دكا – أ ف ب
ارتفعت حصيلة الاحتجاجات الطلابية التي تضرب بنغلاديش احتجاجاً على نظام المحاصصة في الوظائف الحكومية، حالياً، إلى 105 قتلى، الجمعة، فيما قررت السلطات حظر التظاهرات في دكا، وأعلنت توقيف أحد زعماء المعارضة الرئيسيين.
وتشهد بنغلاديش التي تعيش في عزلة بعد قطع الاتصالات عنها، اضطرابات خطرة، ومواجهات دامية بين قوات الأمن والطلاب، بعدما تحولت التظاهرات التي انطلقت مطلع يوليو/ تموز الجاري، للمطالبة بإنهاء نظام الحصص في التعيينات في القطاع العام، إلى اشتباكات عنيفة خلفت عشرات القتلى، والإصابات.
- غضب من نظام محاصصة الوظائف
وباتت التظاهرات الطلابية تشكل تهديداً غير مسبوق لحكم الشيخة حسينة، المستمر منذ 15 عاماً. وتهدف التظاهرات شبه اليومية، إلى إنهاء نظام الحصص في القطاع العام الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف لمجموعات محددة خاصة لأبناء قدامى المحاربين في حرب التحرير ضد باكستان عام 1971. ويطالب الطلاب بالتوظيف على أساس الجدارة، معتبرين أن هذا النظام يعطي الأفضلية لأبناء أنصار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي تحكم البلاد منذ عام 2009، ويتهمها المعارضون بالرغبة في القضاء على كل المعارضة لتعزيز سلطتها.
- هروب مئات السجناء
واقتحم المتظاهرون سجناً في منطقة نارسينغدي، وأطلقوا سراح مئات من نزلائه، الجمعة، قبل أن يضرموا النار في المبنى، بينما سعت الشرطة لقمع التظاهرات التي عمّت البلاد، خصوصاً في العاصمة دكا، رغم فرضها حظراً على التجمعات. وأسفرت الاضطرابات، هذا الأسبوع، عن مقتل 105 أشخاص، وفق إحصاء استند إلى بيانات المستشفيات،
واتخذت شرطة دكا إجراء بحظر جميع التجمعات العامة لهذا اليوم، للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات، في محاولة لمنع يوم آخر من العنف.
وقال قائد الشرطة حبيب الرحمن: «حظرنا جميع التجمعات والمواكب والتجمعات العامة في دكا اليوم»، مضيفاً أن هذه الخطوة ضرورية لضمان «السلامة العامة».
ولم يمنع ذلك جولة أخرى من المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في أنحاء المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، على الرغم من حجب الإنترنت، بهدف منع المحتجين من تنظيم تجمعات.
وكان إطلاق النار من قبل الشرطة سبباً في أكثر من نصف الوفيات المبلغ عنها، هذا الأسبوع. وبالأمس، اتهمت الشرطة في بيان «المحتجين» ب«إحراق وتخريب وتدمير» مبان رسمية، بما في ذلك مبنى التلفزيون الحكومي BTV، بعد انقطاع «شبه كامل» للإنترنت في أنحاء البلاد.
وقال فاروق حسين المتحدث باسم شرطة دكا، إن «مئة شرطي أصيبوا خلال الاشتباكات»، الخميس، كما تم «إحراق نحو خمسين مركزاً للشرطة». وأضاف، أن الشرطة اعتقلت أحد قادة المعارضة الرئيسيين في دكا، روح الكبير رضوي أحمد، زعيم الحزب القومي البنغلاديشي، من دون تقديم تفاصيل عن أسباب اعتقاله.
وأشار حسين إلى أنه «يواجه مئات القضايا».
وتتهم جماعات حقوقية حكومة الشيخة حسينة بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة.
وأمرت إدارتها، هذا الأسبوع، بإغلاق المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى، في الوقت الذي كثفت فيه الشرطة جهودها للسيطرة على الوضع المتدهور في مجال القانون والنظام.
وقال علي رياض، أستاذ السياسة في جامعة إلينوي: «إنها فورة السخط الكامن بين الشباب الذي تراكم على مر السنين بسبب حرمانهم من حقوقهم، الاقتصادية والسياسية». وأضاف: «أصبحت حصص التوظيف رمزاً لنظام مزيف».
- منع الاتصالات
وتكثف الحراك في الأيام الماضية، واندلعت اشتباكات في مدن عدة، بينما هاجمت شرطة مكافحة الشغب الطلاب الذين أقاموا حواجز بشرية على المحاور الرئيسية.
وقال الطلاب إنهم عازمون على مواصلة الاحتجاجات على الرغم من إلقائها خطاباً، سعياً لتهدئة الاضطرابات.
وأمرت السلطات، هذا الأسبوع، بإغلاق المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى مع تدهور الوضع.
وذكرت قناة «اندبندنت» التلفزيونية، أن ما يقرب من نصف مقاطعات بنغلاديش، البالغ عددها 64، شهدت اشتباكات، الخميس.
وقالت الشبكة إن أكثر من 700 شخص أصيبوا خلال اليوم، بما في ذلك 104 من رجال الشرطة، و30 صحفياً.
ولا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة في البلاد، وفقاً لمنظمة نيتبلوكس للدفاع عن الشبكة الإلكترونية، ومقرها لندن.
وكتبت المنظمة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي «إن الاضطرابات تمنع العائلات من التواصل، وتقوّض الجهود لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان».