توالت المناشدات الدولية لكسر دائرة التصعيد في الشرق الأوسط وإنهاء التوتر بأسرع وقت ممكن، فيما استمرت حالة القلق في الداخل الإسرائيلي مع زيادة وتيرة الاشتباكات مع «حزب الله» في الشمال وترقب الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، التي اختارت الحركة بشكل مفاجئ أمس رئيسها في غزة يحيى السنوار خلفاً لهنية.
وتنشط الاتصالات الدبلوماسية، على مدار الساعة، للتهدئة، وتلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي جو بايدن تناول الاتصال التطورات الإقليمية والتوترات في منطقة الشرق الأوسط والشواغل الحالية بشأن توسع دائرة الصراع في الإقليم. وشدد السيسي على خطورة التداعيات المترتبة على استمرار الحرب في قطاع غزة وتأثيرها السلبي في استقرار المنطقة. كما أشار إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يُعد أساسياً لإعادة الهدوء والاستقرار للإقليم.
وكان بايدن، قد ترأّس مساء أمس الأول الاثنين اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي للبحث في مخاطر اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل، بينما دعا وزير الخارجية أنتوني بيلنكن أطراف النزاع إلى «كسر حلقة العنف» بإقرار وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الأسترالية بيني وونغ في واشنطن إنّ «التصعيد ليس من مصلحة أحد، لن يؤدّي إلا إلى مزيد من النزاعات ومزيد من العنف ومزيد من انعدام الأمن. من الضروري كسر هذه الحلقة عبر التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة». وأضاف «نحن منخرطون في دبلوماسية مكثّفة، تقريباً على مدار الساعة، لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد».
وأكدت مصر والأردن، أن السبيل الوحيد لوقف التصعيد الحالي في المنطقة هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على أن يعقب ذلك اتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل مع جذور الأزمة وتكثيف الجهود من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وطالب رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية على لبنان، وإرساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي رقم 1701. وقال ميقاتي إن العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية عزز المخاوف من مواجهات من شأنها الدفع نحو حرب شاملة.
وأعلن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، أمس، أنه يأمل تجنب ضربة انتقامية من إيران وحلفائها ضد إسرائيل، لاغتيالها هنية في طهران، والقائد العسكري البارز في «حزب الله»، فؤاد شكر في بيروت.
وقال بوحبيب، خلال زيارة إلى القاهرة، إن الحكومة اللبنانية تأمل ألا يكون هناك رد من جانب «حزب الله». وأضاف أن الحرب «لا تفيد أياً من الدول ولا تفيد إسرائيل، لا تفيد إلا من يريد الحرب. لكن نسعى الى ألا يكون الرد إذا كان هناك لا بد من رد، ألا يكون جماعياً، وألا يكون كذلك قوياً، بحيث يقودنا إلى حرب واسعة».
من جهته، طلب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الرد بشكل «محدود» على اغتيال إسماعيل هنية، وحثه على تجنب استهداف مدنيين إسرائيليين، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين إيرانيين وصفتهما بالرفيعين.
وقال المصدران إن سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، نقل هذه الرسالة أمس الأول الاثنين، خلال اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين كبار، في وقت تدرس فيه طهران ردها على اغتيال هنية. وشدد المسؤولان المطلعان على أن «طهران تضغط أيضاً على موسكو من أجل تزويدها بطائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز سوخوي سو-35»؛ ولم يرد في التقرير مزيد من التفاصيل بشأن المحادثات الذي أجراها شويغو في طهران. وفي موسكو قال مسؤول إن زيارة شويغو كانت إحدى السبل العديدة التي لجأت إليها موسكو لإبلاغ إيران بضرورة «ضبط النفس».
في غضون ذلك، أعلنت حركة «حماس»، مساء أمس الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار، رئيس الحركة في قطاع غزة، رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً لإسماعيل هنية.
ووضعت إسرائيل اغتيال السنوار ضمن أهدافها المعلنة للحرب على القطاع المستمرة منذ 11 شهراً. ولم يظهر السنوار علناً منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، ويعتقد أنه مازال داخل القطاع.
وفي سياق التصعيد الجاري في جنوب لبنان، قال «حزب الله» إنه أطلق سرباً من الطائرات الهجومية بدون طيار ضد أهداف عسكرية في شمال إسرائيل، أمس الثلاثاء. وأصدر الحزب بياناً قال فيه إنه شن هجوماً بواسطة طائرات مُسيَّرة استهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة «شراغا» شمال عكا، وأفادت السلطات الإسرائيلية بإصابة 19 شخصاً ومقتل واحد على الأقل، فيما قتل 6 عناصر من الحزب بضربة إسرائيلية. وطلبت عشرات البلدات والمستوطنات الإسرائيلية في منطقة الجليل والجولان السوري المحتل، من سكانها البقاء قرب الملاجئ. وتوجهت بلدية «نهاريا» إلى سكانها بالقول: «عليكم التقليل من الأنشطة غير الضرورية والبقاء بالقرب من المناطق المحمية، وتجنّب التجمعات في المناطق المفتوحة قدر الإمكان». كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأنّ «بلدية ديمونا جنوبي إسرائيل قررت فتح الملاجئ بعد إجراء مشاورات وتقدير للوضع الأمني». (وكالات)