صور الرهائن في كل مكان، من مطار تل أبيب، إلى المراكز التجارية، مروراً بمحطات توقف حافلات الركاب.
إلى جانب ذلك، تعرض مكتب عضو مجلس النواب الأمريكي براد شنايدر، وهو من أشد المؤيدين لإسرائيل، لما وصفه النائب الديمقراطي بأنه «عمل حقير من أعمال الكراهية»، بعد أن تم إزالة ملصقات للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، من خارج مكتبه في مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأمريكي، وقالت شرطة الكابيتول الأمريكية في بيان إنها «على علم وتحقق»، لكنها لم تتمكن من تقديم المزيد من التفاصيل. (وكالات)