سارعت غالبية أقطاب الحزب الديمقراطي الأمريكي إلى الالتفاف حول نائبة الرئيس كامالا هاريس، لاستلام الراية في السباق الرئاسي لمواجهة المرشح الجمهوري العنيد دونالد ترامب، وتحقيق حلم أمريكي برئاسة سيدة أعظم دولة في العالم، فيما جمع الديمقراطيون، خلال ساعات، أكبر قدر من التبرعات في 2024، وأعلنت المجموعة المسؤولة عن جمع التبرّعات لحملة الانتخابات الرئاسية للحزب الديمقراطي أنّها جمعت 49.6 مليون دولار من التبرعات في أقل من يوم منذ إطلاقها مباشرة بعد انسحاب بايدن.
وألقى جميع رؤساء الحزب الديمقراطي الخمسين في الولايات بثقلهم خلف هاريس لتكون المرشحة الرئاسية الجديدة للحزب، لكن ظلت مواقف بعض الأعضاء الأقوياء في الحزب غامضة، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي أعلنت تأييد هاريس متأخرة، بينما ظل الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما صامتاً حتى بعد 24 ساعة من انسحاب بايدن.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن القادة البارزين في المؤسسة الديمقراطية رحبوا بسرعة بهاريس، وذلك «على أمل أن تؤدي الخلافة السلسة إلى إنهاء شهر من الفوضى وتحويل المسابقة التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تميل لمصلحة الجمهوريين».
وأدى خروج بايدن المفاجئ، أمس الأول الأحد، وتأييده لهاريس إلى «قلب السباق رأساً على عقب»، وذلك بعد ثمانية أيام فقط من نجاة ترامب من محاولة اغتيال في تجمّع انتخابي في بنسلفانيا.
وقالت مصادر لوكالة «رويترز»: إن حملة ترامب كانت تستعد منذ أسابيع لهاريس في حالة انسحاب بايدن، بينما أيّد بايدن نائبته لتحل محله مرشحةً للحزب الديمقراطي.
وهاريس، البالغة من العمر 59 عاماً، جاءت في استطلاعات الرأي الأخيرة أقل من ترامب بنقطتين مئويتين فقط في المتوسط على الصعيد الوطني، ب 46% مقابل 48%، وهذا يعتبر تحسناً عن موقف بايدن في السباق بثلاث نقاط مئوية في متوسط استطلاعات الرأي، ب47% مقابل 44%، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز».
ومع فوز الديمقراطيين في انتخابات 2020، تولت هاريس منصب نائب الرئيس، وأدت اليمين مع الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن في حفل التسليم يوم 20 يناير/ كانون الثاني عام 2021، وبذلك أصبحت أول امرأة وأول أمريكية من أصول سوداء وآسيوية تصل إلى منصب نائب الرئيس الأمريكي، وقد تصبح سيدة البيت الأبيض الحاكمة، إذا حصلت على ثقة الحزب وفازت بانتخابات الخامس من نوفمبر.
وفي أول ظهور لها بعد تنحي بايدن عن السباق الرئاسي، قالت هاريس: إنه «أمامنا 105 أيام للفوز بالانتخابات، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، «لديه ميراث لا يضاهى في التاريخ المعاصر، ونحن نشكره على ذلك».
وفي الأثناء، ينظر الناشطون الديمقراطيون إلى خيارات هاريس المحتملة لمنصب نائب الرئيس، ويقول البعض: إنه إذا تم ترشيح هاريس بوصفها أول امرأة أمريكية سوداء وآسيوية لتولّي الرئاسة، فمن المرجّح أن توازن ترشحها مع رجل أبيض لمنصب نائب الرئيس. ويجري تداول أسماء مرشّحين بارزين، بينهم حاكم ولاية نورث كارولينا روي كوبر، وهو معتدل جنوبي، عمل لدى المجلس التشريعي الجمهوري، وانضم إلى هاريس في مهاجمة الجمهوريين بسبب القيود المفروضة على حقوق الإجهاض، وتعرّفت هاريس إليه عندما كانا مدَّعِيَين عامّين في ولايتيهما. وكانت هاريس سافرت الخميس الماضي إلى الولاية، حيث شاركت في تجمّع انتخابي مع كوبر.
والمرشح الآخر المحتمل هو حاكم كنتاكي آندي بشير، الذي فاز مجدداً خلال العام الماضي في الولاية المحافظة، ويمكن لحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو أن يساعد الديمقراطيين في كسب الولاية المتأرجحة التي تعتبر حاسمة لتحقيق النصر في نوفمبر المقبل. وهناك احتمال آخر، وهو حاكم إلينوي جاي بي بريتزكر، وهو ملياردير يمكنه توفير تمويل كبير للحملة الديمقراطية.
ولم يُعرف ما إذا كانت هاريس مستعدة لاختيار حاكمة ميتشغان غريتشين ويتمور، التي ستختبر ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لوضع امرأتين في البيت الأبيض، لكن مصادر مطلعة تؤكد أن ويتمور تستعد للترشح للانتخابات عام 2028.
وسيعلن الحزب الديمقراطي القرار النهائي في مؤتمره الوطني في مدينة شيكاغو بين 19 و 22 أغسطس المقبل، رغم أن اتفاقاً في الآراء قد يتشكل داخل الحزب قبل ذلك بوقت طويل. (وكالات)