أبوظبي: «الخليج»
نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، بتنفيذ أول إجراء في دولة الإمارات للتخطيط الكهربائي ثلاثي الأبعاد للدماغ (المعروف أيضاً بتخطيط كهربائية الدماغ المجسم)، وهو إجراء تشخيصي بأدنى حدود التدخل لتحديد منشأ نوبات الصرع البؤرية التي يصعب علاجها داخل الدماغ.
ويعتبر الصرع اضطراباً صحياً مزمناً يتسم بنوبات متكررة بسبب تفريغ كهربائي غير طبيعي من خلايا الدماغ يحدث بوتيرة متزامنة، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، أنه يتم تشخيص نحو 5 ملايين شخص بهذه الحالة سنوياً، في حين يتراوح معدل الحالات النشطة بين 4% إلى 10% من كل 1000 شخص.
وتم تنفيذ هذا الإجراء المبتكر بالمستشفى على مريض إماراتي أثقل الصرع كاهله لأكثر من عقد من الزمن، وبعد دراسة حالته بالتعاون بين تخصصات مختلفة وأيام من التخطيط الدقيق، استغرق الإجراء الجراحي ساعات عدة، وتم بعد ذلك متابعة حالة المريض ضمن بيئة مراقبة مكثفة لمدة 10 أيام مع بقاء الأقطاب في مكانها، وتم التقاط نوبات المريض بشكل محدد والتعرّف إلى مصادرها من الدماغ. وبالإضافة لذلك، تم إدخال تيار كهربائي من خلال الأقطاب لتحفيز نوبات الصرع المحددة لدى المريض، ما يدعم بشكل أكبر التعرف إلى المنطقة التي نشأت منها النوبات، والمعروفة باسم «منطقة الصرع».
وقال الدكتور فلوريان روزر، رئيس معهد جراحة الأعصاب بمعهد الأعصاب بالمستشفى، الذي تولى مهمة قيادة الفريق المسؤول عن علاج المريض: «إن لم نتمكن من تحديد منشأ نوبات الصرع عبر تسجيل كهربائية الدماغ القياسية من خلال الرأس أو وسائل التصوير الأخرى غير الجراحية، يصبح إجراء التخطيط الكهربائي ثلاثي الأبعاد للدماغ أمراً لا مفر منه، وينطوي هذا الإجراء على مراقبة منشأ نوبات الصرع بالدماغ، على النقيض من المراقبة عبر الرأس من الخارج، إلا أن التحدي لهذا الإجراء يكمن في وضع الأقطاب عميقاً في الدماغ دون إلحاق أي ضرر بالأوعية الدموية وبنية الدماغ الحيوية، لذلك تعمل برمجياتنا المتطورة الفريدة في الإمارات على الجمع بين العديد من إجراءات التصوير لوضع خطة محكمة وآمنة وفعالة لزرع الأقطاب».
وشدد الدكتور أوجين العشّي استشاري طب الأعصاب بالمعهد، على أهمية التدخل الجراحي المبكر، وأضاف، «أظهرت العديد من الدراسات بأن التدخل الجراحي المبكر يمكن أن يحسن من المخرجات العلاجية على مستوى الذاكرة وجودة الحياة ومعدلات نجاح العلاج التي قد تصل إلى 70% حسب الحالة».
وسلط الضوء على الطبيعة متعددة التخصصات لهذا الإجراء، مؤكداً الدور الحيوي الذي لعبه خبراء الصرع وجراحو الأعصاب، وعلماء النفس العصبي، وأخصائيو الأشعة العصبية، وأخصائيو الأشعة في الطب النووي.
وأردف، «يمثل هذا الإنجاز دلالة على التزام فريقنا المتعدد التخصصات ودعم معهدنا، والهيئات الصحية المعنية، الإرادة العالية التي أظهرها كل من المريض وأفراد أسرته. ونحن فخورون بتحقيق هذه النتيجة وممتنون للثقة التي وضعها المريض بنا».