بيروت – «الخليج»، وكالات:
تصاعدت حدة المواجهات على جانبي الحدود الجنوبية للبنان، أمس الجمعة، وشنت الطائرات الحربية والمسيَّرات الإسرائيلية سلسلة غارات على عدد من المواقع والأهداف داخل الأراضي اللبنانية، فيما أمطر «حزب الله» المستوطنات بعشرات الصواريخ رداً على القصف الإسرائيلي للقرى الحدودية وعلى عمليات اغتيال مقاتلين وكوادر وعناصر في صفوفه وفي صفوف حلفائه، في وقت دعا مبعوث روسي من السراي الحكومي إلى ضبط النفس تمهيداً لإحياء عملية السلام.
وواصلت القوات الإسرائيلية، أمس الجمعة، استهداف قرى وبلدات جنوب لبنان بالقصف المدفعي والغارات الجوية، واستهدف الطيران الحربي بلدة حولا بغارتين متتاليتين. كما استهدفت مُسيَّرة إسرائيلية بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط، ثم أغار الطيران الحربي على البلدة نفسها. واستهدف القصف المدفعي والفوسفوري والقذائف الضوئية بلدة حولا وأطراف كفر حمام والهبارية. وطال القصف المدفعي أطراف بلدات شيحين مجدلزون، ومرتفعات بلدة شبعا.
وبالمقابل، نفذ «حزب الله»، أمس الجمعة، عمليات استهدفت شمال إسرائيل، بينها قصف عدد من المستوطنات للمرة الأولى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض هدفاً جوياً أطلق من لبنان. وقال «حزب الله» في عدة بيانات إن مقاتليه استهدفوا موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ وابل الثقيل، ما أدى إلى إصابة الموقع إصابة مباشرة وتدمير قسم منه واشتعال النيران فيه، وذلك رداً على الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين في بلدات صفد البطيخ ومجدل سلم وشقرا. كما استهدف مقاتلوه انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة راميم بصاروخ بركان وأصابوه إصابة مباشرة واندلعت النيران في المكان، وكذلك استهدفوا موقع المطلة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة، إلى جانب استهداف مرابض المدفعية في خربة ماعر وانتشاراً لجنود إسرائيليين في محيطها بعشرات صواريخ الكاتيوشا والفلق، وحققوا إصابات مباشرة. كما أعلن الحزب استهداف مقاتليه ثلاث مستعمرات جديدة، لأول مرة، وهي: أبيريم، ونيفيه زيف، ومنوت، بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوَّت أمس مرات عدة في شمال إسرائيل وتحديداً في مستوطنات المطلة وأبيريم وفسوطة ومرغليوت. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن «رشقات صاروخية أطلقت من لبنان وصفارات الإنذار دوَّت في المطلة وإصبع الجليل بالشمال»، فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «نحو 70 صاروخاً أطلقها «حزب الله» على إسرائيل منذ صباح أمس الجمعة». وأعلن الجيش الإسرائيلي «اعتراض هدف جوي تسلّل من لبنان من دون وقوع إصابات».
وفي سياق متصل، بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي إلى لبنان فلاديمير سافرونكوف، الوضع في جنوب لبنان وفي غزة ومسار السلام المتوقف. وشدد سافرونكوف خلال اللقاء على ضرورة قيام كل الأطراف بضبط النفس تمهيداً لإحياء عملية السلام، لافتاً إلى أن زيارته للبنان تندرج في إطار جولة له في المنطقة، مؤكداً العلاقات الوطيدة بين لبنان وروسيا وأهمية توطيدها وتطويرها في المجالات كافة.