مذاكرة.. بروفات.. وجلسات عمل مكثفة للوصول لتفاصيل الشخصية التي يقدمها ضمن السباق الرمضاني. فهي غنية، ولها روح مختلفة عن الشخصيات التي قدمها من قبل ولها لزمات متعددة. كان حريصاً عند الموافقة على مسلسل “بابلو” أن يقدم سيناريو مختلفاً يعود من خلاله للدراما بعد غياب اضطراري العام الماضي.إنه الفنان حسن الرداد الذي أكد في حواره مع “العربية.نت” أن السيناريو الذي كتبه السيناريست حسان دهشان اتسم بالإيقاع السريع والمشوق، مما جعله يوافق على التجربة دون تردد، وأنه على الرغم من انشغاله بالتصوير خلال الفترة الحالية، حرص على رصد ردود الفعل من الجمهور في الشارع والمحيطين به بشكل مستمر لمعرفة انطباعاتهم عن المسلسل وكواليسه.
حسن الرداد
*أولا حدثنا عن شخصية “بابلو” وتفاصيلها.. وما السر في التسمية؟**السبب في اختيار الاسم أنه يعود إلى تأثر البطل بتاجر المخدرات الكولومبي “بابلو اسكوبار”. فالشخصية تحمل الكثير من التناقضات، فهو شخص مختلف تماما عن أفراد عائلته، فقد حاولنا نعمل شخصية شكلها مختلف وغريب مع المخرج والمنتج والمؤلف، لذلك درستها لمدة شهور، في تكوين الشخصية وتاريخها وعلاقتها بأسرتها ونشأتها ليبني عليها طريقته في الكلام ولزماته الحركية. فبعد قراءة السيناريو أكثر من مرة توصلت لطريقة وقوفه، والعادات العصبية له، ولزماته التي لم تكن مكتوبة على الورق، والتي أًصبح يرددها الشباب في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع وكبير.أما بالنسبة للشكل الخارجي، فجمعتني جلسات عمل مع الستايلست عبير الأنصاري، للوصول إلى روح مصرية رغم اللمحة المكسيكي التى توجد بها. كما فقدت ما يقرب من 16 كيلوغراما من وزني تحضيرا للمسلسل، فقد احتجت لوقت ومجهود كبير بالتنسيق مع مخرج العمل محمد حماقي، حيث كان حريصا على أن يكون مختلفا وجديدا في كل تفاصيله.
*وما الذي حمسك للموافقة علي العمل؟ خصوصا أنه بمثابة عودة لك بعد الغياب عن الماراثون الرمضاني؟*الحقيقة أنني دائما أبحث عن الأعمال المختلفة والجديدة، وهذا ما وجدته في مسلسل “بابلو”، فقد حاولت أن أقدم البطل الشعبي بطريقة مختلفة تمامًا عما قدم قبل ذلك. فلأول مرة أقدم الأكشن الشعبي، وهو أمر مختلف تماما عن أي نوع أكشن آخر، فهو قائم على الجرأة والقوة، أكثر من كونه أكشن للمحترفين. فالممثل في العادة يحب الاختلاف، وأنا أحب مفاجأة الناس بأدوار لم أقدمها من قبل، فلا أحب البقاء فى الـ Comfort Zone أو الاستمرار فى نوعية الأدوار التي يحبها الناس مني، وأحاول دائما الهروب من التصنيف، وتجريب نفسي فى أدوار كثيرة، ولكن الحقيقة “بابلو” جعلني أعيش تحديا صعبا وسط الأجواء الشعبية والإيقاع السريع والعديد من التفاصيل، فقضية المسلسل مهمة منها تجارة الأعضاء البشرية.
أفيش مسلسل “بابلو”
*هناك العديد من مشاهد الأكشن الصعبة في المسلسل، فهل كان هناك تدريبات مكثفة علي الدور؟**العمل بالكامل بالنسبة لي تجربة صعبة جدا، فقد تطلب مني تجسيد شخصية “بابلو” ممارسة الرياضة بشكل متواصل لتنفيذ مشاهد الأكشن بشكل واقعي، وبالفعل استعان المخرج محمد حماقي بفريق معارك متخصص لتنفيذها بكل احترافية، حتى لا يكون هناك مجال للخطأ، خاصة أن التصوير يتم One Shot دون توقف، وهذا الموضوع يحتاج لدقة وأن أحسب كل خطوة فيه حتى تخرج الحركات مضبوطة ولا يشعر المشاهد أنها مفبركة. فكل مشهد يضم أعداد مجاميع ضخمة، وتعتمد على التوقيتات، والخطأ يتسبب في إصابات بالغة، وحدث بعض الأخطاء والإصابات لكنها ليست كثيرة أو خطيرة.*وهل تدخلت في اختيارات الممثلين المشاركين في العمل؟**الطبيعي أني أهتم باختيارات فريق العمل حيث اجتمعت مع المنتج ممدوح شاهين والمخرج محمد عبدالرحمن حماقي والمؤلف حسان دهشان، نضع الترشيحات، ولكن مخرج العمل في النهاية يختار الذي يراه من وجهه نظره مناسبا للشخصيات أو الشكل المناسب أكثر، وفى النهاية أنا سعيد بوجودهم كلهم في المسلسل بداية من الأستاذ مصطفى فهمي وأروى جودة ونجلاء بدر وكل المشاركين حتى لا أنسى أحدا.
سوسن بدر مع حسن الرداد من “بابلو”
*المنافسة في شهر رمضان ليست سهلة علي الإطلاق.. فما رأيك؟**أنا من عشاق المنافسة جدًا، خاصة أنني أعمل حتى أستمتع بما أقدمه، وبشكل احترافي على الشخصية بإحساس الهاوي، ورأيي أن المنافسة تأتي لصالح الجمهور لأن كل ممثل يبذل مجهودًا كبيرًا بحثًا عن التغيير والتميز، وأتمنى النجاح لكل زملائي وأصدقائي.*بالرغم من تلك المنافسة ولكن كان هناك اعتراضات رقابية علي العديد من الأعمال فهل حدث هذا مع المسلسل؟**بالفعل فالرقابة والمجلس الأعلى للإعلام طلبوا حذف بعض المشاهد التي تم فيها استخدام مطاوي وأسلحة بيضاء، وتم بالفعل الاستجابة لهذه الطلبات والتزمنا بالفعل بالمعايير التي وضعها المجلس الأعلى للإعلام.
حسن الرداد
*وعلي الجانب الآخر انتقد الكثيرون تعمد تقديم المناطق الشعبية بإنهم بلطجية؟**لا يمكن أن نقول على أبناء الحارة الشعبية بلطجية، ففي مسلسلنا نرى نماذج كثيرة منها الخير والشر والأسوياء وغير الأسوياء، وحتى نقدم دراما، لابد أن تكون هناك مشكلة وأزمة وصراع بين الخير والشر، لكن فى المقابل إذا قلنا على “بابلو” إنه شخص قد يكون بلطجيا، ومستغلا قوته على حساب أشياء أخرى، رغم أنه يدافع عن الضعفاء أيضا، فهناك نماذج جيدة منها الرجل الحكيم الذي يعيش بالحارة وله تأثير كبير على “بابلو”.
*البعض يرون أن المسلسل له طابع كوميدي بعض الشيء؟**المسلسل أكشن ساسبنس، وليس كوميديًا على الإطلاق، وإن كانت الشخصيات التي يحتويها العمل التي كتبها السيناريست حسان دهشان، ولدت ونشأت في الحارة الشعبية، والحارة المصرية دائما فيها إفيهات وخفة دم تخلق ضحكًا.*قدمت مسرحية ” كازانوفا” و”نص الليل” في موسم الرياض بالسعودية، فحدثنا عنهما..**بالفعل قدمت مسرحيتين في موسم الرياض والحمد لله المسرحيتان نجحتا وكانتا جيدتين وحققتا تفاعلا مع الناس. ففي خلال 45 دقيقة تم حجز كل تذاكر الـ 5 أيام عرض، ومن الممكن أن أقدم عملا آخر هناك بعد العيد، وكذلك في موسم جدة.