أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، أن دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» بدأت إرسال مقاتلات «إف-16»، الموعود بها إلى أوكرانيا التي تطالب بتعزيز دفاعاتها ضد روسيا، فيما أوردت مسودة بيان مشترك، أمس، أن أعضاء الحلف، سيتعهدون بدعم أوكرانيا «في مسارها الذي لا رجعة فيه» نحو الاندماج الكامل في الحلف، كما يعتزمون تمويلها بـ 40 مليار يورو، على الأقل في 2025.
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، بإعلان بلينكن، معتبراً أن المقاتلات «تقرّب السلام العادل والدائم»، حسب تعبيره.
وأعلن رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار خلال القمة أن أوسلو ستبدأ هذا العام بإرسال ست مقاتلات أمريكية من طراز «إف-16» لأوكرانيا.
ولفت بلينكن إلى أن إرسال الطائرات يجب أن يكون إشارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحاً «يوجّه ذلك ذهن فلاديمير بوتين نحو التركيز على أنه لن يصمد بعد أوكرانيا ولن يصمد بعدنا، وفي حال استمراره سيتعمّق الضرر الذي سيستمر في إلحاقه بروسيا ومصالحها».
وتابع «إن أسرع طريقة للوصول إلى السلام هو عبر أوكرانيا قوية».
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس الأول الثلاثاء أن الحلفاء سيزودون أوكرانيا بما مجموعه خمسة أنظمة دفاع جوي، بينها أربع بطاريات من نوع باتريوت وصواريخ أرض جو فعالة خصوصاً في اعتراض الصواريخ البالستية الروسية.
وأكد بايدن بحزم أن «روسيا لن تنتصر» بل إن أوكرانيا ستنتصر وستبقى «دولة مستقلة»، في خطاب كان موضع ترقب بعد التساؤلات حول قدرته على الدفاع عن المعسكر الديمقراطي، قبل أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكان زيلينسكي قال مساء أمس الأول الثلاثاء في خطاب أمام معهد رونالد ريغان في واشنطن «حان الوقت للخروج من الظل واتخاذ قرارات قوية والتحرك وعدم الانتظار حتى نوفمبر أو أي شهر آخر».
وتعهد الحلفاء أيضاً تقديم صواريخ باتريوت أخرى أو ما يعادلها «هذا العام»، و«عشرات» أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية «في الأشهر المقبلة»، بحسب الرئيس الأمريكي.
من جهة أخرى، توافقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال قمة واشنطن أمس الأربعاء على الإقرار بأن أوكرانيا تسلك «طريقاً لا عودة عنه» نحو انضمامها إلى الحلف، وفق ما أكد دبلوماسيون. وقالت الدول الـ32 في بيان مشترك وضعت عليه اللمسات الأخيرة لكنه لا يزال يتطلب موافقة قادة الأطلسي، «نواصل دعم (أوكرانيا) في مسارها الذي لا عودة عنه نحو اندماج يورو-متوسطي كامل، يشمل انضماماً إلى حلف شمال الأطلسي»، وفق المصادر نفسها.
وسيكرر الإعلان ما ذُكر عن أن أوكرانيا ستتسلم دعوة رسمية للانضمام «عندما تتوافق الدول الأعضاء وتُستوفى الشروط».
وعبَّر الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب الذي انضمت بلاده مثل السويد للناتو عقب الغزو الروسي لأوكرانيا عن «ارتياحه الشديد» للهجة القمة.
وقال «أعتقد أن من الأهمية بمكان توجيه رسالة للكرملين من هنا مفادها أن مسار وجسر عبور أوكرانيا إلى عضوية الناتو لا عودة عنه».
واعتبر ستاب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يفهم سوى «القوة» وسيرى سقوط أحد أهداف غزوه.
ورأى أن بوتين أراد أن يوقف توسع الناتو، لكن بدلاً من ذلك «ستصبح أوكرانيا عضواً في الناتو» و«قد أصبحت فنلندا والسويد عضوين في الناتو أيضاً». (وكالات)