جدد المستوطنون اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى، أمس الاثنين، في أعقاب مواجهات عنيفة اندلعت منذ الأحد في باحات المسجد وأحياء القدس الشرقية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى بين الفلسطينيين، فيما استدعى الأردن القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمّان وقدم احتجاجاً رسمياً ضد الممارسات الإسرائيلية في القدس، بينما يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء بطلب من خمس دول بينها الإمارات لبحث التوترات المتصاعدة في المدينة المقدسة، في حين أعلن الأردن، أن المملكة ستستضيف الخميس المقبل اجتماعا وزاريا عربيا طارئا لبحث مواجهة «التصعيد الإسرائيلي الخطير» في القدس.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن المستوطنين، اقتحموا أمس الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، المسجد الأقصى وسط حماية من القوات الإسرائيلية. وانتشر المستوطنون في البلدة القديمة في القدس تزامناً مع اقتحام الأقصى، إلى جانب إغلاق القوات الإسرائيلية محيط شارع الواد بالبلدة. واعتدت القوات الإسرائيلية على المصلين، تمهيداً لاقتحام مجموعات جديدة من المستوطنين، إلى جانب محاصرتها للمصلى القبلي.
وكانت «جماعات الهيكل» اليهودية اليمينية المتطرفة أعلنت تنظيم اقتحامات جماعية موحدة خلال أسبوع «الفصح العبري» للمسجد الأقصى، حيث تبدأ الاقتحامات الساعة السابعة صباحاً من جهة باب المغاربة على فترتين يومياً، وتستمر حتى يوم الخميس المقبل. كما قامت القوات الإسرائيلية صباح أمس، بإجبار العشرات من المحال التجارية على إغلاق أبوابها في شارع بئر السبع وفي منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، تمهيداً لاقتحام المستوطنين وسط المدينة، حيث لوحظ انتشار العشرات من الجنود الإسرائيليين في المنطقة. وأتى ذلك بالتزامن مع قيام السلطات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الإبراهيمي أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، أمام المسلمين ومنعهم من دخوله والصلاة فيه، بهدف استباحة المسجد والسماح للمستوطنين بالاحتفال ب «عيد الفصح».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، أن المملكة ستستضيف الخميس المقبل اجتماعا وزاريا عربيا طارئا لبحث مواجهة «التصعيد الإسرائيلي الخطير» في القدس. وكانت الوزارة، أعلنت في وقت سابق، أنّها استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمّان وسلّمته رسالة احتجاج تطالب فيها بوقف «الانتهاكات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية» في المسجد الأقصى في القدس، مشددة على ضرورة احترام حقوق المصلّين ممارسة شعائرهم الدينية بحريّة ودون قيود. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة هيثم أبو الفول في بيان إنّه «تمّ إبلاغ القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية رسالة احتجاجٍ لنقلها على الفور لحكومته تتضمّن المُطالبة بالوقف الفوري للانتهاكات والمحاولات الإسرائيلية المُستهدِفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المُبارك». وكان مجلس النواب الأردني وافق، أمس الاثنين، على رفع طلب للحكومة بطرد السفير الإسرائيلي في عمّان، احتجاجاً على الاعتداءات الأخيرة في القدس. وقال نائب رئيس الوزراء الأردني، أيمن الصفدي، في وقت سابق، إن الحكومة ستحمل القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمّان، رسالة احتجاج وتحذير ومطالبة بوقف الانتهاكات للمسجد الأقصى. في غضون ذلك، أعلنت مصادر دبلوماسية، أمس الاثنين، أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد صباح اليوم الثلاثاء جلسة مغلقة للبحث في تصاعد حدّة التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين في القدس. وقد طلبت فرنسا وإيرلندا والصين والنرويج والإمارات العربية المتحدة عقد هذا الاجتماع بعدما أدّت موجة جديدة من العنف الأحد إلى إصابة أكثر من 20 شخصاً داخل المسجد الأقصى في القدس وفي محيطه.(وكالات)