قصفت القوات الروسية، أمس الاثنين، مئات الأهداف العسكرية الأوكرانية، ودمرت مواقع قيادة بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو، بينما قالت السلطات في مدينة لفيف في غرب البلاد،إن هجوماً صاروخياً أودى بحياة سبعة أشخاص،وأعلنت القوات الروسية إغلاق مدينة ماريوبول الساحلية ومنع التجول فيها إلا بإذن، وطلبت السلطات الأوكرانية من الروس السماح بممر آمن من مصنع ازوفستال آخر معقل يتحصن فيه المقاتلون الأوكرانيون.
تدمير مئات الأهداف
قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس الاثنين، إن صواريخها دمرت 16 منشأة عسكرية أوكرانية في مناطق خاركيف وزابوريجيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك وفي مدينة ميكولاييف الساحلية في جنوب وشرق البلاد. وأشارت إلى أن من بين الأهداف المدمرة بصواريخ جوية عالية الدقة خمسة مواقع قيادة، ومستودع تخزين للوقود، وثلاثة مستودعات للذخيرة والأسلحة، في مناطق بارفينكوفو، وغولياي بو، وكاميشيفاخا، وزيلينوي القطب، وفيليكوميخايلوفكا.
وأضافت أن القوات الجوية الروسية شنت ضربات على 108 مناطق تتمركز فيها القوات الأوكرانية، وأن المدفعية ضربت 315 هدفاً عسكرياً أوكرانياً خلال 24 ساعة. كما ذكرت أنه تم إسقاط مقاتلتين أوكرانيتين من طراز «ميغ-29» في إيزيوم، وواحدة من طراز «سو-25» في منطقة أفدييفك،وتدمير 8 دبابات وعربات قتال مصفحة أخرى، في مناطق باشكوفو، فيسيلي وإيليتشيفكا. كما تم إسقاط 11 طائرة مسيرة أوكرانية،واعتراض أنظمة الدفاع الجوي الروسية 10 صواريخ أوكرانية من طراز «إم آر إل أس» أطلقت على تشيرنوبيفكا.
ماريوبول
يحاول الجيش الروسي الآن السيطرة بشكل كامل على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة منذ أسابيع والتي ستكون مكسباً استراتيجياً كبيراً إذ تربط بين أراض يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا في الشرق وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك الاثنين إن الوضع في مدينة ماريوبول الساحلية «صعب جداً» لكن القوات الروسية لم تسيطر بالكامل بعد على المدينة. ونقلت قناة «سي بي إس» الأمريكية، مساء الأحد، عن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا وصفه للوضع في ماريوبول بأنه «مزرٍ عسكرياً ومفجع»، معتبراً أن المدينة «لم تعد موجودة» جراء العملية العسكرية التي تشنها روسيا في بلاده.
وقال مستشار رئيس بلدية ماريوبول الأوكرانية، بيترو أندريوشينكو، إن القوات الروسية أعلنت أن المدينة المحاصرة، ستُغلق أمام الدخول والخروج بداية من صباح الاثنين. وحذر في هذا السياق، من «تصفية» الرجال المتبقين في المدينة.
وأضاف مستشار رئيس بلدية ماريوبول أن القوات الروسية بدأت في إصدار تصاريح للتنقل داخل المدينة، ونشرت صورة يُزعم أنها تظهر السكان وهم يصطفون للحصول على التصاريح. وشق سكان، بعضهم على متن دراجات، طريقهم حول الدبابات والمركبات المدنية المدمرة بينما قام الجنود الروس بفحص وثائق سائقي السيارات.
المعركة المتوقعة
ويُتوقع أن تندلع معركة حاسمة في مصنع «آزوف ستال» الذي يتحصن فيه مقاتلو كتيبة «آزوف» الأوكرانية. وفي هذا السياق، توعد الجيش الروسي بتدمير القوات الأوكرانية التي ترفض الاستسلام في ميناء ماريوبول المحاصر بعد انتهاء مهلة الاستسلام. وقالت الدفاع الروسية إن نحو 400 من المرتزقة الأجانب محاصرون في مصنع آزوفستال بماريوبول.
ودعت أوكرانيا الاثنين روسيا إلى تسهيل فتح ممر إنساني للنازحين من مدينة ماريوبول وممر آخر من مصنع للصلب يعد آخر معقل رئيسي للمقاومة الأوكرانية في المدينة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك في منشور على موقع تيليجرام «نطالب بممر إنساني عاجل من مصنع آزوفستال للنساء والأطفال وغيرهم من المدنيين».
ومصنع آزوفستال للصلب، هو واحد من أكبر مصانع التعدين في أوروبا ويغطي أكثر من 11 كيلومتر مربع ويطل على بحر آزوف.
لا اتفاق على ممرات
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن أوكرانيا وروسيا فشلتا في الاتفاق حول القوافل الإنسانية لإجلاء المدنيين من المناطق المتضررة من الحرب لليوم الثاني.
السيطرة على كريمينا
وقال سيرغي جايداي حاكم منطقة لوغانسك في خطاب بثه التلفزيون، أمس الاثنين، إن القوات الروسية تقدمت خلال الليل واستولت على كريمينا الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمالي ماريوبول، قائلاً إن السلطات لم تعد قادرة على إجلاء الناس من البلدة لكن عمليات الإجلاء استمرت في مناطق أخرى.
استهداف لفيف
وقالت السلطات الأوكرانية إن الصواريخ أصابت منشآت عسكرية ومركزاً لخدمة إطارات السيارات في لفيف التي تبعد 60 كلم فقط عن الحدود البولندية. وقال أندريه سادوفي رئيس بلدية لفيف إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 11 بجروح، مضيفاً أن الانفجار هشم نوافذ فندق يستضيف أوكرانيين تم إجلاؤهم من مناطق أخرى بالبلاد.(وكالات)