شهدت انتخابات مجلس الدولة الليبي، أمس الثلاثاء، خلافاً كبيراً، بعد حصول المرشح خالد المشري على 69 صوتاً من أصل 139، متقدماً على منافسه محمد تكالة الذي حصل على 68 صوتاً، بعد انحصار المنافسة بينهما في الجولة الثانية من التصويت، فقرر تكالة رفع الجلسة دون اعتماد نتيجة التصويت، واللجوء للقضاء للفصل في انتخابات رئاسة المجلس، فيما أكد عضوا المجلس الرئاسي عبدالله اللافي وموسى الكوني، خلال لقائهما المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، «إعداد مشروع سياسي محكم لمعالجة الانسداد السياسي الراهن».
وكانت جلسة التصويت التي بدأت إجراءاتها بشكل ديمقراطي وعبر نقل مرئي مباشر قد شهدت خلافات أثناء عملية فرز الأصوات في الجولة الثانية بين المرشحين تكالة والمشري بسبب ورقة تصويت واحدة كانت لصالح تكالة وكتبت من الخلف، وليس في المكان المخصص للتدوين المعمول به وفق اللائحة المعمول بها بالمجلس.
وقال تكالة في ختام الجلسة: «بعد انقسام المجلس الأعلى للدولة إلى فريقين بنسبتي 50%، أصبح من الضروري الاحتكام إلى القضاء، المحكمة العليا هي من تفصل في هذا الشأن»، وأضاف «سأرفع النتائج بالكامل كما هي إلى المحكمة العليا، وننتظر ردها وما تحكم به الكل يسلم به».
لكن منافسه في جولة الإعادة خالد المشري قاطعه قائلاً: «نعم نحتكم إلى القضاء بشرط أن تتنحى عن الرئاسة لا يجوز إحالة الأوراق إلى القضاء وأنت على رأس المجلس».
وأعلن المشري في مؤتمر صحفي أنه الرئيس الفعلي والشرعي للمجلس الأعلى للدولة، وأنه سيمارس عمله على هذا الأساس، وعلى نتيجة عملية الاقتراع، وأنه متمسك برئاسته للمجلس، وعدم تسليم الرئاسة إلا بانتهاء مدة رئاسته، وإجراء الانتخابات بعد عام.
من جهة أخرى، التقى عضوا المجلس الرئاسي عبدالله اللافي وموسى الكوني، أمس الثلاثاء، المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، بطرابلس، لبحث مستجدات العملية السياسية في ليبيا، ومتابعة الأوضاع في المنطقة الجنوبية، الخدمية منها والأمنية، بالتنسيق مع المجلس الرئاسي.
وقال المكتب الإعلامي إن الكوني واللافي أكدا خلال الاجتماع «أهمية تضافر الجهود المحلية والدولية المعنية بالشأن الليبي، لإعداد مشروع سياسي فاعل يعالج حالة الانسداد السياسي، ويدفع باتجاه حل العملية السياسية، ويمهد الطريق لإنجاز الاستحقاقات الانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي».
وأضاف المكتب الإعلامي، أن نورلاند أشاد من جهته بجهود المجلس الرئاسي الرامية إلى جمع كل الفرقاء السياسيين، وتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف، ولاسيما ملف المصالحة الوطنية الذي وصل إلى مراحل متقدمة. كما أكد دعم الولايات المتحدة الكامل لإنجاح هذا الملف من أجل إعادة الاستقرار والسلام الدائم للبلاد. (وكالات)