عبّر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، امس الاثنين، للمرة الأولى، عن تأييده لمشاركة روسيا في قمة مقبلة حول السلام في أوكرانيا،وسلّم رئيس الوزراء المجري قادة لاتحاد الأوروبي خطة لحل الصراع الأوكراني، فيما اعلن أمين عام حلف «الناتو» معارضته اعتراض بولندا صواريخ روسية في المجال الجوي الأوكراني.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في كييف «أعتقد أنه يجب أن يحضر ممثلون روس هذه القمة الثانية» بعد القمة الاولى في سويسرا الشهر الماضي، معرباً عن أمله في أن تكون «خطة» لمثل هذا اللقاء جاهزة في نوفمبر. ولم يتطرق إلى وقف الأعمال الحربية، لكن إلى وضع «خطة» حول ثلاثة مواضيع: أمن الطاقة في أوكرانيا التي تضررت منشآتها جراء القصف الروسي، وحرية الملاحة في البحر الأسود، وتبادل الأسرى.
وهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها زيلينسكي فكرة إجراء محادثات مع روسيا من دون انسحاب روسي مسبق من أراضيه. وكان في السابق وعد بأنه لن يجري محادثات مع روسيا طالما أن فلاديمير بوتين في السلطة، ووصل إلى حد توقيع مرسوم يجعل المفاوضات مع موسكو غير شرعية.
وتؤكد أوكرانيا بانتظام، أنها تريد استعادة كل الأراضي التي سيطرت عليها روسيا بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
من جهة أخرى، قدم رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، إلى زعماء الاتحاد الأوروبي خطته لتسوية النزاع في أوكرانيا، وتتضمن «أهدافاً ومواعيد نهائية واقعية»، بعد جولته إلى كييف، وموسكو، وبكين، وواشنطن.
وقال بالاج أوربان، المتحدث باسم رئيس الحكومة المجرية، امس الاثنين: «بالمعنى الدقيق للكلمة، نحن نتحدث عن خطة أوربان، المطروحة الآن على طاولة جميع رؤساء وزراء الاتحاد الأوروبي، فالتقييم الواقعي للوضع والأهداف الواقعية والجدول الزمني المناسب، هو ما يرتكز عليه نهجنا». ووفقاً للمتحدث، فإنه لا ينبغي المبالغة في تقدير دور المجر في هذا الشأن، لكن لا ينبغي أيضاً التقليل من أهمية حقيقة أنه خلال أسبوعين عقد أوربان عدداً من اللقاءات التي ينتظر البعض فرصة لإجرائها طوال سنوات. وأضاف: «بلادنا في الوقت الحالي هي الدولة الوحيدة التي لديها معلومات جديدة وملموسة حول كيفية تفكير الأطراف المتحاربة، وأبرز الوسطاء، وكيف يمكن المناورة بين المصالح المتباينة». وأشار ممثل رئيس الحكومة إلى أنه «إذا كانت أوروبا تريد السلام حقاً، فعليها، من جانبها، تقديم خطة، لديها ولو أدنى فرصة للتنفيذ».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، امس الاثنين، أن قواتها أسقطت طائرة «ميغ-29» تابعة لسلاح الجو الأوكراني، فيما بلغ مجموع خسائر الجيش الأوكراني خلال 24 ساعة نحو 1900 جندي. وذكرت الوزارة الروسية أن دفاعاتها الجوية دمرت أيضا 56 مسيّرة معادية، 22 منها حاولت الهجوم على شبه جزيرة القرم، ومناطق بريانسك وليبيتسك، وكورسك، الروسية الحدودية مع أوكرانيا. وأصابت القوات الروسية تجمعات لأفراد ومعدات الجيش الأوكراني في 109 مناطق.
على صعيد آخر، رفض الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، فكرة قيام بولندا باعتراض صواريخ روسية في المجال الجوي الأوكراني. وقال ستولتنبرغ رداً على سؤال عن هذه الفكرة: «سياسة حلف شمال الأطلسي لم تتغير. لن نشارك في هذا الصراع. سندعم أوكرانيا في تدمير الطائرات الروسية لكن الحلف لن يشارك بشكل مباشر».
وكانت وارسو أرادت مناقشة مسألة ما إذا كان يمكنها إسقاط الصواريخ فوق أوكرانيا، في قمة «الناتو» في واشنطن، الأسبوع الماضي.
(وكالات)