شهدت أسهم شركة آبل قفزة قوية يوم الإثنين، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مدفوعة بمزيج من العوامل، بما في ذلك تفاؤل المستثمرين بجهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي وترقية السعر المستهدف لسهم الشركة من قبل بنك مورغان ستانلي.
,ارتفع السهم بنسبة 2.5 بالمئة ليغلق عند 236.30 دولاراً، ليمنح الشركة قيمة سوقية تبلغ 3.62 تريليون دولار، وهي الأعلى في العالم.
ويعود هذا الارتفاع جزئياً إلى ترقية بنك مورغان ستانلي للسعر المستهدف لأسهم آبل إلى 273 دولاراً من 216 دولاراً، معتبراً أن “ذكاء آبل الاصطناعي” هو محفز واضح لتعزيز شحنات أجهزة iPhone و iPad .
ويرى محللون أن جهود آبل في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك “Apple Intelligence”، تجذب العملاء إلى الترقية إلى أجهزتها الأحدث، مما يُعزز مبيعاتها.
وتشير التوقعات إلى أن Apple يمكن أن تبيع ما يقرب من 500 مليون جهاز iPhone على مدى العامين المقبلين بفضل هذه التكنولوجيا الجديدة، لكن يبقى السؤال الأهم هل ستواصل الشركة تحقيق نمو قوي بفضل ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتركيزها على المنتجات المتميزة؟
وصفة ناجحة
نضال الشعار الخبير الاقتصادي وكبير الاقتصاديين في شركة “ACY”، قال في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: “منذ نشأتها في سبعينيات القرن الماضي كانت شركة آبل قادرة على تقديم كل جديد في مجال التكنولوجيا وبشكل خاص التكنولوجيا الشخصية مثل الكمبيوتر الشخصي ومن ثم في مجال تكنولوجيا الاتصالات كالهاتف المحمول، والأهم من ذلك أن شركة آبل قادرة دائماً على إعادة إنتاج نفسها في ظل المنافسة الشرسة، وكانت دائماً السباقة في تقديم تكنولوجيا حديثة متطورة ومفيدة”.
إن ما تقوم به شركة آبل في الوقت الحالي يمثل وصفة ناجحة لاستمرار أسهمها في الارتفاع إذ أنها من الشركات المعدودة التي تجتمع فيها كل أركان النجاح، بحسب الشعار، والذي أشار إلى ان الشركة قادرة وبشكل دائم على التالي:
- تقديم منتجات جديدة متطورة.
- تحديث المنتجات القديمة.
- تقديم خدمات جديدة كخدمة “سيري” والذكاء التوليدي حالياً.
- الانتشار الجغرافي الهائل، فعل سبيل المثال ارتفعت مبيعات الشركة في الهند بمقدار 33 بالمئة في العام الماضي.
- خطة مستمرة لإعادة شراء الأسهم وتقديم عوائد مغرية مقارنة مع الشركات الأخرى.
تحديات المنافسة
ويشرح الخبير الاقتصادي الشعار أن شركة آبل في الوقت ذاته تتعرض لتحديات كبيرة تتجلى في المنافسة القادمة من شركات ناجحة مثل غوغل وإلى جانب التحديات القانونية التي تواجهها فيما يتعلق بشبهة الاحتكار وعدم توافقها مع قوانين بعض الدول كالاتحاد الأوروبي، كما أشار إلى الدعوة القضائية التي أقيمت في شهر مار على شركة آبل من قبل وزارة العدل الأميركية بتهمة مخالفة قوانين الاحتكار.
وأردف بقوله: “على الرغم من أن كل عوامل النجاح التي تتوفر لدى شركة آبل إلا أنها كما الشركات الأخرى تتأثر بالدورة الاقتصادية من ركود وازدهار، وبالتالي إن تحققت التوقعات الحالية وهي ركود قادم فإن أسهم شركة آبل ستتأثر بهذا الركود وقد لا تصل إلى الهدف المتوقع منها وهو 300 دولار للسهم الواحد”.
ومن ناحية التحليل الفني يشير الشعار إلى أن هناك عدة وجهات نظر منها من يعتقد بأن أسهم آبل قد تم المبالغة في شرائها وبالتالي فهي مهيأة للانخفاض على الأقل بسبب الرغبة في جنبي الأرباح من قبل بعض مالكي الأسهم الحاليين، بينما وجهة النظر الأخرى تعتقد بأن أسهم شركة آبل لا يزال لديها المجال لترتفع أكثر.
لكنه يرى بأن أسهم آبل تحتاج إلى تكريس وتثبيت هذه الارتفاعات والحفاظ على مستوى أسعار أسهمها الحالي ومن ثم بحسب الوضع الاقتصادي العام وتوقعات الركود يمكن التوقع وبدقة أكثر فيما إذا كانت الأسواق ستكافئ أسهم آبل نظراً لإضافة خدمات ومنتجات جديدة كالذكاء التوليدي وغيرها.
“وختاماً لا يمكننا سوى أن نؤكد أن أسهم شركة آبل وشركات أخرى مستقرة مثلها أصبحت تشكل ملاذاً آمناً للمستثمرين الأفراد والمؤسسات المالية أيضاً وهذا يعزز استقرار أسعار أسهمها ويحفظها من ارتدادات عنيفة أو مراهنات أو ضغوط معينة”، طبقاً لما قاله الشعار.
الاستفادة من جنون وسائل التواصل الاجتماعي
من جهته، قال علي حمودي الخبير الاقتصادي، الرئيس التنفيذي ورئيس الاستثمار في “ATA Global Horizons”، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية “: “من المؤكد أن شركة آبل يمكنها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحفيز مبيعات الأجهزة كما فعلت مع الموسيقى الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل، وقد ساعد هذا في دعم سعر السهم بشكل جيد”.
من المتوقع أن تصبح شركة أبل “المعسكر الأساسي المفضل” عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي التوليدي، في امتداد من الهيمنة التي يمكن أن تعكس قدرة الشركة على الاستفادة من جنون وسائل التواصل الاجتماعي قبل 15 عاماً من خلال أعمالها في آيفون. وبالمثل استفادت شركة أبل من الاهتمام المتزايد باستهلاك المحتوى الرقمي لتحفيز النمو الكبير في أعمالها الخاصة بأجهزة iPod قبل عقدين من الزمن، بحسب تعبيره.
وأضاف: “لذلك بينما نرى كل الأشياء المتعلقة بـ (جيل الذكاء الاصطناعي) باعتبارها المحرك الرئيسي، فإن الديناميكيات المساهمة الأخرى تتضمن إمكانية حدوث دورة تحديث مكثفة من الطلب المتزايد على “iPhone” الجديد في عام 2025 مع” iPhone 17 “، ولا ننسى أن أسهم شركة أبل، التي قفزت هذا العام بنحو 20 بالمئة، ارتفعت إلى 236.30 دولارًا، مما يمنح الشركة قيمة سوقية تبلغ 3.62 تريليون دولار، وهي الأعلى في العالم، لذلك أعتقد أن “Apple AI يعد حافزاً واضحًا لتعزيز مبيعات iPhone وiPad “.
لكن حمودي يشير إلى ان التقنية الجديدة متوافقة مع 8 بالمئة فقط من أجهزة iPhone وiPad الحالية، وتمتلك شركة آبل 1.3 مليار وحدة من الهواتف الذكية المستخدمة حالياً من قبل العملاء، لذا فمن المحتمل جداً أن تتمكن الشركة من بيع ما يقرب من 500 مليون iPhone خلال العامين المقبلين. لأولئك العملاء الذين يرغبون في ترقية أجهزتهم.