انسحب الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، من شرق خان يونس مخلفاً مئات الجثامين لضحايا مدنيين في الشوارع وتحت الأنقاض. كما توالت التهديدات والأوامر للمدنيين والنازحين، بإخلاء مناطق في وسط وجنوب قطاع غزة، فيما دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر مجدداً، وأكدت تفشياً كبيراً للأمراض الجلدية الخطِرة بين أطفال القطاع الفلسطيني المنكوب.
وببلوغ الحرب يومها ال298، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الفرقة 98 أنهت عمليتها العسكرية في خان يونس، بعد أن استمرت لمدة أسبوع، فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الجيش الإسرائيلي خلف بعد انسحابه أكثر من 250 قتيلاً، و300 مصاب و31 مفقوداً، وعشرات المنازل المدمرة، واصفاً ما حدث بأنه «جريمة حرب ضد الإنسانية». وعاد آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم وسط أنقاض خان يونس. وقام عمال إنقاذ ومدنيون بجمع الجثث من الشوارع في مناطق المواجهات، ونقلوها ملفوفة بالسجاد إلى المشارح في سيارات وعربات تجرها حمير.
وأشار الدفاع المدني إلى أن طواقمه انتشلت أمس 42 جثة من قرية بني سهيلا وأن لديها بلاغات عن عشرات المفقودين.
وجدد الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وذلك، وسط استهداف مباشر للنازحين ومراكز الإيواء خاصة في مخيم البريج وأطرافه. وتعرضت مناطق عدة شمال رفح، إلى قصف مدفعي، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية الإسرائيلية، فيما طال القصف المدفعي محيط مدارس العودة التي تؤوي نازحين شرقي خان يونس.
وواصل الطيران الإسرائيلي استهداف المناطق المأهولة وقصف المربعات السكنية، حيث شنت مقاتلات إسرائيلية غارة على منزل في عبسان الكبيرة، ما أوقع ضحايا وإصابات.
وقتل 12 فلسطينياً وأصيب آخرون، أمس، في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من النازحين في مدخل مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما أعلنت مصادر صحية وفاة الطفلة بشرى مهنا من مدينة غزة بسبب الحصار والتجويع ونقص الأدوية.
ومن جهتها أعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 37 شهيداً و73 إصابة بين يومي الاثنين والثلاثاء.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 39400 قتيلاً و90996 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
من مشهد آخر للكارثة الإنسانية، قال مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن الأمراض الجلدية تتفشى في غزة بسبب الأوضاع المروعة في المخيمات المكتظة التي تؤوي مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين طردوا من ديارهم، إلى جانب حرارة الصيف وانهيار الصرف الصحي الذي خلف بركاً من مياه الصرف الصحي المفتوحة خلال 10 أشهر من القصف الإسرائيلي والهجمات في القطاع.
وأفادت المنظمة الصحة العالمية أخيراً بإصابة أكثر من 150 ألف شخص في قطاع غزة بأمراض جلدية، بسبب الظروف غير الصحية التي يعيشها النازحون في الملاجئ والخيام منذ بداية الحرب، فيما يكافح الأطباء لعلاج أكثر من 103 آلاف حالة إصابة بالقمل والجرب و65 ألف حالة إصابة بالطفح الجلدي. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من انتشار أمراض أخرى في مخيمات النازحين تنتج عن شحّ النظافة.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس الثلاثاء، إنه يتم الإبلاغ عن 800 إلى ألف إصابة بالتهاب الكبد أسبوعياً من خلال مراكزهم الصحية في قطاع غزة.
وبحسب الوكالة، فإن عدد المصابين بالتهاب الكبد المُبلغ عنهم في القطاع منذ بدء الحرب وصل إلى 40 ألف إصابة.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، إن 202 موظف من الوكالة قتل معظمهم مع عائلاتهم في غزة منذ بدء الحرب. وأضاف أن عدد الوفيات هذا أكبر عدد من الموظفين الذين قتلوا في نزاع واحد منذ إنشاء الأمم المتحدة. وتابع: «وصلنا إلى مرحلة مأساوية ومدمرة كنا نتمنى ألاّ نصل إليها أبداً».
على صعيد آخر، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن موظفين يعملون في الكونغرس الأمريكي أطلقوا موقعاً إلكترونياً مناهضاً للحرب على قطاع غزة ينشرون من خلاله مواقف رؤسائهم من الحرب.
وذكرت الصحيفة أن مئات من الموظفين العاملين في الكونغرس عبروا عن رفضهم واحتجاجهم على الدعم الأمريكي لإسرائيل منذ بداية الحرب على القطاع. (وكالات)