أظهرت عدة استطلاعات للرأي أجرتها جماعات ليبرالية في الولايات المتحدة، أن السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما أقدر من نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، على هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر نوفمبر، وذلك في حال تنحي جو بايدن عن السباق، عقب أدائه الكارثي في المناظرة الرئاسية الأولى، فضلاً عن التشكيك المتزايد في قواه الإدراكية والصحية.
وأعلنت جماعة ليبرالية أنها دفعت تكاليف استطلاعين للرأي خلال الأسبوعين الماضيين، حول هاريس ووجدوا أن تصنيفاتها إيجابية إلى حد ما، ورغم أن حضورها لم يكن جيداً بين الناخبين المستقلين، فإنها سجلت حضوراً أقوى بين الناخبين الشباب والسود واللاتينيين الذين لا يفضلون الرئيس بايدن كثيراً.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما هي من الأشخاص الذين حصلوا على استطلاعات رأي أعلى بكثير من هاريس. إذ يعتقد بعض أعضاء الحزب الجمهوري أنها لا تزال قادرة على دخول انتخابات 2024 لإنقاذ الديمقراطيين، رغم عدم إبدائها الرغبة في الترشح.
وقال السيناتور تيد كروز (جمهوري من تكساس): «أعتقد أن بايدن سيُجبر على التنحي.. مقدراً ذلك بنحو 80%.»، وأضاف: «المرشح البديل سيكون إما ميشيل أوباما، وإما كامالا هاريس. وتوقعت أنهم سيستبدلون بايدن بميشيل أوباما. وربما لا يزال هذا هو الحال».
وعن احتمال ترشيح هاريس، قالت حملة ترامب إنها مستعدة لذلك، لكن يعتقد معظم المحللين أن ميشيل أوباما يمكن أن تشكل تهديداً لترامب إذا ترشحت، في الوقت الذي لا يوجد فيه مؤشرات على ذلك.
ولكن إذا حصلت هاريس على الضوء الأخضر للترشح، فإن الديمقراطيين سيتمسكون بها، وفق ما قال المحلل مارك ثيسن لصحيفة واشنطن بوست.
وأضاف: «إن هاريس لن تقف جانباً وتسمح لشخص آخر بأن يكون المرشح، بل ستقاتل من أجل ذلك». ويؤكد أنه من المستحيل أن يستبدل الديمقراطيون هاريس، نائبة الرئيس السوداء، برجل أبيض. وهو تحليل يكشف كثيراً عن حالة الاستقطاب والانقسام التي تضرب المعسكر الديمقراطي.
وأمام الديمقراطيين فرصة لاستبدال مرشحهم الحالي قبل مؤتمر الحزب في أغسطس، فيما يكثفون دعواتهم إلى بايدن من أجل التنحي. فيما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» في وقت سابق إلى أن قادة الحزب يسعون إلى الضغط على حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم أو ميشيل أوباما ليكونا بديلين لبايدن.
ولا يمكن للرئيس الأسبق باراك أوباما الترشح، حيث يمنعه الدستور من ذلك في ظل فوزه بالرئاسة لفترتين في وقت سابق، لكنه يمكنه التدخل للضغط لصالح مرشحين آخرين مثل نائبة بايدن كامالا هاريس، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، وويس مور، حاكم ماريلاند.
وهناك مخاوف حقيقية من أن يرفض بايدن التنحي وقد يتطلب الأمر تدخلاً من كبار الديمقراطيين لحمل بايدن، مثل بيل وهيلاري كلينتون وباراك أوباما ونانسي بيلوسي وتشاك شومر، على التفكير في التنحي في الأيام المقبلة.
كما يُنظر إلى جيل بايدن على أنها عقبة في الطريق لأنها مصممة على أن يخوض زوجها الانتخابات في نوفمبر حتى مع وجود علامات استفهام حول صحته.
وسيعقد المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو من 19 إلى 22 أغسطس، حيث ترسل كل ولاية عدداً معيناً من المندوبين إلى المؤتمر الوطني.
إذا تنحى بايدن، فسيتعين على الحزب عقد سلسلة من التصويتات بين المندوبين تشمل معركة ضخمة على الأصوات تستمر على مدار عدة أيام.
وأظهر استطلاع رأي حديث أن 71 في المئة من الناخبين في الولايات المتأرجحة، الأشخاص الذين من المرجح أن يقرروا نتيجة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، اتفقوا على أن بايدن «كبير في السن للغاية، ليكون رئيساً فعالاً». ووجد استطلاع رأي جديد آخر أن 76 في المئة من جميع الناخبين لديهم مخاوف بشأن امتلاك الرئيس للقوة البدنية والعقلية اللازمة لولاية ثانية.