إعداد ـ محمد كمال
في الوقت الذي وضعت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة آمالاً على إتمام مفاوضات تسهم في إطلاق سراحهم ووقف القتال، أتت عملية اغتيال المفاوض الأبرز لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، لتفاقم قلقلهم على ذويهم؛ بل وتؤجج انتقاداتهم لحكومة بنيامين نتنياهو باعتبار أنها تقف خلف تنفيذ العملية، وإن لم تعلن ذلك بشكل رسمي.
وتساءل عدد من ذوي الرهائن الذين مازال يعتقد أنهم أحياء في غزة، حول سر توقيت عملية الاغتيال، والتي جاءت في خضم وساطات دولية مكثفة لعقد هدنة وقف القتال وتحرير الأسرى، كما عبروا عن قلقهم من أن تؤدي العملية إلى فقدان أي فرصة لتحرير هؤلاء المحتجزين.
وقال أحد أقارب الرهائن في تصريح لصحيفة هآرتس العبرية: «لماذا الآن بعد أن أصبح هناك اتفاق على الطاولة، هل اختاروا قتله؟».
ووفق تقرير هآرتس، فإن هنية وباعتباره شخصية رئيسية في الإشراف على المفاوضات، فقد دعم تقدمها خلال فترات مختلفة، وهذا يتناقض مع موقف قيادة حماس في غزة.
وتقول شارون ليفشيتز، ابنة الرهينة عوديد ليفشيتز إن «كان من الممكن أن يُقتل هنية قبل 15 عاماً، ولم يفعلوا ذلك (إسرائيل)، فلماذا الآن بعد أن أصبح هناك اتفاق على الطاولة، وتساءلت باستغراب: «هل اختاروا قتله؟».
وقالت نعمة واينبرغ، ابنة عم الرهينة إيتاي سفيرسكي، الذي يوجد جثمانه في غزة: «يزعجني أن تختار هذه الحكومة مرة أخرى تنفيذ الاغتيالات قبل إنقاذ الرهائن»، منتقدة أولويات حكومة نتنياهو.
وكشفت عيناف موزيس، زوجة ابن الرهينة غادي موزيس، عن أن عملية اغتيال هنية جعلت عائلتها تخشى من العواقب. وقالت: «كل حدث مثل هذا يثير الكثير من المخاوف، ونحن في حالة قلق منذ عشرة أشهر، وفي كل مرة يكون هناك اتفاق على الطاولة، ويكون هناك حدث مثل هذا، فإنه يخيفنا».
وذكر منتدى أسر الرهائن والمفقودين في بيان أنه «يجب على إسرائيل تذكر أن النصر لا يمكن تحقيقه دون عودة الرهائن. هذا هو هدف الحرب. وهذا هو الأهم».
ووجهت والدة الرهينة ماتان زانجوكر، رسالة لنتنياهو قائلة إن مسؤوليته أولاً وقبل كل شيء هي إعادة الرهائن.
- التداعيات المحتملة
ويشير التقرير إلى أنه ما زال من السابق لأوانه التنبؤ بكيفية تأثير اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، على الجهود المبذولة للتحرك نحو وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن مع حماس، فيما توقع مراقبون أن تعلن حماس وقف المفاوضات.
ويضغط ذوو الرهائن الإسرائيليين على حكومة نتنياهو منذ أشهر من أجل إتمام الصفقة، وعدم المخاطرة بأرواحهم، لكنها تواصل غارتها وقصفها العنيف لغزة، والذي راح ضحيته عشرات الآلاف من القتلى غالبيتهم مدنيين، وكان من بينهم أسرى إسرائيليين.
وفي ذات الوقت الذي تمت فيه عملية اغتيال هنية، كانت إسرائيل تنتظر رد الوسطاء وحماس على الاقتراح المعدل الذي قدمه رئيس الموساد ديفيد بارنيا للوسطاء في روما يوم الأحد.
- إحجام إسرائيلي
وفي حين لم تتبن إسرائيل العملية بشكل رسمي، فقد رفض مصدر سياسي إسرائيلي التعليق للصحيفة العبرية على احتمال وقوف إسرائيل وراء عملية اغتيال هنية؛ بل وكذلك على سؤال حول ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية تأخذ في الاعتبار الخطر على مصير الرهائن وإطلاق سراحهم بعد الاغتيال.
وقال المصدر الذي حاول إرسال رسالة طمأنة لذوي المعتقلين: «في هذه المرحلة لا يمكن تحديد تداعيات عملية الاغتيال على المفاوضات الجارية».
ولم يعلق رئيس نتنياهو ولا وزير الدفاع يوآف غالانت على مقتل هنية. ونشر المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية صورة لهنية على فيسبوك وعلى جبهته كُتبت عبارة «تم التخلص منه».
وجاء اغتيال هنية في خضم مفاوضات متعثرة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر.
وقالت مصر وقطر، اللتان تتوسطان في المحادثات، إن عمليات الاغتيال قد تعرقل الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار.