ليفربول – رويترز
تجددت أعمال العنف في شوارع بريطانيا، السبت، ما تسبب بإصابة عدد من أفراد الشرطة، خلال محاولتهم التصدي للاضطرابات المستمرة منذ أربعة أيام في أعقاب مقتل ثلاث فتيات صغيرات في شمال غرب إنجلترا الأسبوع الماضي.
واندلعت أعمال شغب، شارك فيها مئات المحتجين المناهضين للهجرة في عدة بلدات، ومدن خلال الأيام القليلة الماضية بعد انتشار سريع لمعلومات زائفة عبر الإنترنت عن أن مهاجراً من المسلمين المتشددين يُشتبه في أنه نفذ هجوماً بسكين، الاثنين، على أطفال خلال حفل راقص في مدينة ساوثبورت.
وتقول الشرطة إن المشتبه فيه أكسل روداكوبانا يبلغ من العمر 17 عاماً، ومن مواليد كارديف في ويلز. لكن الاحتجاجات المناهضة للهجرة وللمسلمين، استمرت وتحولت إلى أعمال عنف وشغب، وكانت مدينة سندرلاند في شمال شرق إنجلترا مسرحاً لأحدث احتجاج الجمعة.
وقالت الشرطة في ليفربول، السبت، إن عدداً من أفرادها أصيبوا في أثناء محاولتهم السيطرة على «اضطراب خطر» في وسط المدينة. وقالت السلطات في مدينة هال بشرق إنجلترا، إنها قبضت على أربعة محتجين، وإن ثلاثة من أفرادها أصيبوا في أثناء التعامل مع الاحتجاجات.
وطلبت السلطات من المساجد في أنحاء البلاد تعزيز إجراءاتها الأمنية، بينما نشرت الشرطة المزيد من أفرادها. واتهم رئيس الوزراء كير ستارمر «اليمين المتطرف» بالتسبب في أعمال العنف، وأعلن مساندته للشرطة في اتخاذ إجراءات صارمة.
وقال مكتب ستارمر، إن رئيس الوزراء ناقش موضوع الاضطرابات مع عدد من كبار المسؤولين السبت.
وكانت آخر مرة شهدت فيها بريطانيا أعمال عنف كبيرة واسعة النطاق، في 2011، حينما نزل الآلاف إلى الشوارع، لخمس ليال، بعد مقتل رجل من أصحاب البشرة السوداء برصاص الشرطة في لندن. وقال شهود من رويترز في ليفربول وليدز ومانشستر وبلفاست، إن الأجواء كانت متوترة بعد ظهر، السبت، مع محاولة قوات الشرطة الفصل بين بضع مئات من المحتجين المتنافسين الذين كانوا يرددون شعارات.
واندلعت مشاجرات وأعمال عنف في مدن منها ليفربول، حيث أُلقي البيض وعلب الجعة وقنابل الدخان. وقالت شركات في بلفاست إن أضراراً لحقت بممتلكاتها. وألقت الشرطة القبض على محتجين في لندن، أدى أحدهم التحية النازية على محتج من المعسكر الآخر.
وتجمع مئات من المحتجين المناهضين للهجرة الجمعة، في سندرلاند ورشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة قرب مسجد في المدينة، قبل أن يقدموا على قلب مركبات، وإضرام النار في سيارة، وإشعال حريق آخر بجوار مكتب للشرطة.
وقال مارك هال، كبير مفتشي الشرطة في منطقة سندرلاند، للصحفيين، السبت، إن أربعة شرطيين نُقلوا إلى المستشفى، وأعلن القبض على 12 شخصاً. وأضاف هال: «لم يكن هذا احتجاجاً. كان هذا عنفاً وفوضى لا يمكن التسامح إزاءهما».
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، إن من المقرر تنظيم ما لا يقل عن 30 تظاهرة في أنحاء بريطانيا مطلع هذا الأسبوع، فضلاً عن عدد من الاحتجاجات المضادة من جماعات مناهضة للعنصرية.