عادي
اسأل الخليج
26 يوليو 2024
11:32 صباحا
تعدّ باريس الساعات قبل انطلاق حفل افتتاح تاريخي غير مسبوق لألعابها الأولمبية الصيفية الجمعة، باستعراض نحو سبعة آلاف رياضي من الدول المشاركة لنحو أربع ساعات على عبّارات وقوارب في نهر السين وسط مدينة النور، في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة.
وتريد فرنسا تعزيز صورتها من خلال هذه الألعاب، عبر استضافة نحو 100 رئيس دولة أو حكومة، لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثّف بينما تشتعل الصراعات حول العالم.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس في عشاء نظّمه لرؤساء الدول في متحف اللوفر «سترون غداً أحد أروع حفلات الافتتاح».
الحفل المنظّم للمرّة الأولى في التاريخ خارج ملعب، ينطلق الساعة السابعة والنصف مساء (17:30 ت غ)، وينتهي ليلاً، لكنه شهد شكوكاً وتقلّبات، منذ نشوء فكرة ترك موقع الملعب «الآمن» لمصلحة زرع المدرّجات على ضفاف النهر.
قال رئيس اللجنة المنظّمة توني إستانغيه «يمثل هذا الأمر تحدياً كبيراً»، فيما تراجع العدد الأساسي المقترح تدريجياً ليصبح 320 ألف متفرّج، 220 ألفاً منهم على ضفاف النهر مجاناً و100 ألف بطاقة مدفوعة بالقرب من النهر.
وبدت المناطق المطلّة على نهر السين مخيّماً حصيناً في آخر عشرة أيام، واقتصر عبور الحواجز الحديدية على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزوّدين برمز المربع الثمين.
فُحصت كل القوارب التي تسير في النهر، وتخضع العبّارات والقوارب الـ85 التي ستنقل الرياضيين لرقابة صارمة.
تأهب أمني
تأهّبت قوى الأمن كما لم يحصل من قبل، مع وصول العدد إلى 45 ألفاً بين شرطة ودرك موزّعين على الطرق. يضاف إليها ألفا عنصر أمن خاص وألف شرطي من بلدية باريس. كما ستقوم فرقة قوامها عشرة آلاف عسكري بدعم هذه الترسانة الأمنية.
سيُنشر رماة «النقاط العالية» على أسطح باريس على طول النهر، لتحييد أي مسلّح يستهدف الحشود أو وفداً من الرياضيين على متن قارب أو رئيس دولة أو حكومة زائر. وأخيراً، ولأوّل مرة، ستعمل وحدات النخبة من الشرطة والدرك معاً.
سيعمل نحو 200 شرطي من وحدة «ريد» (البحث، المساعدة، التدخل والردع) لضمان الأمن على النهر، وسيكون 350 من رجال الدرك التابعين لوحدة مكافحة الإرهاب وإدارة الأزمات مسؤولين عن تأمين الفضاءات، وسيقوم نحو مائة شرطي من لواء البحث والتدخل «بي آر إي» التابعين لمفوضية الشرطة بحماية الأرصفة.
كما ستكون فرقة تدخل الدرك النخبوية «سي إي جيه إن» مسؤولة أيضاً عن تأمين تنقلات رؤساء الدول والحكومات، وستضمن أيضاً حماية الرياضيين في الحافلات التي ستنقلهم إلى منطقة ركوب القوارب وأثناء ركوبها حتى النزول في ساحة تروكاديرو.
على الصعيد الفني، يعمل مخرج العرض توما جولي منذ 18 شهراً. رغم إقراره بالتركيز على الإرث الفرنسي، فإنه يحتفظ بسرية مضمونه.
كلّ ما نعرفه أن استعراض الدول على القوارب سترافقه 12 لوحة تصطف على مدى ستة كيلومترات بجانب النهر.
أقرّ جولي بأن «الفكرة هي القول إنه لا توجد فرنسا واحدة، بل العديد منها».
ومنذ أشهر عدّة تسري تكهنات حول هوية الفنانين. الكندية سيلين ديون، الأمريكية ليدي غاغا، الفرنسية-المالية آية ناكامورا المغنية الفرنكوفونية الأكثر استماعاً في العالم، من أبرز المرشحات، إلى جانب بعض المقاطع من أغاني إديت بياف وشارل أزنافور.
شكوك حول الأرصاد الجوّية
يرافق عرض السين عرض دبلوماسي مع حضور 100 شخصية بينها 85 رئيس دولة وحكومة على المنصّة الرسمية في ساحة تروكاديرو.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الغائب الأكبر، علماً أن بلاده موقوفة ولن يتم عزف نشيدها في حال تتويج بعض الرياضيين المشاركين تحت علم محايد وبشروط صارمة خصوصاً عدم دعم الحرب ضد أوكرانيا.
يغيب الرئيس الصيني شي جين بينغ، وسيمثله نائبه هان جنغ، فيما يرسل الرئيس الأمريكي جون بايدن زوجته جيل بعد عزوفه عن الترشّح مجدّداً للبقاء في البيت الأبيض.
بعد العرض الفني، الأمن والدبلوماسية… تبقى مسألة الطقس.
لن تؤدّي أي عواصف أو موجات حرّ إلى تعطيل الحفل، فيما يبقى هطل بعض قطرات المطر وارداً.
وللسماح للرياضيين بالمشاركة في حفل الافتتاح ستتوقف المسابقات التي انطلق بعضها الجمعة. وحدها تمارين الرماية ستستمر صباحاً في منطقة شاتورو البعيدة عن باريس وعرضها المنتظر.
https://tinyurl.com/mv2bvzv6