«الخليج» – وكالات
يخوض المجتمع الدولي سباقاً مع الزمن لتجنّب تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها، من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، مع تأكيد واشنطن أنها تعمل «ليلاً نهاراً» لمنع اندلاع حرب إقليمية.
وعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، اجتماعاً طارئاً في البيت الأبيض، طالب خلاله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، حيث أدّت الحرب إلى حلقة عنف في الشرق الأوسط.
وقال بلينكن «نحن منخرطون في دبلوماسية مكثّفة ليلاً ونهاراً، لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد»، مضيفاً «من الأساسي أن نكسر هذه الحلقة من خلال التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة».
وتفاقم التوتر في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، في طهران في 31 يوليو/ تموز، بعد ساعات من مقتل القيادي العسكري في «حزب الله» فؤاد شكر، بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأشارت إسرائيل إلى أن شكر كان مسؤولاً عن قصف صاروخي على بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتلّ، أودى بحياة 12 طفلاً، في 27 يوليو/ تموز.
ولم تعلق إسرائيل على اغتيال هنية، وتعهد الإيرانيون، وكذلك «حزب الله» اللبناني، وحماس الفلسطينية ،الانتقام لمقتل هنية وشكر، وتوعدت طهران بإنزال «عقاب قاسٍ» بإسرائيل، متهّمة إياها باغتيال «ضيفنا العزيز في بيتنا».
وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الاثنين، إن إيران «لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى توسيع نطاق الحرب والأزمة في المنطقة»، لكن إسرائيل «ستتلقى بالتأكيد الردّ على جرائمها، وغطرستها».
واعتبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الأسبوع الماضي، أن إسرائيل تجاوزت «خطوطاً حمراً».
ومن المقرر أن يلقي كلمة عند الخامسة من بعد ظهر الثلاثاء، بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ)، خلال حفل تأبيني لذكرى مرور أسبوع على مقتل شكر.
ويتبادل «حزب الله» اللبناني القصف مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، لما يعتبره «دعماً» لغزة، و«إسناداً» لحماس.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل الأحد «نحن مصمّمون على مواجهة» إيران «على كل الجبهات، في كل الساحات، قريبة كانت أم بعيدة».
والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي وصول قائد القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، إلى إسرائيل لتقييم الوضع الأمني وسط التوترات في المنطقة، فيما وصل موفد روسي إلى طهران.
ومن المقرر أن تعقد منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، اجتماعاً بناء على طلب «فلسطين وإيران»، للتوصل إلى «موقف موحّد» في المنطقة، حسبما أفاد مسؤول في المنظمة.
وبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عبر الهاتف، التطورات الإقليمية، فيما تحدث بلينكن مع رئيس وزراء قطر، ووزير خارجية مصر، وهما اللاعبان الرئيسيان في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.
وشدد بلينكن أيضاً على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
والاثنين، أصيب أمريكيون بقصف صاروخي استهدف قاعدة عين الأسد العسكرية في العراق، في هجوم جاء بُعيد مقتل أربعة مقاتلين عراقيين في غارة أمريكية.
وأكّدت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية في بيان، الثلاثاء، رفض بغداد «القاطع لأي اعتداء من داخل العراق، أو خارجه، على الأراضي والمصالح والأهداف العراقية».
وتقول إنها «تستعد لجميع السيناريوهات، هجومياً ودفاعياً»، غير أن دبلومسياً أوروبياً مقيماً في تل أبيب، لفت إلى أن عدم تغيير التوجيهات التي يصدرها الجيش الإسرائيلي للمدنيين يعني، من الناحية النظرية، أنه ليس هناك هجوم وشيك، بحسب الوكالة الفرنسية للأنباء.
- دعوات لمغادرة لبنان
في هذا السياق، دعت العديد من الدول، آخرها الصين وكينيا، رعاياها إلى مغادرة لبنان، فيما علّقت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت.
وأكّد مصدر في شركة طيران الشرق الأوسط، أن الشركة تقوم بتسيير «رحلات إضافية في حال كان هناك طلب مرتفع على وجهة ما» من، وإلى بيروت.
والثلاثاء، قتل خمسة مقاتلين في «حزب الله» بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في جنوب لبنان، كما أكد مصدر أمني لبناني لفرانس برس.
في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة المحاصر، لا سيما في عدة أحياء في مدينة غزة.
وقُتل شخص، الثلاثاء، بنيران مسيّرة إسرائيلية، بحسب مسعفين في مستشفى في دير البلح، في وسط قطاع غزة، المدمّر جراء ما يقرب من عشرة أشهر من القصف.
ودعا المستشار الإقليمي في دير البلح للمجلس النرويجي للاجئين حسن مراجع، الثلاثاء، إلى «عمل جماعي أقوى من العالم لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون عوائق وحصول الناس على الحماية».