واصلت إسرائيل، أمس الخميس، قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة، وتوغلت دباباتها مجدداً في رفح جنوبي القطاع، بينما عادت الطائرات الإسرائيلية لاستهداف المربعات السكنية ومراكز الإيواء وتجمعات المدنيين، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، فيما أعلن الصليب الأحمر الدولي أن المراكز الصحية في جنوب غزة وصلت «إلى نقطة الانهيار»، واتهمت منظمة «أوكسفام» إسرائيل باستخدام الماء سلاحاً في حربها على غزة، في حين رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بإقامة مستشفى ميداني داخل إسرائيل لمعالجة الأطفال المرضى في غزة، قائلاً: «ابحثوا عن دول أخرى تعالجهم»، وألغى أمراً لوزير جيشه يوآف غالانت في هذا الصدد.
وواصل الجيش الإسرائيلي، قصفه البري والجوي والبحري على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث تركزت الهجمات على المربعات السكنية والمنازل المأهولة في وسط القطاع. وفي اليوم ال286، أوقعت غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على جباليا والبريج ومنطقة الزوايدة، عشرات القتلى والجرحى، بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في مستوطنات «غلاف غزة» للتحذير من إطلاق صواريخ وقذائف صاروخية. وارتكب الجيش الإسرائيلي 3 مجازر ضد العائلات الفلسطينية وصل منها للمستشفيات 54 قتيلاً و95 مصاباً خلال الساعات الماضية، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي أشارت إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 38848 قتيلا و89459 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس أن كل المرافق الصحية في جنوب قطاع غزة وصلت إلى «نقطة الانهيار»، بسبب القصف الإسرائيلي الذي يودي بحياة عدد كبير من الضحايا. وأشارت المنظمة إلى أن المستشفى الميداني التابع لها يضم 60 سريراً في رفح في جنوب قطاع غزة.
ومن جانبها، أصدرت منظمة «أوكسفام» تقريراً بشأن أزمة المياه في قطاع غزة، وقالت إن إسرائيل تستخدم المياه سلاحاً بشكل منهجي ضد أهالي القطاع. وأضافت أن سلوك إسرائيل استخفاف واحتقار لحياة الإنسان والقانون الدولي. وأوضحت المنظمة أن استخدام إسرائيل للماء كسلاح حرب أدى إلى انخفاض إمدادات قطاع غزة من المياه بنسبة 94%. وقال التقرير، الذي كشف عنه، أمس الخميس، إن إسرائيل ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية للمياه والكهرباء والصرف الصحي.
وفي هذا الصدد، حذرت 13 منظمة غير حكومية في تقرير نشر، أمس الخميس، من «تعطل» وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وحذرت «أطباء بلا حدود» وهي إحدى هذه المنظمات في بيان نقلت فيه أجزاء من التقرير من أن «الأحداث الأخيرة تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في حين تستمر المنظمات غير الحكومية في مواجهة العقبات التي يفرضها استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية».
ودانت المنظمات غير الحكومية ال 13 وبينها «أوكسفام» و«كير» و«سايف ذي تشيلدرن» و«أطباء العالم» «العرقلة المنهجية للمساعدات من قبل إسرائيل وهجماتها على عمليات الإغاثة».
في غضون ذلك، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اقتراحاً يقضي بإقامة مستشفى ميداني داخل حدود إسرائيل لعلاج أطفال غزة الذين يعانون أمراضاً مزمنة، ضمن صفقة محتملة لتبادل الرهائن. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ وزير الجيش يوآف غالانت برفض هذا المقترح، داعياً إلى «البحث عن بلدان أخرى تقبل باستقبال أولئك الأطفال».
إلى ذلك، دعت منظمة العفو الدولية، إسرائيل إلى إنهاء اعتقال الفلسطينيين من قطاع غزة «لأجل غير مسمى، ووضع حد لتعذيبهم في سجونها وعزلهم عن العالم الخارجي». (وكالات)