قال العضو المنتدب ورئيس الدخل الثابت بالأسواق الناشئة في شركة “BlackRock”، عامر بساط، إن الشركات حول العالم بحاجة لتريليونات الدولارات من أجل التأقلم مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وأضاف خلال مقابلة ضمن برنامج “بيزنس مع لبنى” على سكاي نيوز عربية، الخميس، أن هناك طريقين يمكن البحث فيهما عن كيفية تأثر الشركات بهذه التكنولوجيا المتقدمة، تتمثل أولا في الشركات التي تحتاج إلى ضخ استثمارات للقيام بتغيير هيكلي في طريقة عملها من أجل استيعاب عمليات الذكاء الاصطناعي.
وأكد: “هذه الاستثمارات تقدر بتريليونات الدولارات”.
ومن جهة أخرى، قال بساط إن الربحية لبعض الشركات التي ستستخدم أساليب ذكية، ستخلق نوعا مختلفا من التغيير الهيكلي هي الأخرى، وذلك في أساليب الإنتاج على وجه الخصوص.
كما أكد أن بعض الشركات ستتمكن من الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك شركات ستكون خاسرة أمام هذه التكنولوجيا، وهي الشركات التي لن تتمكن من استخدام الذكاء الاصطناعي.
الفائدة بأكبر اقتصاد في العالم
حول تغيرات الفائدة في الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة، قال عامر بساط إن خطابات الفيدرالي منذ نحو 6 أشهر تحمل رسائل تشير بوضوح إلى أن الخطوة التالية فيما يتعلق بمعدلات الفائدة تشير إلى الهبوط، وليس الارتفاع.
كما أشار إلى وجود تغييرات بالاقتصاد الأميركي، مثل “الضعف البسيط والمحدود” في سوق العمل، بجانب تراجع الطلب من قِبل فئات أصحاب الدخل المنخفض، كنتيجة للفائدة المرتفعة، بالإضافة للتخوف الموجود في بعض الشركات، والذي قد يكون سياسيا في مضمونه، والذي تمثل في انخفاض الاستثمارات الحقيقية لهذه الشركات.
وقال: “الوضع الاقتصادي الحالي مقارنة مع السعر الحقيقي للفائدة يسمح للفيدرالي بأن يقوم بتعديل أسعار الفائدة لمرة إلى 3 مرات حتى العام المقبل، لتتراجع أسعار الفائدة بواقع 100 إلى 125 نقطة أساس”.
الأسواق الناشئة وفرص الاستثمار
يرى العضو المنتدب ورئيس الدخل الثابت بالأسواق الناشئة في “BlackRock”، أن دول العالم الناشئة تشهد أوضاعا “إيجابية ممتازة” لم تشهدها منذ عام 2011 تقريبا، مشيرا إلى معدلات النمو الاقتصادي الكبيرة في هذه الدول.
كما أوضح أن دول العالم الناشئة بات أمامها فرصة جيدة لخفض معدلات الفائدة بقوة، خاصة إذا ما بدأ الفيدرالي الأميركي الخطوة وخفض الفائدة قريبا.
وقال: “تمتلك الدول الناشئة أيضا إمكانيات دولارية جيدة تُبعد عنها الأزمات التي تتعلق بنقص العملات الأجنبية”.
ومن جهة أخرى، أوضح بساط أن هناك تحديات أمام الدول الناشئة، أبرزها التغييرات السياسية، وخاصة الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن ارتفاع قيمة السندات من هذه الدول الناشئة، وأخيرا أزمة الديون لدى بعض هذه الدول، وبشكل خاص في دول أميركا اللاتينية، مثل البرازيل”.
“هناك وضع اقتصادي جيد وإيجابي للدول الناشئة، ولكن هناك تحديات يجب الحذر منها في المقابل”، بحسب قول العضو المنتدب ورئيس الدخل الثابت بالأسواق الناشئة في “BlackRock”.
إلا أن بساط أشار إلى وجود “نجوم صاعدة” في الدول الناشئة، وأشار إلى أن منطقة الخليج تشهد تغييرا هيكليا كبيرا، وذلك في ظل وجود وفرة سيولة وميزانيات قوية، ما عزز الاهتمام بالمنطقة في الفترة الحالية.
كما أشار إلى وجود تغيير اقتصادي قوي تشهده الهند، موضحا أنه ولأول مرة منذ سنوات، ساهم اقتصاد الهند في النمو العالمي بأكثر من مساهمة الصين، وهي الدولة التي طالما ساهمت في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي.
الأسواق المالية والمشكلات السياسية
أكد بساط، أن العالم يشهد حاليا في شقيه مشكلات سياسية تتمثل في الانتخابات الأميركية من جهة، والأحداث في الشرق الأوسط من جهة أخرى.
وأضاف أن الأسواق المالية على مر التاريخ لم تكن ناجحة في التعامل مع المشكلات السياسية، وبالتالي فهي دائما ما تبحث عن سبب يربط ما يحدث بها بالمشكلات السياسية.
“ننظر دائما إلى سعر النفط باعتباره بالغ الأهمية كسلعة إنتاجية، بجانب دوره كعامل ضغط تضخمي، وحتى الآن لا نلاحظ أي تذبذبات مقلقة يمكن التخوف منها باعتبارها ناتجة عن التغيرات السياسية أو الجيوسياسية”، بحسب قول بساط.
وأشار بساط إلى وجود مشكلات أكبر تتعلق بالانتخابات الأميركية، فسواء فاز الجانب الديمقراطي أو الجمهوري، فهناك تخوف بشأن ما يتعلق بالتعريفات الجمركية، والتي قد تفرضها أميركا سواء على صورة بعض المنتجات النهائية أو مكونات الإنتاج، وبشكل خاص إذا فرضت على الصين، أو على دول أخرى.
كما أشار أيضا إلى وجود مخاوف تتعلق أيضا بالديون لدى الدول المتقدمة، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وكيفية تعامل الإدارة الجديدة مع إمكانيات الإنفاق، خاصة إذا ما جاءت الإدارة الأميركية وكان لها السيطرة على غرفتي الكونغرس الأميركي، الأمر الذي قد يمكنها من زيادة قدراتها في الإنفاق، أو العكس.
وقال العضو المنتدب ورئيس الدخل الثابت بالأسواق الناشئة في شركة “BlackRock”: “التحديات الموجودة حاليا بين الغرب من جهة والصين من جهة أخرى أمر مقلق، خاصة إذا ما زادت هذه التوترات، فسيكون لها تبعات يمكن أن تؤثر على سلاسل التوريد، كما حدث عقب جائحة كوفيد-19، فضلا عن تأثير ذلك على الأسواق الناشئة”.
وحول نتائج الانتخابات الأميركية وسياسة الفيدرالي، استبعد بساط أن تكون لتحركات الفيدرالي الأميركي، فيما يتعلق بمعدلات الفائدة في أميركا، أي تأثر بالانتخابات الأميركية دون النظر إلى من سيرأس أكبر اقتصاد في العالم خلال الفترة القادمة.