واشنطن – رويترز
حثت أوكرانيا حلف شمال الأطلسي، الخميس، على رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا، قائلة إن هذا يغيّر قواعد اللعبة في حربها مع موسكو.
وأصدر أعضاء الحلف إعلاناً لدعم أوكرانيا في قمة واشنطن، الأربعاء، ووعدوا بتقديم مساعدات إضافية وتعهدوا بدعم «مسارها الذي لا رجعة عنه» نحو الحصول على عضوية الحلف.
ومن المقرر أن يعقد زعماء الحلف جلسة لمدة ساعتين مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت لاحق الخميس.
وقال أندري يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، إنه «راض» عن بيان القمة، الأربعاء، لكنه أضاف «يتعين على الشركاء رفع أي قيود على استخدام الأسلحة ليس داخل الأراضي الأوكرانية فقط، بل أيضاً إمكانية الرد (على الهجمات الروسية) بما في ذلك في الأراضي الروسية».
وقال أمام منتدى عام في اليوم الأخير من قمة الحلف التي استمرت ثلاثة أيام، إنه لا يوجد قيود على روسيا، وإن مما «يغير قواعد اللعبة حقاً» أن يرفع حلفاء أوكرانيا جميع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي يزوّدون بها كييف التي تخوض حرباً مع موسكو منذ عام 2022.
واتّبع أعضاء الحلف مناهج مختلفة في كيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي يقدمونها لها، وأوضح بعضهم أن بوسع كييف ضرب أهداف داخل روسيا، بينما قال آخرون إن أسلحتهم لا يمكن استخدامها إلا داخل أوكرانيا.
واتخذت الولايات المتحدة نهجاً شديد الحذر، حيث سمحت باستخدام أسلحتها داخل حدود أوكرانيا فقط، ضد أهداف تدعم العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
واستغلت الولايات المتحدة وحلفاؤها قمة هذا الأسبوع، لإظهار الوحدة في مواجهة ما يرون أنه تهديد متزايد لأوروبا من روسيا والصين.
- كلمات غاضبة حول الصين
تضمن إعلان الحلف، الأربعاء، أيضاً عبارات حادة استهدفت الصين، ووصفتها بأنها «داعم حاسم» لجهود الحرب الروسية في أوكرانيا، وقال إن بكين تواصل فرض تحديات في ما يتعلق بأوروبا، والأمن.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الإعلان متحيز و«يثير الشقاق»، ووصفته بعثتها لدى الاتحاد الأوروبي بأنه «مفعم بأفكار الحرب الباردة، وبالخطاب الذي يحضّ على الحرب، وبمحتوى يغص (بلغة) الاستفزاز والأكاذيب والتحريض والتشهير تجاه الصين».
وقبل اجتماع الدول الاثنتين والثلاثين التي يتألف منها الحلف، مع شركاء مما يسمى برباعية الهندي والهادي، وهي أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، قالت المجر، العضو في الحلف، إنها لا تريد أن يصبح الحلف تكتلاً «مناهضاً للصين»، وإنها لن تدعم ذلك.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، للتلفزيون الرسمي المجري، إن شمال الأطلسي «حلف دفاعي»، وحين سئل عن جهود بناء التحالف في منطقة الهندي والهادي، قال «لا يمكننا تنظيمه في كتلة مناهضة للصين».
وما زالت الصين شريكاً تجارياً واستثمارياً مهماً للمجر، بينما تسعى دول أوروبية أخرى إلى أن تصبح أقلّ اعتماداً على بكين.
ودأبت الصين على انتقاد الحلف، وحذّرت من توسعه في منطقة الهندي والهادي.
وأقام زعماء اليابان، وكوريا الجنوبية، ونيوزيلندا، وأستراليا، علاقات أقوى مع شمال الأطلسي في غمرة مخاوف متزايدة من ضغوط الصين على المنافسين المطالبين بالحق في المياه المتنازع عليها في المنطقة، وعلى تايوان، المركز العالمي لإنتاج الرقائق المتطورة، والتي تطالب بكين بالسيادة عليها.
يسعى زعماء الحلف إلى إظهار الوحدة في القمة مع مواجهة ما يعتبره معظمهم تهديداً متزايداً تشكّله روسيا والصين لكل من أوروبا، ومنطقة المحيط الهادي والهندي، وسط مخاوف من احتمال أن تتمخض الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني عن تحوّل حاد في دعم واشنطن لأوكرانيا، وللحلف.
وأثار أداء بايدن المضطرب في مناظرة 27 يونيو/ حزيران، أمام منافسه دونالد ترامب، وانخفاض معدلات التأييد، شكوكاً جديدة حول مدى لياقته العقلية للترشح مرة أخرى، وطالبه تسعة نواب ديمقراطيين، وسيناتور ديمقراطي واحد إلى الانسحاب.
ويعقد زيلينسكي أيضاً، مؤتمراً صحفياً مع ستولتنبرغ بعد اجتماعاته مع مشرعين، جمهوريين وديمقراطيين، الأربعاء.
ويحرص الزعيم الأوكراني على تعزيز العلاقات مع المشرعين الأمريكيين من الحزبين، تحسباً لإعادة انتخاب ترامب.
وقال للصحفيين إنه دعا مايك جونسون الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأمريكي لزيارة أوكرانيا.
وجاء في إعلان الحلف أيضاً، أن الحلفاء يعتزمون تزويد أوكرانيا بتمويل لا يقل عن 40 مليار يورو (43.28 مليار دولار)، في صورة مساعدات عسكرية خلال العام المقبل، لكنه لم يصل إلى حد الالتزام بأن يكون الدعم لعدة سنوات، وهو ما كان يسعى إليه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ.
ومن المقرر أن يطلق حلف شمال الأطلسي، ودول المحيط الهندي والمحيط الهادي الأربع، مشروعات مشتركة جديدة في القمة عن أوكرانيا والذكاء الاصطناعي، والتضليل الإعلامي، والأمن السيبراني.
وبعد تحيته للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، قال ستولتنبرغ، إن تعاون روسيا الوثيق مع كوريا الشمالية يظهر مدى الترابط بين الأمن في أوروبا، ومنطقة الهندي والهادي.
وأضاف أن الحلف «قلق بشدة» من أن تدعم روسيا برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، مقابل أسلحة يقول شمال الأطلسي إن كوريا الشمالية قدمتها لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا.
وقال ترامب، الأربعاء، إنه لن يسحب الولايات المتحدة من الحلف، لكنه أكد من جديد أنه يريد من الأعضاء تعزيز مساهماتهم المادية. وضغط ترامب على الجمهوريين في الكونغرس لوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، قبل أن يغيّر نهجه في وقت سابق هذا العام.