أنهى العدوان الإسرائيلي على غزة، أمس الخميس، 300 يوم من القصف والتدمير مخلفاً نحو 40 ألف قتيل وأكثر من 90 ألف جريح ودماراً واسعاً يشهد على جرائم حرب غير مسبوقة آخرها كانت في مدرسة تؤوي نازحين. وفيما زعم الجيش الإسرائيلي مقتل القائد العام للجناح المسلح لحركة «حماس» محمد الضيف في غارة بخان يونس قبل أسبوعين، نفت الحركة تأكيد هذا الأمر، وأكدت أن «تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات القسام، هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة».
قصف النازحين
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس الخمبس، مقتل 10 فلسطينيين على الأقل وإصابة العشرات، في قصف إسرائيلي لمدرسة دلال المغربي بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف المدرسة، زاعماً «اختباء قادة وعناصر حماس داخلها». ودأب الجيش الإسرائيلي على قصف تجمعات النازحين في المدارس وخارجها، بحجة القضاء على مسلحي «حماس».
وقتل 8 فلسطينيين الليلة قبل الماضية نتيجة الغارات الإسرائيلية على مخيم المغازي وسط قطاع غزة. كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إن الاحتلال قصف منزلاً لعائلة في مخيم النصيرات خلف ثلاثة قتلى وأربعة جرحى.
وتواصلت المعارك والاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي على عدة محاور، وذلك خلال التصدي لعمليات التوغل وسط تقدم جزئي للآليات العسكرية على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، تزامناً مع إطلاق نار وقذائفها بشكل مكثف.
وركزت المدفعية الإسرائيلية قصفها على وسط قطاع غزة، إذ استهدفت غارة جوية سيارة مدنية في مخيم المغازي، فيما تعرض شارع الرشيد لقصف مدفعي كثيف، في وقت تعرضت الأجزاء الشرقية لمخيمي البريج والمغازي وسط القطاع لقصف متواصل.
وشنت المقاتلات الإسرائيلية سلسة غارات على مناطق مأهولة ومربعات سكنية في مناطق متفرقة في القطاع، وطالت الغارات جنوب بلدة الزوايدة، ومركبة مدنية في مخيم المغازي، ومخيم النصيرات ما أوقع عشرات الضحايا ومئات الجرحى بين يومي الأربعاء والخميس.
حصيلة العدوان
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن حصيلة العدوان المستمر على القطاع منذ نحو 10 شهور، ارتفعت إلى 39480 قتيلاً على الأقل. وقالت الوزارة في بيان إن إجمالي عدد الجرحى بلغ 91128، منذ السابع من أكتوبر. وأضافت أنه في «اليوم ال300 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
بالمقابل، أعلنت الفصائل الفلسطينية أنها قتلت، أمس، جنوداً إسرائيليين في حي تل الهوى بمدينة غزة وفي رفح جنوب القطاع. وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، في بيان، أنها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة قرب تجمع للآليات، وأوقعتها بين قتيل وجريح في محيط الكلية الجامعية في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، بينما أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» أنها قصفت بعبوات أبابيل وقذائف الهاون آليات الجيش الإسرائيلي وجنوده المتمركزين جنوب حي تل الهوى بمدينة غزة.
نصر زائف
من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، مقتل قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» محمد الضيف في غارة نفذها في 13 تموز/يوليو الماضي في منطقة خان يونس بجنوب قطاع غزة، في حين قال قيادي في الحركة إن تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات القسام هو شأن قيادة الكتائب.
وكان خليل الحية، نائب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، قد نفى ما رددته أوساط إسرائيلية عن مقتل الضيف في الهجوم على المواصي بخان يونس، مؤكداً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو كان يأمل إعلان نصر زائف. (وكالات)