تتكثّف الضغوط الدبلوماسية لمنع مزيد من التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، مع تواصل العدوان على قطاع غزة، بينما تدخل إسرائيل في حالة من الضغط والانتظار تستمر حتى ساعات الصباح الباكر، ترقباً لأي رد محتمل من إيران أو من حزب الله، وسط شائعات عن سيناريوهات مختلفة، فيما أعربت دولة الإمارات عن قلقها إزاء التصعيد وتداعياته، مشددة على أولوية الوقف الفوري للحرب على غزة.
وترأس خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي انعقد بمقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة، بناء على طلب من فلسطين وإيران. وتناول الاجتماع تطورات الأوضاع في المنطقة والتوتر المتصاعد في الوقت الراهن. وأعرب المرر، في كلمته، عن قلق دولة الإمارات العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن دولة الإمارات تؤمن بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة.
كما أشار إلى موقف دولة الإمارات الثابت في رفض العنف والاغتيال السياسي بكافة أشكاله وصوره، مؤكداً أن التصعيد والفعل وردود الفعل غير المحسوبة، دون أدنى اعتبار، للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها، تعقد الموقف وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار، مشدداً على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد.
بدوره، قال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة على منصة «إكس» أمس الخميس، «لا يمكن لأي صوت عاقل إلا تأكيد أولوية الوقف الفوري للحرب في غزة وإنهاء دوامة العنف والتصعيد الإقليمي ومنطق العدوان والرد مع الاعتراف بفشل سياسة احتواء وتأجيل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة» وأكد قرقاش أنه «لا بديل عن مسار حقيقي يضمن للشعب الفلسطيني تقرير مصيره ويكسر حلقة عدم الاستقرار بالمنطقة».
وأكدت مصر ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، والدفع بمسار سياسي قائم على حل الدولتين لاستعادة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وجاء هذا الموقف خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، ورئيس الوزراء البريطاني مع كير ستارمر تطرق إلى الأوضاع الدولية والإقليمية.
وأفاد بيان للرئاسة المصرية بأن السيسي أوضح رؤية مصر لكيفية استعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تمر بمرحلة خطيرة من التصعيد المستمر. كما استعرض مستجدات الجهود المصرية لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتبادل المحتجزين.
وأكد السيسي أهمية إنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم، والدفع بمسار سياسي على أساس حل الدولتين.
وفي أنقرة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أن البلدين يسعيان إلى تكثيف الجهود الرامية لإحلال السلام والهدوء الدائمين في المنطقة، في ظل التوترات الخطيرة في المنطقة ومساعي الدول للتهدئة لاسيما وأن قطر إحدى الدول الوسيطة بين حركة «حماس» وإسرائيل.
ودعا أردوغان والشيخ تميم المجتمع الدولي للحؤول دون التصعيد في الشرق الأوسط في ظل التوتر بين إيران وإسرائيل. وقال أردوغان إن إسرائيل تحاول رفع حدة التوتر في المنطقة بهجماتها في الأراضي الفلسطينية ولبنان، ويتعين على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فعالة لإنهاء العدوان الإسرائيلي الذي اشتد في الأيام الأخيرة.
وحثت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجا ميلوني، أمس الخميس، الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، تجنب التصعيد في الشرق الأوسط.
وقال مكتب رئيسة الوزراء، في بيان، إن ميلوني شددت في اتصال هاتفي«على ضرورة منع توسع الصراع الدائر في غزة، بما في ذلك لبنان»، كما حثت الرئيس الإيراني على تجنب مزيد من التصعيد وإعادة فتح الطريق أمام الحوار.
وفي إسرائيل، تنتشر الشائعات في إسرائيل بشكل يومي عن طبيعة الرد المحتمل لإيران و«حزب الله» على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية والقيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر.
ومنذ أكثر من أسبوع، تترقب إسرائيل ردود فعل انتقامية. وترجح تل أبيب أن «حزب الله» سيسبق إيران بمهاجمة إسرائيل، وأن سيناريو شنّ«هجوم منسق» هو«الأسوأ»، لكن توقعات حدوثه منخفضة، وفق إعلام عبري.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، إن«تصعيد إيران إذا حصل سيؤثر سلباً في جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة». وأضافت «نواصل إجراء اتصالات للحيلولة دون التصعيد لأنه لا يخدم أي طرف».
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، وصول طائرات من طراز«إف 22 رابتور» إلى المنطقة كجزء من تعزيزات أمريكية، لمواجهة التهديدات. (وكالات)