أعلنت القوات الأمريكية حالة التأهب القصوى في قاعدة «عين الأسد»، التي تضم عدداً من قواتها وقوات التحالف الدولي، تحسباً لرد فعل الفصائل المسلحة على قصف موقع فصائل مسلحة جنوبي بغداد، فيما زار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الخميس، مقرّ قيادة عمليات بغداد، وسط تقارير عن إجرائه اتصالات مع قادة عدد من الفصائل للتهدئة وتجنب التصعيد في البلاد.
الهدنة انتهت
وكشفت تقارير متطابقة، أن الفصائل المسلحة العراقية أبلغت السوداني بأن الهدنة مع الجانب الأمريكي انتهت أمس الخمس الأول من أغسطس، ما يعني أنها انتهت رسمياً، وعادت الأوضاع إلى ما قبل الاتفاق الذي بدأ بداية هذا العام.
وذكرت مصادر عراقية، أن عدداً من الفصائل المسلحة المناوئة للوجود الأمريكي في البلاد، قررت عقد اجتماع موسع للرد على القصف الأمريكي الذي استهدف قوات «الحشد الشعبي» في جرف النصر شمالي بابل مساء الثلاثاء الماضي. وذكرت المصادر نفسها أن الولايات المتحدة الأمريكية لجأت، منذ أمس الأول الأربعاء، إلى تفعيل الخط الساخن مع عدد من القيادات في بغداد وعواصم الإقليم لمنع مهاجمة قواعدها في العراق.
مخاوف أمريكية
ولم يخف المسؤولون الأمريكيون مخاوفهم من احتمالية أن تؤدي ضربة جرف النصر شمال بابل قبل يومين إلى تصعيد ضد قواعدها في العراق، خاصة عين الأسد التي تتلقى الجزء الأكبر من مسيرات وصواريخ الفصائل المسلحة وتصيب أهدافها بدقة في بعض الأحيان.
ويشهد محيط قاعدة «عين الأسد» استنفاراً أمنياً ومظلة جوية على مدار الساعة بعمق 30 كم، وسط ترقب لاحتمال نجاح تفعيل الخط الساخن للتوصل إلى تهدئة. وتتوقع مصادر عدة أن تكون «عين الأسد» في دائرة الاستهداف، من خلال استخدام الطيران المسير الذي يمكن أن يصيب محيط السفارة الأمريكية في بغداد.
وتخشى الأوساط الأمريكية من أن يكون استهداف قواعدها رداً على ضربة شمال بابل، جزءاً من رد واسع تخطط له إيران وحلفاؤها لضرب إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، وقبله اغتيال القائد العسكري ل«حزب الله» فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
منعطف خطر
وأكدت فصائل عراقية استعدادها للرد على إسرائيل والولايات المتحدة على اغتيال هنية وشكر، إضافة إلى الاستعداد المسبق أصلاً لأي تصعيد واندلاع حرب في جنوب لبنان.
ويؤكد خبراء أن المنعطف الخطر الذي تمر به المنطقة لن يكون العراق بمنأى عنه، وربما تكون له تداعيات خطرة على المستويين الأمني والعسكري.
وحذرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي من إمكانية تكرار ما حدث مع هنية في طهران، وحدوثه مع قيادات في العراق، وسط قدرة الصواريخ الأمريكية والإسرائيلية على الوصول إلى أهدافها مثلما حصل في السنوات والأشهر والأيام الماضية.
(وكالات)