بيروت (رويترز)
أججت ضربة صاروخية على هضبة الجولان المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وهو احتمال أشار كل من الجانبين قبل ذلك إلى الرغبة في تجنبه ولكنهما قالا أيضاً، إنهما مستعدان له.
وتوعدت إسرائيل اليوم الأحد، بتوجيه ضربات قوية ضد حزب الله، متهمة الجماعة بالمسؤولية عن الهجوم الصاروخي الذي أصاب ملعباً لكرة القدم في هضبة الجولان وأسفر عن مقتل 12 طفلاً وصبياً.
ونفى حزب الله أي مسؤولية عن الهجوم الذي وقع بقرية مجدل شمس وأسفر عن سقوط عدد من القتلى، فيما أشارت مصادر إلى اتخاذه عدداً من الإجراءات استعداداً لأي هجوم محتمل.
- هل بالإمكان تفادي التصعيد؟
الأمر سيتوقف كثيراً على ما سيحدث في غزة، حيث تعثرت الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. ومن الممكن أن يساعد وقف إطلاق النار في القطاع على تحقيق تهدئة سريعة للتوتر في جنوب لبنان.
وتسعى الولايات المتحدة، التي تصنف حزب الله جماعة إرهابية، إلى تهدئة الصراع.
وأشار حزب الله إلى انفتاحه على الوصول إلى اتفاق يعود بالنفع على لبنان، لكنه ذكر أن المناقشات لا يمكن البدء فيها قبل أن توقف إسرائيل هجومها على قطاع غزة.
وأشارت إسرائيل أيضاً إلى انفتاحها على تسوية دبلوماسية تعيد الأمن إلى الشمال، وذلك في الوقت الذي تجري فيه استعداداتها لهجوم عسكري لتحقيق الهدف ذاته.
وتوسط المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين في اتفاق دبلوماسي صعب المنال بين لبنان وإسرائيل في 2022 حول حدودهما البحرية المتنازع عليها.
وقال هوكستين في 30 مايو/ أيار: إنه يتوقع عدم تحقيق سلام بين حزب الله وإسرائيل، لكن مجموعة من التفاهمات بإمكانها إزالة عدد من مسببات الصراع وقد تفضي إلى ترسيم حدود معترف به بين لبنان وإسرائيل.
وتضمن اقتراح فرنسي قُدم لبيروت في فبراير/ شباط انسحاب وحدة النخبة التابعة لحزب الله لمسافة 10 كيلومترات من الحدود وإجراء مفاوضات تهدف إلى تسوية النزاعات حول الحدود البرية.
- ما هو تأثير الصراع حتى الآن؟
أثر الصراع سلباً بالفعل على كلا الجانبين. فقد اضطر عشرات الآلاف من السكان إلى الفرار من منازلهم على جانبي الحدود. واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مناطق ينشط فيها حزب الله في جنوب لبنان وقصفت سهل البقاع بالقرب من الحدود السورية.
كما شنت إسرائيل هجمات في بعض الأحيان على أماكن أخرى، ومن أبرز تداعياتها مقتل قيادي كبير في حماس في العاصمة بيروت في الثاني من يناير/ كانون الثاني.
ووفقاً لمصادر أمنية وطبية ومسح أجرته رويترز لبيانات حزب الله، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل نحو 350 من مقاتلي حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني من بينهم مسعفون وأطفال وصحفيون. وقال الجيش الإسرائيلي بعد هجوم أمس السبت: إن عدد القتلى بين المدنيين الذين سقطوا في هجمات حزب الله ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر/ تشرين الأول، بالإضافة إلى 17 جندياً على الأقل.
وفي إسرائيل يشكل نزوح عدد كبير من السكان مشكلة سياسية كبيرة. ويأمل المسؤولون في أن يتمكن هؤلاء من العودة إلى منازلهم قبل العام الدراسي الذي يبدأ في الأول من سبتمبر/ أيلول، لكن هذا لا يزال مستبعداً على ما يبدو مع استمرار الأزمة.
- إلى أي مدى قد يصبح الوضع أسوأ؟
التصعيد محتمل بشكل كبير. لكن رغم ضراوة الأعمال القتالية، لا تزال المواجهة قابلة نسبياً للاحتواء. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ديسمبر/ كانون الأول من أن بيروت ستتحول «إلى غزة» إذا أشعل حزب الله حرباً شاملة.
وأشار حزب الله قبل ذلك إلى أنه لا يسعى إلى توسيع نطاق الصراع لكنه قال أيضاً، إنه مستعد لخوض أي حرب يضطر إليها.
وسوت الضربات الإسرائيلية في عام 2006 مناطق واسعة من الضواحي التي يسيطر عليها حزب الله في جنوب بيروت بالأرض، ودمرت مطار بيروت، وقصفت طرقاً وجسوراً وغير ذلك من مرافق البنية التحتية. وفر ما يقرب من مليون شخص من منازلهم في لبنان.
كما فر 300 ألف شخص في إسرائيل من منازلهم هرباً من صواريخ حزب الله ودُمر نحو ألفي منزل.
- لماذا يتقاتل الجانبان؟
بدأ حزب الله تبادل إطلاق النار مع إسرائيل في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، أي في اليوم التالي لهجوم شنته حركة حماس على تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل. ويقول الحزب: إن الهدف من الهجمات هو دعم الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي في القطاع.
ولطالما اعتبرت إسرائيل حزب الله أكبر تهديد على حدودها، وتشعر بقلق شديد من تزايد حجم ترسانة الأسلحة الخاصة به.