إعداد: أحمد صلاح الدين
مع استمرار المعارك والحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة والمستعرة منذ قرابة 10 شهور، يلوح في الأفق أتفاق هدنة وشيك يطرق باب القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية وغير مسبوقة. ورغم عدم اليقين بجدوي تلك المفاوضات بين الإسرائيليين وحماس ومدى جديتها إلا أنها تبقى الأمل الوحيد لرفع معاناة الغزيين المستمرة منذ شرارة الحرب الاولى في السابع من أكتوبر/ تشرين الاول.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء، إن رئيس الوزراء أبلغ عائلات رهائن محتجزين في قطاع غزة أنه قد يتم التوصل قريباً إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح أقاربهم، وذلك رغم احتدام القتال في قطاع غزة.
وتواصل القوات الإسرائيلية عملية في خان يونس بجنوب قطاع غزة بعد أن أصدرت أوامر إخلاء لبعض المناطق التي قالت إن مسلحين فلسطينيين استخدموها لشن هجمات جديدة منها، فيما قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن آلاف الأشخاص يفرون إلى مناطق أكثر أمناً بعد قصف جوي إسرائيلي.
ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو الذي يزور واشنطن حالياً الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق من هذا الأسبوع بعد إلقاء خطاب أمام الكونجرس.
- مجرد امتصاص غضب
قال نتنياهو للعائلات الاثنين في واشنطن «الظروف من أجل التوصل لاتفاق تتحسن بلا شك. وهذا مؤشر جيد»، وأضاف «لسوء الحظ، لن يتم ذلك دفعة واحدة ستكون هناك مراحل، ومع ذلك أعتقد أنه يمكننا دفع الاتفاق والحفاظ على قدرة من أجل إطلاق سراح الآخرين (الرهائن الباقين بعد أول مرحلة)».
واكتسبت الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، الذي طرحه بايدن في مايو/ أيار وتتوسط فيه مصر وقطر، زخماً خلال الشهر الماضي.
وترى حماس أنه لا يوجد جديد في موقف نتنياهو، وأن تصريحاته تلك مجرد مماطلة، وإرساله الوفد من أجل امتصاص غضب أهالي الأسرى الإسرائيليين.
- تلميحات أمريكية
ورغم ما تراه حماس إلا أن تلميحات لوزير الخارجية الأمريكي خلال تصريحات متلفزة الجمعة، أكدت أن هناك «موافقة من إسرائيل وحماس على مقترح بايدن للهدنة، وأن الأمور تتجه نحو الهدف النهائي في ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق، والأمر يتعلق الآن بالانتهاء من التفاوض بشأن بعض التفاصيل المهمة، دون أن يذكرها.
ونقل إعلام إسرائيلي، السبت، عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قوله إن «حماس» مهتمة بالتوصل إلى صفقة لتبادل المحتجزين و«الأرض مهيأة» للتوصل إلى اتفاق.
ومن المقرر أن يستأنف فريق تفاوض إسرائيلي الخميس، محادثات تهدف لتحرير الرهائن مقابل الإفراج عن فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب قبل 10 شهور، شهدت غزة هدنة واحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لم تستمر إلا نحو أسبوع، تضمنت إطلاق سراح 105 من الرهائن مقابل الإفراج عن 240 سجيناً فلسطينياً وإدخال مساعدات إغاثية، قبل أن يدخل الوسطاء نحو نصف عام بين «مناورات» و«تعقيدات» من قبل طرفي الحرب لم تسفر عن هدنة ثانية.
واقتادت حركة حماس بعد هجوم مباغت على منطقة غلاف غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أدى وفقاً لإحصائيات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص، نحو 250 رهينة، ولا تزال حماس وفصائل أخرى تحتجز 120 رهينة، فيما أعلنت السلطات الإسرائيلية وفاة ثلثهم.
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، وصل عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع إلى أكثر من 39 ألف فلسطيني حتى الآن، في قطاع غزة، حيث تعرضت مدينة خان يونس لقصف جوي إسرائيلي الثلاثاء ودارت اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في شوارعها المدمرة ما أجبر المدنيين على الفرار.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) على منصة إكس «الآلاف من الأشخاص يضطرون إلى التنقل مرة أخرى، هرباً من القصف والعمليات العسكرية دون وجود مكان آمن يلجأون إليه، الوضع بات لا يمكن تحمله، دورة الخوف والنزوح استمرت لفترة طويلة، والناس جميعهم في غزة مرهقون ويعيشون في ظروف غير إنسانية».
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات المسلحين قتلوا في خان يونس جراء القصف بالدبابات والطائرات واشتباكات جنوده عن قرب مع المسلحين.
وذكرت وكالات أنباء أن شخصاً قتل في غارة جوية إسرائيلية في المنطقة الثلاثاء، بعد مقتل العشرات في هجمات هناك الاثنين.. وأن الدبابات الإسرائيلية واصلت التمركز في عمق بلدة بني سهيلا القريبة، و أن جنوداً شوهدوا وهم ينبشون داخل المقبرة الرئيسية في البلدة بينما سيطر آخرون على أسطح المباني الشاهقة ويطلقون من حين لآخر نيران أسلحتهم باتجاه المناطق الغربية.
وفي مخيم البريج بوسط قطاع غزة حيث قتل ستة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية على منزل، قال بعض السكان إنهم تلقوا مكالمات من مسؤولي أمن إسرائيليين تأمرهم بمغادرة منازلهم. وتوجهت بعض العائلات نحو مخيم النصيرات غرباً.