باريس – أ ف ب
تتجه الأنظار، الثلاثاء، إلى ملعب «بارك دي برانس» في باريس، مسرح القمة النارية بين سان جرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني في افتتاح ذهاب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فيما يسعى مانشستر سيتي الإنجليزي الوصيف إلى تأكيد هيمنته المحلية عندما يحل ضيفاً على سبورتينغ البرتغالي.
ويستكمل ثمن النهائي الأربعاء بمباراتي إنتر الإيطالي مع ليفربول الإنجليزي، وسالزبورج النمساوي مع بايرن ميونيخ الألماني، على أن تقام المباريات الأربع الأخرى الأسبوع المقبل، فيلعب فياريال الإسباني مع يوفنتوس الإيطالي، وتشيلسي الإنجليزي حامل اللقب مع ليل الفرنسي الثلاثاء، وأتلتيكو مدريد الإسباني مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، وبنفيكا البرتغالي مع أياكس أمستردام الهولندي الأربعاء.
وتكتسي المسابقة القارية العريقة أهمية كبيرة بالنسبة إلى سان جرمان وريال مدريد، فالأخير يأمل في لقبه ال14 وتعزيز سجله القياسي، فيما يلهث النادي الباريسي وراء لقبه الأول الذي تعززت إمكانية إحرازه بالتعاقد مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في صفقة انتقال حر الصيف الماضي.
مبابي في الواجهة
وستكون المرة الثانية التي يتواجه فيها الفريقان في ثمن النهائي بعد موسم 2017-2018 حين فاز ريال 3-1 ذهاباً و2-1 إياباً وواصل مشواره حتى نال اللقب الثالث توالياً وال13 في تاريخه بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، قبل أن يسترد سان جرمان اعتباره في الموسم التالي، لكن في دور المجموعات حين فاز ذهاباً على أرضه 3-صفر وتعادل إياباً 2-2.
وتجذب المباراة منذ شهرين أنظار متابعي الكرة الأوروبية وتحديداً منذ سحب القرعة، وذلك بسبب مستقبل نجم سان جرمان الدولي كيليان مبابي المرشح للانضمام إلى «البيت الأبيض».
وكان بقاء ابن ال23 عاماً موضع شك منذ الصيف المنصرم، بعدما أعرب صراحة عن رغبته بالانتقال إلى ريال مدريد، لكنه لم يحصل على مبتغاه وبقي في الفريق من دون أن يمدد عقده الذي ينتهي في 30 حزيران/يونيو المقبل.
وتقدم ريال مدريد بعرض مقداره 180 مليون يورو من أجل الحصول على خدماته خلال الصيف، لكن النادي الفرنسي رفضه متشبثاً بأمله في إقناع مهاجمه بالتمديد.
وتطرق مبابي إلى المواجهة قائلاً: إن النادي الباريسي «جاهز ويمتلك الفريق الذي يخوله الفوز»، مضيفاً: «الأمر الوحيد الذي يشغل بالي هو الفوز على ريال مدريد في فبراير/شباط (ذهاباً) ومارس/آذار (إياباً)».
وأوضح أنه لا يشعر «بأي ندم» للكشف الصيف الماضي عن رغبته بالانتقال إلى الريال، وقال: «كنت صريحاً. أنا أبوح بما أشعر به… لكني بطبيعة الحال سعيد بالبقاء، بأن ألعب بجانب ميسي وكل الشبان».
كاريزما مدهشة
واعتبر مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو أن المواجهة ضد ريال مدريد لن يكون لها أي «تأثير» على قرار مبابي بالبقاء في صفوفه من عدمه.
وقال في حديث مع إذاعة «كادينا سير» الإسبانية قبل 4 أيام من المواجهة: «لا أعتقد أن قراراً بهذه الأهمية سيتأثر بمباراة أو مواجهة مزدوجة إقصائية»، موضحاً أنه «شاب ذكي، ناضج، يملك كاريزما مدهشة مع قدرة هائلة على التحليل، يعرف تماماً ماذا يريد أن يفعل بمستقبله، يحيط به الكثير من الأشخاص الذين ينصحونه بشكل جيد وأنا واثق من ذلك».
وسيكون مبابي أحد أهم الأسلحة التي سيعول عليها سان جرمان لرد الاعتبار لخروجه من الدور ذاته على يد ريال مدريد عام 2018، خصوصاً أن بطل العالم في العام ذاته سجل له هدف الفوز على ضيفه رين (1-صفر) الجمعة في الدوري المحلي.
ويعقد سان جرمان الآمال أيضاً على ميسي، جلاد الريال لسنوات عديدة خلال الفترة التي قضاها في برشلونة، حيث واجه الميرنغي 44 مرة، فاز في 19 منها وخسر 14 مقابل 11 تعادلاً، وسجل 26 هدفاً منها 15 في ملعب «سانتياجو برنابيو».
كما أكد النادي جاهزية نجمه البرازيلي نيمار بعد تعافيه من الإصابة بالتواء في كاحل قدمه اليسرى أبعدته عن الملاعب منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ولن يدّخر سان جرمان جهود رفاق الأمس للريال الأرجنتيني أنخل دي ماريا والكوستاريكي كيلور نافاس والمغربي أشرف حكيمي، فيما يغيب القائد السابق للنادي الإسباني سيرخيو راموس المنضم إلى الفريق الباريسي الصيف الماضي في صفقة انتقال حر، بسبب الإصابة.
ولن يكون ريال مدريد، صاحب الخبرة الكبيرة في المسابقة القارية العريقة، لقمة سائغة أمام النادي الباريسي، وهو بدوره يملك ما يكفي من الأسلحة لتخطي ثمن النهائي، أبرزها المخضرمون: الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس والبرازيلي كازيميرو.
ويستعيد ريال مدريد بدوره خدمات مهاجمه وهدافه الدولي الفرنسي كريم بنزيمة بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الملاعب لمدة ثلاثة أسابيع، ليشكل قوة ضاربة إلى جانب الواعدين البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريجو.
كما أن سان جرمان سيكون مكشوفاً أمام المدرب الإيطالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي الذي كان أول المدربين الذين تعاقد معه صندوق قطر للاستثمارات عندما استحوذ على النادي الباريسي عام 2011، حيث أشرف على إدارته الفنية في الفترة بين يناير/ كانون الثاني 2012 ويونيو/حزيران 2013 وقاده إلى لقب الدوري في عامه الأخير قبل الانتقال إلى مدريد في ولايته الأولى.
ويدخل ريال مدريد مواجهة الغد بعد تعادله السلبي المخيب أمام مضيفه فياريال في الدوري المحلي الذي يتصدره بفارق 5 نقاط في مباراة شهدت خوض الدولي الويلزي غاريث بايل مباراته الأولى مع النادي منذ أغسطس بعد معاناته من إصابات مختلفة.
وتطرق أنشيلوتي إلى مشاركته بالقول: «لقد عانى إصابة خطيرة. الأمر الأهم أنه حصل اليوم على فرصة وقد أظهر بأنه معنا (ذهنياً وبدنياً) وبأنه ملتزم»، رافضاً التأكيد ما إذا كان سيشركه ضد سان جرمان.
سيتي لتأكيد هيمنته المحلية
يسعى مانشستر سيتي إلى تأكيد هيمنته المحلية عندما يحل ضيفاً على سبورتينج الذي حجز بطاقته على حساب بوروسيا دورتموند الألماني بفارق المواجهتين المباشرتين.
ويغرد سيتي خارج السرب في الدوري، حيث يتصدر بفارق تسع نقاط عن أقرب مطارديه ليفربول، ويسير بثبات نحو اللقب الرابع في السنوات الخمس الأخيرة.
ولم يخسر سيتي في الدوري منذ 30 أكتوبر الماضي عندما سقط أمام مضيفه كريستال بالاس صفر-2.
ويبدو سيتي مرشحاً بقوة لتخطي عقبة سبورتينج بالنظر إلى تشكيلته الزاخرة بالنجوم في مقدمتها البرتغاليون برناردو سيلفا وروبن دياش وجواو كانسيلو الذين دافعوا عن ألوان الغريم بنفيكا، فضلاً عن البلجيكي كيفن دي بروين والجزائري رياض محرز وجاك غريليش ورحيم سترلينج صاحب هاتريك في مرمى نوريتش سيتي (4-صفر) السبت.
والتقى الفريقان في الدور ذاته لكن لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» موسم 2011-2012 وفاز سبورتينج (1-صفر) في لشبونة وخسر 2-3 في مانشستر، ليواصل مشواره في المسابقة بفضل قاعدة الأهداف خارج القواعد والتي تم إلغاؤها اعتباراً من الموسم الحالي.