بيروت-«الخليج»- وكالات:
ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أمس السبت، أن الطيران الحربي الإسرائيلي خرق جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وجبل لبنان، فيما تشتدّ المواجهات وتتفاوت بين «حزب الله» وإسرائيل على الجبهة الشمالية، في وقت لا يزال فيه الحزب محتفظاً بحقّ الردّ على اغتيال قائده العسكريّ فؤاد شكر، واضعاً إسرائيل في حالة من الانتظار والترقّب، تماماً كما هو الحال في بيروت التي ينظر فيه المسؤولون بتفاؤل حذر بعد الاختراق النسبي بشأن المفاوضات المرتقبة حول غزة.
وأشارت الوكالة اللبنانية إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي خرق جدار الصوت على دفعتين وحلّق على علو منخفض في أجواء بلدات الجنوب. وأغار الطيران الإسرائيلي مرتين على بلدة عيتا الشعب، فيما استهدفت المدفعية بلدة حولا التي صارت بنداً دائماً على لائحة بنك الأهداف الإسرائيلية. كما جرى استهداف أكثر من منزل في طير حرفا. فيما تعرّضت بلدة مجدل سلم إلى غارتين بطائرات مسيرة، كادت إحداهما تتسبب في مقتل فريق من ثلاثة أشخاص، يعمل لصالح أحد التلفزيونات المحلية. كما تعرض مدني لبناني لحالة اختناق في كفر كلا بسبب القذائف الفسفورية.
وصباح أمس، دوّت صفارات الإنذار في الجليل الأعلى، تنبيهاً من إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، أو شظايا صواريخ اعتراضيّة إسرائيليّة. وأفادت تقارير إسرائيليّة برصد سقوط صاروخين في منطقة المالكيّة، قبل أن يعلن «حزب الله» لاحقاً استهدافه لموقع المالكية بقذائف مدفعيّة. كما أعلن استهدافه لتجهيزات تجسسيّة في موقع راميا، إضافة إلى استهداف تجمّع لجنود إسرائيليين في «تل شعر» بالأسلحة الصاروخيّة وأصابوه إصابةً مباشرة.
في غضون ذلك، تتجه الأنظار في بيروت إلى جهود استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحركة «حماس» بشأن تبادل الأسرى والتوصل إلى وقف مرحلي لإطلاق النار في غزة، وسط توقعات بأن التوصل إلى اتفاق قد ينعكس هدوءاً على الجبهة اللبنانية.
ويجمع المراقبون على اعتبار الأيام القليلة المقبلة مفصلية لحسم الخيارات بشأن تصاعد المواجهة أو انحسارها، محاولين القراءة في ما بين سطور البيان الثلاثي الصادر عن قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية بشأن المفاوضات المرتقبة حول غزة.
وكشف رئيس لجنة الطوارئ في الحكومة اللبنانية، وزير البيئة ناصر ياسين، عن أن الدولة اللبنانية وضعت خطة لتعزيز الجاهزية في حال نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل.
وأضاف ياسين، في تصريحات، أمس السبت، أن «65% من سكان المناطق الحدودية نزحوا من منازلهم، ونتوقع نزوح نحو مليون شخص في حال اعتداء كبير على الجنوب».
وأشار ياسين إلى أن لبنان سيكون لديه مخزون كافٍ من الإمدادات الغذائية لمدة خمسة أشهر، إضافة إلى مخزون يكفي لخمسة أسابيع من الوقود، في حال فرض حصار إسرائيلي. هذا الأمر يعكس استعداد لبنان لمواجهة أي سيناريوهات قد تفرضها التطورات الإقليمية.