أثار الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تفاعلاً بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتعليق على الضجة التي أثارها مقطع كوميدي ساخر من الرئيس الأمريكي جو بايدن على قناة «إم بي سي» السعودية.
وتحدث الأمير تركي عن المشهد الكوميدي التلفزيوني الذي مثّله خالد الفراج في استوديو 22 ساخراً فيه من بايدن وأظهره وهو ينسى وينام أثناء خطاباته.
وقد أثار المشهد ضجيجاً واسعاً في وسائل الإعلام الأمريكية، وأبدى معلقون ونقاد استياءهم من ذلك قائلين «إنه كان مهيناً»، وقد رد الأمير تركي الفيصل على ذلك بتساؤل «لماذا يُسمح لهم بالتهكم على السعودية وقادتها؛ بل والمسلمين والعرب جميعاً ولا يُسمح للآخرين بذلك؟».
وفي سياق ذلك، كتب رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق مقالاً في صحيفة «Arab News» بعنوان «يجب أن تبتسم الولايات المتحدة وهي تتعامل مع المملكة العربية السعودية لا أن تتجهم»، قال فيه: «لقد تعلمنا العديد من الدروس خلال جائحة كوفيد-19، أهمها أن الحياة ثمينة ولا يجب إهدار ثانية واحدة منها، تعلمنا أيضاً أننا كبشر يمكننا أن نتغلب على الشدائد ونكافح التحديات التي تواجهنا، والآن، بفضل ما فعلته السعودية لمكافحة الوباء، انتقلنا إلى عصر ما بعد كورونا، وفي حين أن العديد من التحديات ما زالت تواجهنا إلا أنه في سياق آخر، فأنا مستمتع بجعجعة وسائل الإعلام الأمريكية التي تتحدث عن المشهد الكوميدي الساخر من الرئيس جو بايدن؛ حيث قالوا إنه بذلك أظهر أن المملكة لم تكن صديقة للولايات المتحدة».
وأشار الأمير تركي، الذي شغل في السابق سفيراً للمملكة في لندن وواشنطن، إلى أن ردود وسائل الإعلام الأمريكية تلك أظهرت مدى ضعفها وهشاشتها.
وقال: «بغض النظر عن الطريقة التي تعامل بها الإعلام الأمريكي مع قيادتنا وشعبنا وعقيدتنا، فإنه يتجاوز السخرية علينا ليصور العرب جميعاً والمسلمين في الكوميديا والدراما والخيال بكلمات تملؤها الإهانات والتحقير».
وتابع الأمير تركي: «بسبب تناول الإعلام الأمريكي للسخرية من المسلمين والعرب، باتت الشخصية العربية الإسلامية تثير السخرية، مع تصويرها كشخص شرير يحمل خنجراً حول خصره، ورداء أبيض غير مهندم ولحية شعثاء، وعادة ما يكون بالقرب منه بئر نفط، وتقف الفتيات عند قدميه، وخلفه جمل أو اثنان».
وساق الأمير تركي أمثلة سابقة من سخرية أمريكية طالت مسؤولين سعوديين، قائلاً: «أتذكر حلقة من مسلسل تلفزيوني أمريكي شهير قبل بضع سنوات؛ حيث قامت وزيرة خارجية أمريكية بضرب وزير الخارجية السعودي المفترض لقبول موقفها من التعدي السعودي على حقوق الإنسان؛ كان «الوزير السعودي» مجرد صورة كاريكاتورية، مثل جميع أفلام هوليوود منذ عشرينات القرن الماضي وحتى اليوم. الإشارات المهينة للمملكة وقيادتها في البرامج الكوميدية الأمريكية لا تعد ولا تحصى، من ساترداي نايت لايف إلى الكوميديين مثل ستيفن كولبير».
وأشار الأمير تركي أيضاً إلى أن الاعتداء على السعودية عبر الإعلام الأمريكي، طال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأضاف: «كانت التعليقات الأمريكية الأخيرة حول المملكة وولي عهدنا من قبل ما يسمون بالخبراء وحتى السياسيين سلبية بشكل متعمد. شبه أحد هؤلاء النجوم ولي العهد بإيكاروس، الشخصية في الأساطير اليونانية التي لقيت حتفها بعد أن حلقت بالقرب من الشمس بأجنحة من الريش والشمع».
وتابع الأمير تركي: «لو كان هذا «الخبير» فقط قد ألقى نظرة نزيهة على ما قاله وفعله ولي العهد بالفعل، لما اختار مثل هذا القياس المضلل. وبالمثل، فإن مؤلفي مقال في مجلة أتلانتيك عن ولي العهد أساؤوا تفسير ما قاله. لحسن الحظ، أدى نشر النص الكامل للمقابلة إلى تصحيح الأمور».