عاشت الضفة الغربية، أمس الثلاثاء، يوماً دامياً حيث قتل الجيش الإسرائيلي 12 فلسطينياً في جنين وعقابا بطوباس وبيت لحم خلال 20 ساعة، شهدت اشتباكات مع فصائل مسلحة وغارات بمسيرات، فيما تعمدت قوات الاحتلال تدمير البنية التحتية المدنية، بالتوازي مع قيامها باعتقال فلسطينييين بينهم مصابون.
وانسحب الجيش الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد عملية عسكرية استمرت نحو 20 ساعة قتل فيها 5 فلسطينيين. وذكر شهود عيان أن طائرة مسيّرة قصفت مركبة فلسطينية في الحي الشرقي لمدينة جنين. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ومقرها رام الله، في بيان، إن خمسة فلسطينيين قتلوا جراء قصف الجيش الإسرائيلي مركبتين في الحي الشرقي في مدينة جنين. كما أضافت أن أربعة فلسطينيين قتلوا في بلدة عقابا قضاء طوباس شمال شرق الضفة الغربية المحتلة.
وفي وقت سابق، قال الجيش الاسرائيلي في بيان إنه «قتل ثلاثة فلسطينيين في بلدة كفرقود غرب مدينة جنين وجرح اثنين عندما عملت قوة من المستعربين لإلقاء القبض على مطلوبين مسلحين حاولوا الفرار، قتل ثلاثة منهم وألقي القبض على اثنين».
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 15 شخصاً بجروح في بلدة عقابا وخمسة في جنين.
وقال عبدالرازق أبوعرة، رئيس بلدية عقابا لوكلة الصحافة الفرنسية «اقتحمت قوة خاصة اسرائيلية بلدة عقابا ليل الاثنين الثلاثاء تبعتها سيارات عسكرية للجيش الإسرائيلي، وقاموا بمحاصرة بعض البيوت، وخلال ذلك أصيب العديد من الشبان، منها إصابات خطيرة جداً، وقتل آخرون». واعتبر أبوعرة أن «ما قامت به القوات الإسرائيلية هو إجرام ممنهج ضد الشعب الفلسطيني الأعزل».
وقال محافظ طوباس أحمد أسعد «دخل الجيش الإسرائيلي وحاصر أحد المنازل، واعتلى قناصة سطوح المنازل وكانوا يطلقون النار على أي شخص يتحرك». وفي حادث منفصل، قتل فلسطيني آخر برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من مدينة بيت لحم أثناء محاولته طعن شرطية من حرس الحدود على أحد الحواجز العسكرية.
وبهذه الحصيلة يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية إلى 614، منذ بدء حربه على غزة في 7 أكتوبر الماضي، إضافة إلى نحو 5400 جريح، وفق معطيات رسمية.
بدورها، قالت فصائل فلسطينية مسلحة بينها «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس»، و«سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، إن مقاتليها تصدوا للقوات الإسرائيلية المقتحمة لجنين. وتحدث الشهود عن اشتباكات مسلحة اندلعت مع فلسطينيين، وسماع دوي انفجارات بين حين وآخر.
وأضافوا أن «جرافات عسكرية رافقت القوة الإسرائيلية، وشاركت في تدمير بنى تحتية ومركبات في المدينة والمخيم».
وبالتزامن مع حربه المدمرة على غزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة، كما وسع المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما خلف إضافة إلى القتلى والجرحى، نحو 10 آلاف معتقل.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ يوم الاثنين وحتّى صباح أمس 16 فلسطينياً على الأقل من الضّفة، بينهم جريح، إضافة إلى أطفال، وأسرى سابقين. وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل وبيت لحم وطوباس ورام الله وجنين ونابلس وأريحا وقلقيلية. (وكالات)
