جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، محاولاته لوضع العراقيل أمام التوصل إلى هدنة وصفقة تبادل أسرى في غزة، مشدداً على أن أي صفقة تبادل يجب أن تسمح لإسرائيل باستمرار القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب، وسط تشكيك إسرائيلي أصلاً في جديّة نتنياهو لإبرام صفقة، واتهامه لوزير جيشه يوآف غالانت بأنه يسعى لإسقاط الحكومة، بينما تجددت التظاهرات الإسرائيلية المطالبة بإبرام صفقة التبادل، في وقت أكدت حركة «حماس» موافقتها على «أن تنطلق المفاوضات» حول الرهائن «من دون وقف إطلاق نار» دائم، في حين أكد زعيم المعارضة يائير لابيد عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على خوض الحروب الطويلة.
ونقلت وكالة رويترز عن نتنياهو قوله خلال اجتماع حكومته: إن أي صفقة تبادل يجب ألا تسمح بتهريب السلاح لحماس عبر الحدود مع مصر، ويجب ألا يسمح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمال غزة. واعتبر أن الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل يسمح بعودة «الرهائن» دون التنازل عن أهداف الحرب.
ومن جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: إن لقاء متوقعاً لمدير«سي آي إيه» ورئيسي الموساد والمخابرات المصرية ورئيس وزراء قطر يوم الأربعاء بالدوحة. ومن المتوقع أن يبحث التطورات في ملف الهدنة وصفقة التبادل.
وكانت قناة القاهرة الإخبارية ذكرت، أمس الأحد، نقلاً عن مصدر رفيع المستوى أنه من المتوقع أن يزور مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز القاهرة هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وأضافت القناة أن مصر ستستقبل أيضاً وفداً إسرائيلياً هذا الأسبوع. ومن المنتظر أن تعقد المحادثات في وقت واحد في الدوحة والقاهرة، حيث سيتوجه المسؤولون الإسرائيليون إلى العاصمتين ويناقشون التفاصيل العديدة التي يتضمنها الاتفاق.
ومن جهته، قال قيادي في «حماس»: إن الحركة وافقت «أن تنطلق المفاوضات» حول الرهائن «من دون وقف إطلاق نار» دائم.
وذكّر بأن «حماس كانت في السابق تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم» لتخوض مفاوضات حول الرهائن، مضيفًا «هذه الخطوة تم تجاوزها حيث إن الوسطاء تعهدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار». وتابع «حماس تراجعت عن شرطها الخاص بالوقف الدائم لإطلاق النار، حيث وافقت أن تنطلق المفاوضات من دون وقف النار» الدائم. وكان مسؤولان في حركة حماس قالا، أمس الأحد: إن الحركة تنتظر رداً إسرائيلياً على اقتراحها لوقف إطلاق النار، وذلك بعد 5 أيام من قبولها للاقتراح. وقال أحد مسؤولي «حماس» طالباً عدم نشر اسمه: «نحن تركنا ردنا مع الوسطاء وننتظر سماع رد إسرائيل». وذكر مسؤول فلسطيني آخر، مطلع على المداولات الجارية بشأن وقف إطلاق النار، أن هناك محادثات مع إسرائيل عبر وسطاء قطريين. وقال: «ناقشوهم في رد حماس ووعدوهم أن يرجعوا برد خلال أيام».
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو، هاجم وزير الجيش يوآف غالانت، خلال جلسة الحكومة أمس الأحد، متهماً إياه بمساعدة المعارضة من أجل إسقاط حكومته. كما تخلل الجلسة مناوشات بين وزراء آخرين هاجموا غالانت لإثارته قضية تجنيد اليهود المتدينين (الحريديم). وحسب ما نقل الإعلام الإسرائيلي، توجه نتنياهو لغالانت قائلاً: «من يعطي المعارضة حق النقض، يعطيها الفرصة لمنع تجنيد المتشددين بهدف واحد..إسقاط الحكومة التي ستوقف إطلاق سراح المحتجزين وتسبب الهزيمة في الحرب». في حين رد غالانت على هذا الكلام بالقول: «هذا وقت حساس. نحن بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق لعودة المحتجزين، المحاولة السياسية لربط إطلاق سراح المحتجزين بإعفاء اليهود المتشددين من التجنيد أمر خطر، وغير مسؤول».
وفي هذا السياق، استبعدت شخصيات في النظام السياسي، بمن في ذلك كبار أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، تنفيذ رئيس الوزراء صفقة تبادل الأسرى. ووفقاً لهم، كما تقول صحيفة «هآرتس»، فإن الضغوط التي يمارسها الوزيران بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير ضد تنفيذ الصفقة كبيرة، وأنهما يجدان صعوبة في رؤية كيف يمكن لنتنياهو أن يتعارض مع موقفهما دون حل الحكومة. وذكر مصدر سياسي لصحيفة «يسرائيل هيوم» أن إسرائيل لن توافق على سحب قواتها من نقاط مهمة بقطاع غزة في إطار صفقة التبادل.
في غضون ذلك، أغلق متظاهرون إسرائيليون، أمس الأحد، الطرق في تل أبيب لليوم الثاني على التوالي، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة لتبادل الرهائن مع دخول الحرب في غزة شهرها العاشر. وأوقف متظاهرون يحملون العلم الإسرائيلي حركة المرور عند تقاطع طرق رئيسي في تل أبيب، مطالبين الحكومة بإجراء انتخابات وبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة. وهتف المتظاهرون «لن نستسلم». ودفعت الشرطة بتعزيزات أمنية حول مقر إقامة نتنياهو في القدس قبل انطلاق التظاهرة.
إلى ذلك، أكد لابيد ضرورة وقف حرب غزة وتبادل الأسرى، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تخض حروباً طويلة الأمد، وأن قوات الاحتياط غير مؤهلة لهذه الحروب. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات صادمة صدرت عن لابيد عندما اعترف فيها بأن الجيش الإسرائيلي يعتمد على قوات الاحتياط التي يزجها في الحروب الطويلة. وأضاف لابيد: «يجب وقف الحرب وإعادة جميع الأسرى عن طريق عقد صفقة، إسرائيل لم تكن يوماً مع الحروب الطويلة لأن جيشنا يعتمد على الاحتياط وهو غير مؤهل لحروب مثل هذه». (وكالات)